السوريون يستعدون لاستقبال عيد الفطر.. أهالي طرطوس: فرصة للتسامح والمحبة

طرطوس-سانا
تعلو كل يوم في سماء سورية الأدعية والابتهالات الرمضانية مبشرة بقرب حلول عيد الفطر السعيد وما يحمله من عادات وطقوس تدخل الفرحة والبهجة إلى قلوب العائلات وترسم ابتسامة وضحكات على وجوه الأطفال ليتجدد الأمل مع كل عيد بمستقبل آمن مشرق يلملم الجراح ويعيد الألق والفرح إلى قلوب وبيوت السوريين.
وفي طرطوس يستعد الأهالي لاستقبال العيد مصرين على تجاوز ما فعله الإرهاب على أرض الوطن من محاولات قتل الفرح وإراقة الدماء وتقطيع الأوصال.. وجعل هذه المناسبة فرصة لإعادة الألق إلى حياتهم اليومية وموعدا لزيادة التواصل وإحياء لقاءات المحبة ومناسبة لنبذ التفرقة وإعادة الحميمية وتصفية القلوب.
ويقول المهندس بهجت وردة إن أبناء طرطوس عانوا كغيرهم من السوريين من الإرهاب والإرهابيين ففي كل منزل توجد على الأغلب قصة ألم سببها الإرهاب فهناك الشهيد أو الجريح أو المخطوف أو المهجر من منزله أو الذي فقد عمله أو مورد رزقه مضيفا إنه على الرغم من كل الألم والمعاناة فلا بد أن يبقى إيماننا بالله والوطن كبيرا وعلينا أن نتخطى ظروف الأزمة ونعود إلى ممارسة طقوس أعيادنا ومناسباتنا كافة.
واعتبرت بديعة ميا ربة منزل أنه من الضروري الحفاظ على طقوس العيد على الرغم من حالة الحزن التي نعيشها ولكن ضمن الإمكانيات المتاحة مع مراعاة ظروف عائلات وأسر الشهداء والجرحى والمخطوفين وهو أمر يفرضه علينا واجبنا الأخلاقي والوطني تقديرا لما قدمه أبناؤهم في سبيل أن نحيا بأمان مشيرة
إلى أن الأولوية في العيد لزيارة أسر الشهداء من أجل مواساتهم ومن ثم الالتفات إلى المسائل المتعلقة بالعيد من ملابس وحلويات وزيارات للأهل والأصدقاء.
واستمرار العيد كأيقونة للحب والمحبة هو ما تؤكد عليه أم حيان ربة منزل والتي تقول إن السوريين لن يغيروا عاداتهم في الاحتفاء بهذا العيد المبارك على الرغم من كل الظروف وسيتابعون مسيرة الحب والتواصل التي تمثل أحد أهم أسس هذه المناسبة حتى لو اقتصر الأمر حاليا على بعض الطقوس البسيطة متمنية أن يكون العيد فرصة لمراجعة الأحداث والتأمل فيها عسى أن يتعقل الآخرون ويتمكنوا من إيجاد الطريق والسبيل الذي يعيدهم إلى جادة الصواب لتعود حياتنا كما كانت ملأى بالالفة والمحبة والتعايش.
وأبو حسين يجد في العيد فرصة للابتهال والدعاء إلى الله كي تعود سورية بخير وتلتئم جراحها حيث يرى أن عيد الفطر يتميز عن غيره من المناسبات لكونه يأتي بعد شهر الصوم حيث تفتح السماء أبوابها لدعاء الصائمين الذين قضوا أيام الشهر المباركة في العبادة والصلاة واليوم في ظل هذه الظروف تتجه دعوات
السوريين وصلواتهم نحو الوطن الجريح الذي يعاني من إجرام المجموعات الإرهابية المسلحة متمنيا أن تتكلل هذه الدعوات بالنصر القريب وزوال الغيوم السوداء التي تمر فوق سورية.
وترى ناهية شدود أن العيد مناسبة لتتضافر الجهود نحو تفعيل التواصل الاجتماعي وإعادة الحميمية والحفاظ على النسيج الاجتماعي وتصفية القلوب ونبذ الفرقة وعوامل الابتعاد بين أبناء الوطن الواحد موضحة أن العيد مناسبة نعيد فيها علاقاتنا الاجتماعية التي فقدت بريقها بسبب التطور السريع والمشاغل ومطالب الحياة وفرصة لكل إنسان للتعبير عن فرحه وسعادته وحبه لأهله وأقاربه وجيرانه وقبول الآخرين من دون تفريق ونبذ الأحقاد والكراهية والعداء.‏‏
جل ما يتمناه السوريون من العيد أن يمنحهم القدرة على نسيان آلامهم وإعلان المحبة والتسامح عنوانا لأيامهم القادمة وهو ما يؤكده أحمد ابراهيم الذي اعتبر أن معاني العيد وقيمه تقتضي أن يبادر الجميع إلى نسيان الأحقاد والترفع عنها لأننا بحاجة ماسة إلى تمثل هذه القيم لتعود العلاقات بين شرائح السوريين كافة
كما كانت وليعم السلام والحب بين الجميع متمنيا أن يكون العيد القادم فرصة للجميع كي يقفوا مع أنفسهم ويبادروا إلى تصحيح الأخطاء للمساهمة بعودة الحياة إلى ما كانت وتعود سورية أجمل مما كانت.
بينما تقول أم يوسف “إن ظروف حياتها الصعبة الاقتصادية والمعنوية التي فرضتها الأزمة تجعل مظاهر العيد أقل بهجة هذا العام فزوجي في محافظة أخرى ليتابع واجبه الوطني” متمنية أن يعود العيد بالأمن والمحبة إلى قلوب الجميع.
وتجدر الإشارة إلى أن لشهر رمضان وعيد الفطر المبارك لهذا العام تحضيرات مختلفة على مستوى الأسر وعلى مستوى جهات المجتمع المحلي المختلفة في محافظة طرطوس حيث نشطت خلال الشهر الكريم وفي فترة التحضير للعيد جهات مختلفة لمد يد العون والمساعدة وتقديم الدعم المعنوي والمادي لأسر الشهداء والجرحى وكل الحالات الإنسانية التي تتطلب تقديم المساعدة ليتخذ السوريون من عيد الفطر المبارك فرصة جديدة تضاف إلى رمضان يثبتون فيها اندفاعهم إلى الخير والعطاء كرمى لعيون الوطن الذي يأملون أن يعود الأمان إلى ربوعه.
غرام محمد