ناشطين سعوديين: الصراع داخل أسرة آل سعود يتفاقم حول تقاسم الحصص والشعب مغيب بفعل الاستبداد

بيروت – سانا

أكد عدد من الناشطين السياسيين السعوديين أن الصراع داخل أسرة آل سعود أخذ بالتفاقم بشكل كبير في الآونة الأخيرة في ظل استئثار الملك سلمان وابنه محمد بمعظم الصلاحيات بالتوازي مع تغييب باقي أبناء الأسرة الحاكمة عن مركز القرار دون أن يكون لذلك أي علاقة بإصلاحات مزعومة يتحدث عنها بعضهم.

وقال الباحث والناشط السياسي حمزة الحسن في حديث لصحيفة الأخبار اللبنانية “إن الخلاف بين أبناء العائلة الحاكمة بعيد عن الإصلاحات المزعومة التي لا تعد أولوية لأي من الأمراء بل هو صراع حول حصص أبناء عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة لا أكثر”.

وأشار الحسن إلى أن الأمراء المعارضين لحكم سلمان وابنه لايختلفون عنه بشأن هذه الإصلاحات لافتا إلى أن من بينهم من استطاع سلمان إسكاته بالمال ما يعني أن حجم المعارضة داخل الأسرة غير معروف كما أن الأمراء يخافون على أرواحهم كما يخشى الناس القمع.

بدورها اعتبرت المعارضة السياسية مضاوي الرشيد أن ما من أهمية لهذه المعارضة المحصورة بأبناء العائلة الحاكمة لأن الوضع في المملكة لن يتغير إن تم تبديل الملك بغيره من أفراد هذه الأسرة مؤكدة أن الصراع داخل الأسرة الحاكمة لا يهم الشعب السعودي لأنه شعب معزول ويعاني القمع والاستبداد.

وقالت الصحيفة إنه وفقا لمراقبين فإن أكثر من ثمانين بالمئة من أمراء آل سعود يريدون عزل الملك سلمان حيث يحاول البعض في خارج المملكة وآخرون في الداخل إعلان انقلاب جديد يكاد يؤدي إلى انهيار حكم سلمان في أي لحظة.

ولفتت الصحيفة إلى أن استياء الأمراء ظهر في بداية الأمر ضمن ما يسمى هيئة البيعة حيث وافق 28 عضوا فقط بينهم ستة من أبناء الملك المؤسس من أصل 34 على تولي محمد بن سلمان ومحمد بن نايف رئاسة مجلسي الشؤون السياسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتنمية وبدأ هذا الاستياء بالظهور إلى العلن مع ما يشهده عهد الملك سلمان من أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة في وقت لا يوفر فيه محمد بن سلمان مناسبة لإظهار تصرفاته الاستفزازية واحتكاره لقرارات أبيه المصاب بمرض الزهايمر وفقا لتقارير طبية.

وهذا ما حذرت منه أربع رسائل بعث بها أحد الأمراء إلى أبناء آل سعود داعيا كل أبناء العائلة إلى عزل سلمان وتعيين شقيقه أحمد ملكا.

ورأت الصحيفة أن المواطن السعودي ربما يستمع إلى ضجيج أبناء الأسرة الحاكمة في أروقة قصر آل سعود من دون أن يكون رقما في معادلة صراع الأبناء على الحصص والنفوذ مشيرة إلى أن الملك السابق عبد الله صاحب لقب مهندس الإصلاح لم يحصل الشعب منه سوى على الترقيع فكيف إذا بسماع الشعب لجدل لا يعدو كونه التفافا على هندسة احتكار السلطة بمرتكزات استبدادية جديدة في خضم صراع على حكم بئر النفط الذي يستقطب أنظار العالم بما تبقى له ولهم من عمر.