موسكو: رفض واشنطن تبادل المعلومات حول “داعش” ذريعة حتى لا تحارب الإرهاب

موسكو وروما-سانا

أكدت وزارة الدفاع الروسية أن رفض الولايات المتحدة الأمريكية تبادل المعلومات مع روسيا حول مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي يظهر أنها تبحث عن ذريعة حتى لا تحارب الإرهاب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف اليوم “إن شركاءنا من الدول الأخرى الذين يرون في تنظيم داعش عدوا حقيقيا ينبغي تدميره يساعدوننا بهمة بتقديم معلومات عن القواعد والمخازن ومواقع القيادة ومعسكرات التدريب الإرهابية أما من يملكون رأيا مختلفا عن هذا التنظيم الإرهابي فيبحثون بشكل دائم عن ذرائع لرفض التعاون في المعركة ضد الإرهاب الدولي”.

من جهته أعلن وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر أن بلاده لا تتعاون مع موسكو بخصوص العمليات الجوية التي تشنها ضد مواقع الإرهابيين في سورية.

وقال كارتر خلال مؤتمر صحفي اليوم في العاصمة الإيطالية روما “قلت سابقا إننا نعتقد أن استراتيجية روسيا خاطئة ونحن رغم ما يقوله الروس لم نتفق معهم على التعاون” لكنه أعلن استعداد واشنطن لإجراء مناقشات أساسية وفنية بشأن سلامة الطيارين.

وزارة الدفاع الروسية: الضربات الامريكية لا توجه دائما ضد أهداف ارهابية

بدوره أكد العقيد ايغور كوناشينكوف الممثل الرسمي لوزارة الدفاع الروسية أن ضربات القوات الجوية الأمريكية وغيرها من الدول الغربية في سورية “لا توجه دائما إلى أهداف إرهابية” موضحا أن “القوات الجوية الأمريكية والاخرى تشن ضربات منذ عام لذا لدينا ما يدعو للاعتقاد أنه دائما على الأصح في أحيان كثيرة لا تضرب أهدافا إرهابية”.

ونفى العقيد كوناشينكوف تصريحات واشنطن والمسوءولين الغربيين بأن الضربات الروسية تستهدف أهدافا أخرى غير تنظيم/داعش/ الارهابي أيضا موضحا أن رئيس البنتاغون أعلن مرة أخرى أن القوات الجوية الفضائية الروسية تستمر بشن الضربات على أهداف غير تابعة لتنظيم/داعش/الارهابي لذلك نحن مضطرون للقول إن هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة فنحن نضرب الإرهابيين فقط وثانيا نحن نقول دائما بالضبط ماذا ومتى وأين نضرب بينما لا يؤكد الساسة الأمريكيون تصريحاتهم بأي شيء لأنها غير مطابقة أساسا للواقع.

كارتابولوف: ألغينا عدة ضربات ضد التنظيم بعد اختباء إرهابييه بين المدنيين

من جهة أخرى أكد آمر إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية الفريق أول أندريه كارتابولوف أن روسيا ألغت اكثر من مرة ضربات مقررة ضد تنظيم “داعش” بعد اختباء إرهابييه بين صفوف المدنيين.

ونقلت وكالة تاس الروسية عن كارتابولوف قوله “لقد ألغينا الضربات أكثر من مرة بعد قيام الإرهابيين بمغادرة قواعدهم ومخيماتهم والاختباء في المناطق المأهولة بالسكان وقرب المواقع الدينية”.

وكان نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف كشف في وقت سابق أمس عن معلومات تؤكد قيام إرهابيي تنظيم “داعش” باستخدام المساجد لتخزين أسلحتهم ومعداتهم فى سورية مشيرا إلى أن لدى وزارة الدفاع الروسية مقاطع مصورة ومعلومات تؤكد لجوء إرهابيي “داعش” إلى المساجد ونقلهم اسلحتهم ومعداتهم وعتادهم إليها أثناء قيام الطائرات الروسية بغارات على مواقع التنظيم المتطرف.

الأركان العامة الروسية: نعتمد على معطيات الاستخبارات السورية والعراقية والإيرانية في ضرب “داعش” الارهابي 

من جانبه أعلن رئيس إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة الروسية أندريه كارتابولوف أن روسيا تختار الأهداف لضربها في سورية معتمدة على “معطيات الاستخبارات السورية والعراقية والإيرانية”.

ونقل موقع روسيا اليوم عن الفريق أول كارتابولوف قوله في مؤتمر صحفي عقده في موسكو” إنه تجري دراسة كل مواقع الاستهداف بدقة حيث يتم استخدام المعطيات الاستطلاعية الفضائية والالكترونية-اللاسلكية وتسجيلات من طائرات من دون طيار ومعلومات يتم الحصول عليها من اعتراض المكالمات اللاسلكية”

مشيرا إلى انه يتم ايضا استخدام” معطيات الاستخبارات السورية والإيرانية والعراقية بما فيها من العملاء السريين”.

وأوضح الفريق أول كورتابولوف أن القوات الروسية تستخدم عند ضربها تنظيم/داعش/الارهابي قذائف فائقة الدقة لايتعدى انحرافها الاقصى عن الهدف خمسة أمتار وأنه تسبق الضربات تحضيرات طويلة ومثابرة مبينا أنه بعد تحليل كل المعلومات الموجودة تجري محاكاة الضربات المقبلة على الكمبيوتر وبعد هذا فقط يتم اتخاذ قرار نهائي حول ضرب هذا الهدف أو ذاك.

زاخاروفا: روسيا مستعدة للعمل عبر وزارة الدفاع على توحيد جهود الجيش العربي السوري ومايسمى “الجيش الحر” ضد تنظيم “داعش”

من جهة أخرى أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنه وفقا للموقف الذي أعرب عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد الجانب الروسي استعداده للعمل عبر وزارة الدفاع الروسية على توحيد جهود جيش الجمهورية العربية السورية وجهود مايسمى “الجيش الحر” في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي والمجموعات الإرهابية الأخرى بما في ذلك في سياق التنسيق مع إجراءات سلاح الطيران الروسي.

وقالت زاخاروفا في بيان لها اليوم إن “وزارة الخارجية الروسية بتكليف من الرئيس الروسي تعلم شركاءنا من البلدان التي لها اتصال بـ “الجيش الحر”عن استعداد الجانب الروسي لإقامة اتصالات مع قيادة هذا الهيكل من أجل مناقشة إمكانية اشراكه في العمل لجهة تهيئة الظروف لبدء عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية من خلال المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة الوطنية”.

وأعلن الرئيس بوتين في وقت سابق اليوم “إن روسيا لا تعلم أين يوجد هذا “الجيش الحر” ومن هم قادته ولكن إذا انطلقنا من افتراض أن هذا الجناح العسكري لما يسمى الجزء السليم من المعارضة موجود فان خطوة توحيد جهوده بهدف مكافحة العدو المشترك المتمثل بالمنظمات الإرهابية مثل “داعش” و”النصرة” ستشكل مقدمات جيدة للتسوية السياسية اللاحقة فى سورية”.

وأكدت زاخاروفا أن وزارة الخارجية الروسية ستواصل اتصالاتها مع جميع أطياف “المعارضة السورية” للمساعدة في توطيد تلاحمها على هذه الأرضية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لاوس في موسكو أول أمس “أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع “الجيش الحر” في سورية إن وجد هذا التنظيم فعلا على الأرض لكن يبدو أنه تنظيم وهمي” موضحا أنه “طلب من وزير الخارجية الأمريكي تقديم أي معلومات حول مواقعه وقاداته غير أنه لم يقل لنا أحد حتى الآن أين يعمل وأين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى بالمعارضة المعتدلة”.

انظر ايضاً

الخارجية الروسية تستدعي السفيرة الأمريكية في موسكو احتجاجاً على ضلوع بلادها في الهجوم الدموي على القرم

موسكو-سانا استدعت وزارة الخارجية الروسية اليوم السفيرة الأمريكية في موسكو لين تريسي