الفنان نصير.. بحث تشكيلي واسع لتجسيد الوجع السوري الراهن

اللاذقية-سانا
استطاع الفنان السوري الشاب شادي نصير أن يخط لنفسه نهجا ابداعيا خاصا بعد تخرجه من مركز الفنون التشكيلية في محافظة اللاذقية ولاسيما انه قاد سلسلة من المحاولات التجريبية التي مهدت للعديد من الابحاث الفنية في مجالات متنوعة كان آخرها البحث في الية تجسد الوجع السوري الراهن التي اعتمد فيها على تغييب الكتلة وتجريد اللوحة الفنية على نحو لافت.
وفي هذا الإطار ذكر نصير لنشرة سانا الشبابية أنه ابن عائلة فنية حيث أن عمته الفنانة ليلى نصير هي من اكتشفت حبه للرسم فجأة وهو في الحادية عشرة من العمر وبقي يتردد إلى مرسمها كل يوم جمعة وسبت ولمدة سبع سنوات متتالية حيث استفاد من تجربتها الفنية العريقة التي تعتمد على تبسيط الشكل وهو ما
ساعده على اختصار مراحل عدة والنظر بصورة مختلفة الى الأعمال الفنية.2
وأشار إلى أن النقلة الحقيقية له كانت في عام 2003 عند مشاركته بملتقى الشجرة الدولي الذي اقيم في قرية البدورسية وحصل خلاله على شهادة تقدير عن أعماله المشاركة وخاصة أن هذا الملتقى ذو طابع عالمي ينظم كل عام في بلد مختلف وبعدها شارك في معارض مشتركة مع فنانين معروفين على الساحة الفنية إلى أن حان آوان معرضه الفردي الاول الذي اقامه عام 2005 في جمعية العاديات باللاذقية تحت عنوان “بيت بيوت” لتتوفر له الفرصة لاحقا للعرض في بيروت لمرتين وفي كل من السودان واليونان ودبي والقاهرة وغيرها.
وبين أن الدراسة في مركز الفنون التشكيلية وفرت له أجواء من التواصل البناء مع التجارب المتنوعة للفنانين الشباب ممن تشارك معهم العمل هناك وهو ما ساعده على اختبار الطاقات المتنوعة في المشهد المحلي وللتعرف على المحاولات التجريبية المهمة التي يعمل عليها الاساتذة في المركز وتحفز المنتسب على الولوج إلى عالم البحث الفني دون تردد.
وأوضح أنه أقام في العام 2007 بعد تخرجه معرضا بعنوان “أشجار” عرض خلاله 17 عملا فنيا حيث وصف هذا المعرض بأنه نقلة نوعية في تجربته الفنية نظرا لما يتضمنه من رؤية ابداعية خاصة عاد بعدها الى البحث والتجريب في العمل الفني حيث تركز بحثه حول الكتلة والفراغ في اللون قبل ان ينتهي الى معرض فني آخر أقامه بداية هذا العام وشكل بدوره قفزة اخرى على مستوى تجربته الفنية.
ولفت /نصير/ الى ان تجربته من الناحية الموضوعية تتمركز حول الاشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية فينظرون الى الواقع من حولهم من خلال رؤية غير حقيقية وهو ما يقتضي من الناحية الفنية تغييب الكتلة الواضحة والملامح الحقيقية ليظهر العمق النفسي للشخصية على الورق.
وأضاف “أغلب شخوصي الفنية تتماهى طولا بألوان مائية على خلفيات بيضاء تشعرنا بعدم استقرار الكتلة في الفراغ نظرا لأن هذه الشخصيات تعاني بشكل عام من الام قاسية تولدها ظروف الحياة إضافة إلى أن بعض الاشخاص يسيرون في اتجاهات متغايرة نحو المجهول وفي هذا بعد فلسفي يتصل بالمضمون الانساني عامة”.4
ولفت إلى أنه عمل كذلك على العمل الطباعي المائي على الكرتون والذي يمثل حالة خاصة للفنان الى جانب الرسم الواقعي الغرافيكي باستخدام الاحبار وكان الهدف من هذا البحث هو إيجاد حالة خاصة تساعد على توثيق المكان والزمان والتاريخ الحضاري لسورية مؤكدا انه معني الى حد كبير بالبحث التاريخي الفني عن القيم
السورية الأصيلة.
وقال “إن تجربته الفنية اصبحت اكثر نضجا من خلال العمل الجماعي الذي تشارك به مع فنانين اخرين في اللاذقية ممن كانوا يسعون دائما الى الانطلاق نحو الطبيعة والرسم في الهواء الطلق وابرزهم الفنان الراحل عيسى بعجانو المعروف بهيشون والفنان مضر سليمة وآخرون”.
وذكر نصير أن عمله الفني حاليا متواصل انما بكثير من الالم الذي سببته الازمة السورية الراهنة حيث كان لا بد من تحميل هذه الالام على الورق باستخدام اللون دون إرهاق المتلقي بأفكار تجريدية بكماء حيث يتطلب الأمر في هذه اللحظة الدقيقة ملامسة الواقع للنهوض بعمل متصل بما يعيشه السوريون اليوم.

بشرى سليمان

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تستهدف بالأسلحة المناسبة التجهيزات ‏التجسسية للعدو الإسرائيلي في موقع /مسكفعام/ شمال فلسطين المحتلة وتحقق إصابة مباشرة