لافروف: المشاركون بلقاء فيينا اتفقوا حول شكل الدعم للتسوية بسورية.. كيري: الاجتماع بناء

فيينا-سانا

أكد وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف أن المشاركين في اللقاء الرباعي الروسي الأمريكي السعودي التركي في فيينا اتفقوا حول صيغة الدعم الخارجي للعملية السياسية في سورية.

وأوضح لافروف عقب انتهاء المحادثات التي استغرقت نحو ساعتين في فيينا اليوم “أن الصيغة التي جرى الحديث بها ليست نهائية” مشددا على ضرورة إشراك إيران ومصر في المشاورات القادمة بشأن سورية وقال “دعونا إلى إجراء المشاورات اللاحقة بصيغة أكثر تمثيلا”.

وبين لافروف “أن روسيا قدمت خلال اللقاء أفكارا معينة حول التسوية في سورية وأبلغت المشاركين الاخرين بنتائج زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو الثلاثاء الماضي” لافتا إلى أن “جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سورية كدولة موحدة علمانية ذات سيادة”.

وردا على سؤال حول ما كان يدور الحديث خلال الاجتماع قال لافروف “تروج شائعات مفادها بأننا نتوافق هنا على أن الرئيس الأسد سيرحل بعد فترة ما.. والأمر ليس كذلك.. لدى شركائنا بعض التحفظات تجاه الرئيس الأسد ولكننا أكدنا على موقفنا وهو ما أوضحه الرئيس فلاديمير بوتين في كلمته الأخيرة”.

وأضاف “إذا كان هناك رهان على استبدال النظام والتركيز على شخصية الرئيس الأسد فنحن نعرف كيف كانت تتطور الأوضاع وفق هذا السيناريو في ليبيا والعراق ولذلك موقفنا يتلخص في صيغة واحدة وهو أن مصير الرئيس الأسد يقرره الشعب السوري وحده وليس عبر القتال أو الانقلابات السياسية”.

وردا على سؤال حول ما نشر في بعض وسائل الإعلام عن محاولة روسيا إقناع الرئيس الأسد بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة قال لافروف “القرار حول بناء العملية السياسية في أيدي السوريين أنفسهم ولذلك يجب أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات”.

ولفت لافروف الى أنه من المهم أن شركاءنا الأمريكيين والسعوديين والأتراك قد أكدوا التزامهم ببيان “جنيف 1″ الذي ينص على ضرورة تنفيذ الإصلاحات السياسية في إطار الحوار الوطني السوري الشامل بمشاركة الحكومة السورية و”المعارضة”.

وأوضح لافروف أنه تم خلال الاجتماع اليوم التحدث بشكل مفصل عن كيفية ضمان مشاركة الحكومة السورية ووفد معارضة سورية مشترك في الحوار وعن تقديم المساعدة للمعارضة لتشكيل وفدها المشترك على قاعدة بناءة مبينا أن الأمريكيين وعدوا بأنهم سيدرسون هذه المسألة.

وأوضح لافروف أن الاجتماع الرباعي اليوم في فيينا لا يختزل جميع الأطراف التي يجب أن تشارك في الحوار وقال “بدأنا هذا اللقاء وأنهيناه بالاتفاق على أن هذه الرباعية غير كافية لتسوية الأزمة في سورية بل يجب أن تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وليس فقط روسيا وفرنسا والدول المؤثرة الإقليمية كتركيا والسعودية بل يجب أن تضم مصر وإيران وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن”.

ورأى لافروف أنه من الممكن الأخذ بعين الاعتبار تجربة السداسية الدولية التي نجحت في تسوية الملف النووي الإيراني التي ضمت إلى جانب الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ألمانيا والاتحاد الأوروبي مضيفا “إننا لا نسعى إلى التوسيع اللا نهائي لهذه المجموعة بل يكفينا أن تكون هنالك 12 دولة مؤثرة ولا بد أن تشارك فيها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي”.

ولفت لافروف إلى أن ما يجري في الشرق الأوسط من تطورات ليس مشكلة دول المنطقة فقط بل هو قضية تثير قلق العالم الإسلامي بأجمعه ولا سيما في ضوء المحاولات الاستفزازية المستمرة لتحويل هذه الأزمة إلى مجرى للنزاع الطائفي.

وقال لافروف “عرضت اليوم على الأمريكيين والأتراك والسعوديين أن يستفيدوا من هذه الآلية التي يمكن على قاعدتها حل جميع القضايا التي تعرقل المحاربة الفعالة لـ داعش وجبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية بما في ذلك المبادرة التي تقدم بها الرئيس فلاديمير بوتين عبر تنسيق الأهداف.. ولكن حتى الآن زملؤءنا لا يوافقون على قبول هذه الفكرة”.

لافروف:اتفاق روسي أردني على تنسيق أعمال القوات الجوية فوق الأراضي السورية

كما أكد لافروف في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في فيينا “أنه تم الاتفاق بين روسيا والأردن على تنسيق أعمال القوات الجوية فوق الأراضي السورية” مبينا أن العسكريين في كلا البلدين قد اتفقوا على تنسيق عملهم عبر آلية العمل في العاصمة عمان داعيا “الدول التي تشارك في محاربة الإرهاب للانضمام إلى هذه الآلية”.

وقال لافروف “فيما يتعلق بالأزمة في سورية فموقفنا المشترك يكمن في أنه لا بد من تفعيل الجهود الهادفة إلى اطلاق العملية السياسية لتسوية الازمة في سورية بناء على بيان جنيف1 وهذا يعني بداية المفاوضات الشاملة بين الحكومة السورية وجميع أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية بدعم خارجي نشط”.

وأضاف لافروف “إن روسيا إذ تشارك في الجهود الهادفة لتهيئة الظروف لهذه العملية تصر على ضرورة مشاركة الأردن فيها”.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أعرب لافروف عن قلق روسيا الشديد بصدد تصعيد “التوتر في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولا سيما في القدس الشرقية والأماكن المقدسة الأخرى” مطالبا باحترام الاتفاقيات الخاصة بوضع الأماكن المقدسة المتفق عليها بين الطرفين.

وشدد لافروف على ضرورة حل الأزمة الحالية في القدس وضرورة تفعيل الجهود لاستئناف مفاوضات شاملة حول التسوية الشاملة في الشرق الأوسط مؤكدا أن عدم تسوية القضية الفلسطينية على مدى عقود طويلة هو أحد أهم العوامل التي تسمح للإرهابيين بتجنيد الشباب في صفوفهم.

من جانبه أعرب جودة عن أمله “بأن تكون آلية التنسيق بين الجيشين الأردني والروسي فعالة ضد الإرهابيين بجميع ألوانهم”.

كيري: الاجتماع الرباعي في فيينا بناء

من جهته أعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن أمله بأن يعقد خلال اسبوع اجتماع دولي جديد حول سورية يكون “موسعا أكثر” بعد الاجتماع الرباعي الذي عقد اليوم في فيينا.

ونقلت “ا ف ب” عن كيري قوله: “توافقنا اليوم على التشاور مع جميع الاطراف املا بان نعقد الجمعة المقبل اجتماعا يكون موسعا اكثر بهدف احراز تقدم على صعيد عملية سياسية” لحل الأزمة في سورية.

واعتبر كيري ان هدف الاجتماع الرباعي حول سورية الذي استضافته فيينا كان “محاولة ايجاد افكار جديدة” واصفا إياه بأنه كان “بناء”.

موغيريني تعرب عن أملها بأن تكون إيران طرفا في عملية التشاور حول سورية

بدورها أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني التي حضرت إلى النمسا للمشاركة في اجتماع للرباعية الدولية حول الشرق الاوسط عن “الامل في أن تكون إيران طرفا في عملية” التشاور حول سورية.

وعقد اليوم اجتماع رباعي بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية لبحث الأزمة في سورية في العاصمة النمساوية وذلك عقب اجتماع ثنائي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكى جون كيري.