منحوتات زهير خليفة شواهد فنية ولدت من رحم الطبيعة

اللاذقية-سانا

الطبيعة الجميلة بكل مكوناتها تعتبر مصدر الهام للكثير من المبدعين فكل تكوين فيها يشكل لوحة متناسقة تحفز خيالات الفنانين وقد كانت الطبيعة في بلدة بيت ياشوط حالة إبداعية للنحات زهير خليفة الذي سخر ما استطاع مما خلفته الطبيعة من بقايا أشجار السنديان والصخور ليخلق أعمالا تتطلب الكثير من الجهد وتكون مصدر جذب لكل الزائرين والسياح.2

اتحد الفنان خليفة مع ما يحيط به وتآخى معه في كل عمل من أعماله حتى حول مكان عمله الذي يتوسط مناظر خلابة وسط جبال الساحل السوري إلى قلعة يؤمها الزائرون من أبعد الأماكن ليستريحوا ويلقوا بهمومهم على صخورها بعد أن روضتها يداه بإرادة لاتقهر.

يعارك الفنان التشكيلي زهير خليفة الصخور فيطوعها ويحتضن الجذوع ليبدع منها أشكالا لا ينقصها سوى النبض لتنطق ومن أعماله المميزة منحوته تخلد تضحيات الجيش العربي السوري جسد فيها معركة حية ممثلة بثلاثة تماثيل من الجنود ملتصقة ببعضها جندي شهيد وآخر جريح وآخر منتصب يحمل في حضنه طفلا وبيده علم الوطن.

ويستعير الفنان خليفة أدواته ومفرداته الفنية من الواقع والمحيط الجغرافي والإنساني مضيفا إليها أشياء من الحلم وعناصر من التاريخ والتراث المادي الذي ينتمي إلى بيئة الريف مشكلا منحوتات ليست وليدة اللحظة الراهنة بل هي نتاج تجربة عميقة خطها الزمن بكل مفرداته ومكوناته الفنية وأجمل مافيها جنوحها للبساطة والإبداع المتناهيين فهو “يكره المجهول والمبهم ويعشق الوضوح” على حد تعبيره لنشرة سانا سياحة ومجتمع التي التقته في ورشته الفنية.

وقال خليفة.. “إنه يبني نماذجه على عنصرين أساسيين هما الأنثى والطبيعة في تداخل خلاق فالأنثى “أجمل مخلوقات الأرض” حيث تطغى عشتار وحورية البحر ونساء ريفيات والأم والجدة بكل تفاصيلها وتقاسيمها على نماذجه التي اختارها بعد ان أجرى معها حواره الداخلي وأطلق مكنوناته حيالها فظهرت للعلن بانسيابيات الجسد وتقاسيم الوجه وحركة اليد وغيرها”.3

ويضيف..”عندما أفكر في الصخور التي تركن حولي أشعر أني بحاجة لخمسة آلاف سنة كي أفرغ منها ويبقى الكثير مما لم أنجزه فالحجر يغريني أكثر من الخشب وما من حجر كبير أو صغير إلا وله شأن ما ومكان ما وربما إقبالي عليه بهذا النهم يعكس ثورة التحدي التي بداتها معه حتى غدا مطواعا لينا يرتاح بين أناملي بإرادة العمل فتكويناته وأشكاله التي أبدعها الخالق تولد الفكرة في عالمي”.

حالة التوازن تطغى على أعمال خليفة فمقاسات المنحوتة متناسبة الأبعاد دون أن يقيس فهي بالنسبة إليه حالة عفوية كذلك التاريخ حاضر بقوة فيها من هنيبعل إلى عشتار الأم والزوجه وغيرهم من الرموز التي تركن في زوايا القلعة.

وخليفة 45 عاما من قرية بيت ياشوط أسس ملتقى رواسي جبلة وجبالها الأول بالمشاركة مع الفنان حسن سليمان والتشكيلي عامر علي الذي أقامه في قلعته وشارك فيه ستة نحاتين من مختلف المحافظات السورية وفنانين تشكيليين مؤكدا أن الملتقى الثاني والثالث سيكون بشكل مهرجان فني كبير لإحياء التراث المادي واللامادي من شعر ونثر واسواق شعبية وأدب وفن.

صبا العلي

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency