سفراء ودبلوماسيون يؤكدون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه

موسكو-سانا
أكد سفراء ودبلوماسيون وشخصيات سياسية ودينية عربية وأجنبية في طاولة مستديرة اليوم في موسكو تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحذروا المجتمع الدولي ومنظماته الرسمية من الخطر الذي تشكله “إسرائيل” في تكثيف عدوانها الوحشي ضد الفلسطينيين في غزة وفي توسيع مستوطناتها في الأراضي الفلسطينية والقدس المحتلة.1
وقال المشاركون في الطاولة المستديرة بمناسبة إحياء يوم القدس العالمي إن الاحتفاء بهذه المناسبة في هذا العام يتزامن مع الأحداث الدامية في قطاع غزة ومع العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وعربدة الالة العسكرية الإسرائيلية التي تحصد أرواح المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ منذ ثمانية عشر يوما مناشدين المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت حيالها للتدخل ووقف الجرائم الإنسانية بحق أبناء غزة.
واعتبر المشاركون في هذه المناسبة صمت المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية ليس إلا تعبيرا عن نهج ازدواجية المعايير التي أصبحت مقياسا رسميا في العلاقات الدولية لبعض الدول حيث يجري تطبيق القانون الدولي اختياريا ووفق رغباتها ضد البعض ولا يتم ضد البعض الاخر ويجري الدفاع عن حقوق الإنسان وتطبيق الشرعية الدولية في الأماكن التي تشير إليها الدول المتغطرسة في العالم بينما تتغاضى عن ذلك ازاء السياسة والممارسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية وفي وقف هذا العدوان الشرس على الشعب الفلسطيني في غزة.
وشدد المشاركون على أن القضية الفلسطينية ليست قضية عربية أو إقليمية فقط بل هي قضية دولية بامتياز وشجبوا الادعاءات الإسرائيلية بأنها تدافع عن نفسها في حين هي “دولة احتلال” تنافق حتى على شعبها وتدعي أن خاطفي المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة هم من الفلسطينيين لخلق ذريعة العدوان على قطاع غزة
بينما دلت المعلومات على أن الفلسطينيين لا علاقة لهم بذلك.1
وأضاف المتحدثون: إن ما يجري في غزة لا يختلف كثيرا عن ممارسات “إسرائيل” في القدس فهي تقوم بتهويد القدس الشرقية وتحويل طابعها العربي وتغيير معالمها وتوسيع المستوطنات على أراضيها حيث وصل عددها إلى 29 مستوطنة يقطنها أكثر من خمسين بالمئة من المستوطنين في الأراضي الفلسطينية والبالغ عددهم قرابة نصف مليون مستوطن إلى جانب أنها تقوم بتهجير المقدسيين وسحب حقوق الإقامة في القدس وعدم إعطائهم رخص التوسع بمنازلهم بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل وحرمت به أكثر من خمسين ألف مقدسي من حق الإقامة في القدس ساعية بذلك لتغيير ديموغرافي لا يسمح بزيادة نسبة الفلسطينيين في القدس عن 25 بالمئة من سكانها.
وأكدوا أن إسرائيل تشن هذا العدوان على غزة في الوقت الذي يعاني فيه العالم من تحديات الإرهاب الدولي ومخاطر تمدده الذي بدوره يستدعي وقوف العالم برمته صفا واحدا في مقاومته وإنقاذ البشرية من مخاطره.1
بدوره قال الدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو إن “يوم القدس قد تحول من نشاط ديني وأخلاقي إلى ملتقى سنوي يتشارك بإحيائه الأفراد والمؤسسات والدول والرافضون لكل أشكال التسلط والهيمنة والتفرد الأمريكي بصناعة القرار الدولي لأن القدس لا تخص الفلسطينيين فقط ولا العرب والمسلمين وحدهم بل هي مهد المسيحية وأولى القبلتين”.
وأكد الدكتور حداد أهمية الاحتفال بيوم القدس العالمي وضرورة الانتقال به من إطاره السياسي إلى الواقع التنفيذي ليكون الكفيل بإعادة الحقوق إلى أصحابها وفق مبادئ القانون الدولي وبما ينسجم مع ميثاق المنظمة الدولية والذي يجب أن يبقي الحفاظ على الأمن والاستقرار في أول سلم اهتماماته لافتا إلى “أن العدوان على غزة يعتبر عدوانا على سورية .. فهوية سورية المقاومة واضحة للجميع ولا تبدلها وهي ترى دوما أن القضية الفلسطينية هي قضيتها المركزية”.
وأشار حداد إلى أن العدوان الاسرائيلي الصارخ على غزة يتزامن مع انكسار أعاصير ما سموه “الربيع العربي” زورا وبهتانا وقد تبين لكل ذي بصيرة أن الغاية من هذا الصقيع الذي سموه “ربيعا” هي تفتيت المنطقة وإعادة تركيب خارطتها السياسية وفق أسس عرقية وطائفية ومذهبية بغيضة بالاعتماد على الفكر الوهابي التكفيري القائم على الإلغاء والإقصاء والنفي وإبادة كل من لا يتفق مع حملته وحماته من الظلاميين والنازيين الجدد.
وشدد حداد على أنه واهم من يظن أن ما يحدث هو خارج المتابعة الأمريكية المباشرة في وقت تزداد فيه خيبات إدارة أوباما فلا هي قادرة على الاعتراف بانتهاء زمن الأحادية القطبية ولا هي قادرة على مصادرة إرادة المجتمع الدولي وتحويل مجلس الأمن إلى منصة متقدمة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة مؤكدا أن ما زاد المأزق الأمريكي حرجا هو التنسيق الموضوعي والفاعل والتكامل الذي يصبغ أداء السياسة الروسية الحكيمة والحازمة وظهور معالم محور جديد يضم روسيا والصين وإيران وسورية ودول البريكس وغيرها من الدول التي ضاقت ذرعا بغطرسة الإدارة الأمريكية وحلفائها فالظلامية التي أرادوا إيصالها عبر الإرهاب الإسلاموي لن تفلح في تحقيق غاياتهم والنصر في نهاية المطاف للشعوب المؤمنة بأوطانها والمصممة على الدفاع عن مقومات السيادة والكرامة.
شارك في الطاولة المستديرة سفراء كل من إيران وسورية وفلسطين ونائب السفير العراقي المعتمدين لدى الحكومة الروسية بالإضافة إلى شخصيات اجتماعية وسياسية ودينية روسية وأجنبية.