كاتب مصري: الحرب التي تديرها أمريكا ضد سورية هدفها الرئيسي جعل الإذعان لهيمنتها هو الخيار الوحيد للشعوب

 القاهرة-سانا

أكد الكاتب في صحيفة الأهرام المصرية الدكتور فوزي فهمي أن الحرب التي تديرها الولايات المتحدة الأمريكية ضد سورية “وتحرسها بالتواطؤ وممارسة الكذب السياسي والشحن الإعلامي المزيف” هدفها الرئيسي جعل الإذعان للهيمنة الأمريكية هو الخيار الوحيد للشعوب والأفراد.

وقال فهمي في مقال له اليوم في صحيفة الأهرام بعنوان “سورية والمصير” إن “سؤال الكشف المنضبط عن أسباب الحرب التي تديرها الإدارة الأمريكية ضد سورية لا تتأتى إجابته الصحيحة في ظل الخضوع للخلل الذي تفرضه الهيمنة الأمريكية بالقطيعة بين الخفي والظاهر من تلك الحرب بوصفها حربا خططت لها الأمركة وأنتجتها وتحرسها بالتواطؤ وممارسة الكذب السياسي والشحن الإعلامي المزيف لمضاعفة الخداع داخليا وخارجيا ليصبح الإذعان للهيمنة الأمريكية هو الخيار الوحيد للشعوب والأفراد”.

وأوضح فهمي أن التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في 18-4-2011 تحت عنوان “الولايات المتحدة دعمت سرا مجموعات معارضة سورية” المدعوم ببعض المراسلات الدبلوماسية السرية المتبادلة بين السفارة الأمريكية في دمشق ووزارة الخارجية الأمريكية بين عامي 2006 و 2009 يكشف عن برامج تمويل “المعارضة السورية” والدعم التقني والتدريبي لها وسلسلة الممارسات المتعددة استقطابا لأطراف ومؤسسات ومنظمات وشخصيات وقوى داخل سورية وخارجها خلال ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وذلك عقب قراره بتجميد العلاقات السياسية مع سورية عام 2005 مشيرا إلى استمرار تدفق هذا الدعم المالي “للمعارضة” في ظل ولاية الرئيس باراك أوباما.

وتساءل فهمي عن “أي ذروة بلغتها الأمركة بأن يكون الإذعان هو غايتها تحت ضغط الممارسات الهجومية ثم ملاحقة المجتمعات بعقوبات غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان” مبينا أن أي مراجعة للوثيقة التأسيسية لما أطلق عليه “خطة القرن الأمريكي الجديد” المحدد تطبيقها بين عامي 2000 لغاية 2020 يكشف أن ما تستهدفه تلك الوثيقة يتحدد في ضرورة ضمان التفرد الأمريكي المتفوق على دول العالم في القرن الحادي والعشرين والذي يعتمد بالدرجة الأولى على القوة العسكرية بالتوازي مع تبني سياسة هجومية انفرادية.

وأشار فهمي إلى أن “الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لم تعد مهمتها الدفاع ضد عدو قائم فحسب بل أيضا تصنيع عدو ومهاجمته” مؤكدا أن شرط البراءة الذي تمنحه الأمركة لنفسها بإعلانها الزائف الدفاع عن الحريات والديمقراطية والحقوق ينتفي تحديدا عندما تؤكد تلك الوثيقة التأسيسية نصا بأن “قتال دول ضعيفة عسكريا سيؤدي إلى إشاعة الخوف في دول قوية عسكريا لأن الانتصار الأمريكي سيكون ساحقا وسيكون فرصة حقيقية لتجريب أكبر كم من الأسلحة المتطورة التي ستجد ميدانا فسيحا لاختبار مدى قوتها”.

ولفت فهمي إلى أن تلك الوثيقة نصت أيضا على “تحديد جغرافية تلك الدول الضعيفة التي تقع ضمن المثلثات الاستراتيجية المستهدفة التي تؤمن المصالح الأمريكية على المدى الطويل” مؤكدا أن هذا الترسيم الجغرافي فرض إيذانا بأن تصبح منطقة الشرق الأوسط ساحة استعراض لعمليات عسكرية أمريكية وهذا ما تجلى في النزوع الأمريكي المطلق واللا محدود نحو غزو العراق عام 2003 والذي يكشف عن أنه عبارة عن حرب تتعلق بالمكانة.

وبين فهمي أن أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 وفرت غطاء سياسيا لغزو العراق المقرر والمضمر والمكتوب والمقروء في وثيقة استراتيجية “القرن الجديد” ولا علاقة له بالإرهاب أو أي أسباب أخري معلنة مؤكدا في هذا الإطار أن الحرب على العراق كانت استعراضا للقوة العسكرية الأمريكية شارك في صياغتها العسكريون والسياسيون والإعلاميون وعلماء النفس وغيرهم وجرى بثها عبر “الميديا” كرسالة مفادها أن الولايات المتحدة هي القوة المهيمنة الوحيدة في العالم وذلك لتمحو وصمة الحادي عشر من أيلول التي نالت من مكانتها.

وأشار فهمي إلى أن “سورية كانت الاستهداف الثاني للأمركة” وقال إنه “بعد سقوط العراق تحت الاحتلال العسكري المباشر عام 2003 على الفور بدأت التنطعات المتزايدة للأمركة في تصعيد مكثف ضد سورية بدعاوى متعددة.. حيث اشتد تصاعد توجه الإدارة الأمريكية نحو خوض معركة ضد سورية”.

ولفت فهمي إلى تصريح ريتشارد بيرل الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست في 17-4-2003 والذي يتمنى فيه أن ينظر الكونغرس في مساعدة بعض المعارضين السوريين آنذاك الأمر الذي يبدو أنه جاء تاسيسا للحالة الراهنة التي تشهدها سورية الآن.

كما استعرض فهمي تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حينذاك باتهاماته وتهديداته المتتابعة لسورية وراى أن موقف الإدارة الأمريكية من سورية “وليد رؤية استباقية على أحداث الإرهاب تضمنتها استراتيجية القرن الجديد التي معيارها هيمنة الأمركة على مصائر الشعوب”.

انظر ايضاً

كاتب مصري: انتصارات الجيش العربي السوري أصابت أردوغان والنظام السعودي والكيان الصهيوني بالهستيريا

القاهرة-سانا أكد الكاتب الصحفي المصري ورئيس تحرير صحيفة العربي الناصري ماجدي البسيوني أن الانتهاكات التركية …