معرض اللوحة الصغيرة في فندق زنوبيا.. إضافة فنية جديدة للمشهد الثقافي في اللاذقية

اللاذقية-سانا

ثلاثة وأربعون فنانا سوريا اجتمعوا في لقاء استثنائي ضمن معرض اللوحة الصغيرة الذي انطلق مساء أمس لعرض أعمالهم الصغيرة التي تجسد شخصية ورؤية كل فنان وتجربته الفنية في هذا المجال ليكون ملتقى كارلوس السياحي والثقافي في فندق زنوبيا فرصة لدعم وتطوير حركة الفن والتشكيل والثقافة في المحافظة.

ويندرج هذا الملتقى الذي أطلق مؤخرا معرضا تمهيديا بعنوان ملامح أوغاريتية ضمن مشروع اللاذقية عاصمة التشكيل الذي يهدف لتنشيط المقاهي الثقافية وجعلها مراكز تضم فنانين من داخل اللاذقية وخارجها وفقا للقنان محمد أسعد منظم المعرض الذي أوضح أن اختيار فندق زنوبيا لإقامة الفعاليات الفنية التي سيقدمها الملتقى سيكون نقطة ثقافية جديدة بالنسبة للأمكنة التي يحرص مشروع اللاذقية عاصمة التشكيل على تنشيطها مشيرا إلى أن الفنانين المشاركين في معارض الملتقى “يتم اختيارهم بدقة ووفق معايير تبرز شخصية كل فنان”.02

ويطمح القائمون على الملتقى للتوسع بالمشروع بحيث يتحول هذا المكان إلى منبر يجمع الأمسيات الموسيقية والندوات الثقافية ولا سيما أن صاحب الفندق سامر كارلوس من أكثر المتحمسين والمتعاونين لإنجاح المشروع والذي لفت بدوره إلى أن اللاذقية تستحق أن تكون عاصمة للفن التشكيلي بما تزخر به من مواهب وأسماء فنية عريقة مؤكدا أن النشاط سيتطور ولن يتخصص فقط بالرسم والنحت بل يمكن أن تدرج فكرة المسرح المفتوح بحيث يستطيع كل من لديه موهبة في إلقاء الشعر أو الغناء أو العزف أن يكون موجودا في هذا الملتقى.

مئة لوحة فنية تنوعت ما بين أعمال انطباعية ورمزية عن الأزمة وانعكاساتها على الإنسان السوري كانت بطلة الملتقى لكن بقي البورتريه عنوانا للكثير من اللوحات وظهر واضحا في أعمال الفنان تيسير رمضان الذي قدم خلاصة دراساته عن البورتريه من خلال أربع لوحات بالحبر الصيني والألوان المائية وعلى الرغم من استخدامه الباستيل والزيتي بأسلوبه الفني إلا أن الجرأة بالخطوط كانت جلية للعيان أما الفنان أبي حاطوم قدم ثلاثية فنية شكلت معا لوحة صغيرة أطلق عليها اسم جغرافيا أنجزها بالرمل المعجون بالألوان بحيث تظهر فيها فوضى لونية بتفاصيل نافرة تشعر الناظر أنه يشاهد الكرة الأرضية كمكان يظهر من بعيد.

كذلك كانت لأعمال الفنان جورج شمعون من طرطوس تقنية خاصة ظهرت من خلال استخدام الحجر الرملي كخلفية لأعماله الأربعة بحيث يشعر المتلقي أن الخلفية عبارة عن صخور لكنها في الحقيقة ذات ملمس ناعم مستفيدا من التراث والهوية السورية لتبدو لوحاته كتكوينات سريالية ظهرت فيها جوانب أدبية من خلال شعر نزار قباني بالإضافة لإظهاره المرأة ككيان منسجم مع أصابع اليد في إشارة إلى إنجازاتها التي تقوم بها في حياتها اليومية.

كما كان للحضور الأكاديمي لمدرسين من الجامعة الأوروبية في دمشق إضافة لافتة على المعرض فالفنان عدنان حميدة الذي أصر على الحضور مصطحبا معه أعمال زملائه أكد أن الملتقى فرصة للتعرف على تجارب الفنانين في اللاذقية وباقي المحافظات واختار عملين فنيين ظهر في كل منهما أربعة وجوه تعبيرية استقاها من مشاهداته في الشارع السوري بدمشق قدمها بتقنية الإكريليك والفحم على الخشب فبدت كوجوه حزينة لكنها تحمل روحانية وتأمل وتفكير كما اختلفت المعالجة اللونية في اللوحة الواحدة بقصد التنوع دون الخروج عن وحدة اللوحة وروحها العامة.03

وقال حميدة أحضرت معي مجموعة من أعمال زملائي كالدكتور محمد شبيب الذي له تجربة فريدة في رسم الوجوه من خلال إدخال الكولاج مع الإكريليك لتقديم الوجه بتبسيط خاص يجعله يبدو كدائرة تشبه هالة القديسين والملائكة قاصدا الإنسان السوري أما الدكتور أحمد يازجي فقد عمل بالإكريليك ليصور امرأة فيها تلخيص وتبسيط وحرفية عالية بالرسم والتكوين لتقوم الدكتورة جورجينا مارديني بأخذ شيء من الجو المصري الفرعوني لتعمل علي لوحاتها بطريقة تشبه الأيقونة واختار مروان جوبان عرض تجربة خاصة به بلمسات تجريدية فيها بعض من الغموض والروحانية.
بدوره قدم الفنان سامر اسماعيل شخوصا إنسانية مهزومة لديها قلق وجودي ظهر في ألوان لوحاته الأربعة وتكوينها لكن يبدو فيها شيء ميتافيزيقي لتنفرد الفنانة صبا رزوق برسم بوتريهات لأصدقائها وطلابها وتقديم بعض الفرح في لوحاتها لإيمانها بأن الفن يجب أن يبرز الجانب الجميل الذي بقي بدواخلنا في هذه الأزمة وقالت “لا أحب تسمية لوحاتي وحصرها بتعابير لفظية وأفضل التنويع في الطروحات لأظهر قدراتي الفنية وخاصة في الأعمال التعبيرية”.

ولم يغب النحت عن الأعمال المقدمة في الملتقى فالثور الدال على القوة والخصب ظهر في أعمال الفنان محمد بعجانو الذي استخدم الرخام والخشب لنحت أعماله الفنية بينما أبدع النحات جابر أسعد بعمليه الفنيين الذي يندرج اولهما في الاطار التزييني من خلال تجسيد الرمان السوري باستخدام الخزف أما عمله الثاني فيمثل عشتار التي ركز على اظهار وتفاصيلها الإنثوية فعشتار كانت دائما رمزا للخصوبة الدالة على إلوهيتها.

ويستمر معرض اللوحة الصغيرة في فندق زنوبيا حتى السادس من الشهر المقبل.

ياسمين كروم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA)