الرئيسان الصيني والكوبي يتعهدان بمواصلة تعميق الصداقة والتعاون بين البلدين

هافانا-سانا
تعهد الرئيسان الصيني شي جين بينغ والكوبي راؤول كاسترو بمواصلة تعميق الصداقة المتينة والتعاون المتبادل بين البلدين على المدى الطويل.

وقال بينغ خلال محادثاته مع كاسترو في العاصمة الكوبية هافانا “إننا سنعمق بإصرار صداقتنا وسنتعامل مع بعضنا البعض بكل إخلاص وسننفذ التعاون متبادل النفع وسنبني شراكتنا بالإصلاح والتنمية”.
وأكد بينغ أن البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 54 عاما كافحا من اجل هدف مشترك وتمسكا بالقضايا نفسها والاعتقادات وساعدا بعضهما البعض وتشاركا في السراء والضراء بينما يمضيان على مسار بناء الاشتراكية.
وأضاف إن الصين تدعم المسار الاشتراكي لكوبا بقوة وكفاحها العادل للحفاظ على سيادة أراضيها وتعديل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية متعهدا بمساعدة كوبا في حدود قدرات الصين ومعربا عن استعداد الجانب الصيني لدعم الاتصالات رفيعة المستوى مع كوبا وزيادة التبادلات الحزبية والعمل من أجل زيادة تكرار الحوارات والمشاورات متعددة المستويات.
ودعا بينغ إلى مواصلة الدعم المتبادل بشأن القضايا ذات الصلة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية للبلدين وتعزيز الاتصالات بشأن إدارة الدولة والبناء الاشتراكي والتعلم والدعم المتبادلين خلال عمليات الإصلاح ذات الصلة.
وبشأن العلاقات الاقتصادية اقترح الرئيس الصيني أن تستفيد الصين وكوبا من الآليات القائمة مثل اللجنة التجارية والاقتصادية المشتركة بين الحكومتين داعيا الجانبين إلى إتباع إرشادات خطة التعاون الاقتصادية الثنائية على المدى المتوسط لتعزيز التجارة واستكشاف الإمكانيات في مجال الرعاية الصحية وباقي الخدمات الأخرى.
وقال إن الجانبين بحاجة أيضا إلى توسيع التعاون في مجالات رئيسية مثل الزراعة والبنية التحتية والطاقة والتعدين والسياحة وتبني نقاط تنموية جديدة للتعاون في مجالات التكنولوجيا الفائقة مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية.
كما أكد الرئيس الصيني أن على البلدين تعزيز تنمية حديقة العرض الكوبية الصينية بشأن التكنولوجيا الزراعية وحديقة عرض هافانا بشأن أجهزة التلفزيون الرقمية وكذلك مشاريع تنمية الميناء والمناطق الاقتصادية الخاصة في كوبا مشيرا إلى أن بلاده تشجع وتدعم الشركات الصينية للاستثمار وإقامة الأعمال في كوبا.
وحول العلاقات الصينية الأمريكية اللاتينية قال الرئيس الصيني إن بلاده تشكر كوبا على مساهماتها في دفع التعاون بين الصين والمنطقة لافتا إلى ضرورة أن تواصل الدول تعزيز التنسيق لدفع التعاون بين الصين وأمريكا الجنوبية.
من جانبه أكد كاسترو أن علاقات بلاده مع الصين في أفضل حالاتها تاريخيا الآن مع توسع التعاون في مختلف المجالات وأن الصين ستحقق النجاح في القضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وبين كاسترو أن التنمية الصينية سيكون لها إسهامات كبيرة لدفع السلام العالمي وتقدم البشرية معربا عن امتنان الجانب الكوبي للصين لدعمها الراسخ والمستمر والتحدث بجرأة من أجل كوبا دفاعا عن العدالة.
وأوضح كاسترو أن بلاده تدعم جهود الصين بقوة في الحفاظ على سيادتها الوطنية وأمن وسلامة أراضيها لافتا إلى ضرورة تعزيز الاتصالات مع الصين على مختلف المستويات وتبادل الخبرات على صعيد البناء الاشتراكي والتعلم المتبادل.
وقال كاسترو إن بلاده تولي اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات التعاونية الشاملة مع الصين ومستعدة لتعزيز التجارة الثنائية وتوسيع التعاون في مجالات التعدين والطاقة المتجددة والزراعة والصيدلة البيولوجية وترحب بالشركات الصينية في كوبا.
وتعهد كاسترو بأن تدفع بلاده بقوة باتجاه إقامة منتدى بين الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وتعزيز التعاون الودي بين الصين وأمريكا اللاتينية.
ووقع مسؤولون من الجانبين الصيني والكوبي بحضور رئيسي البلدين عددا من اتفاقيات التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والطاقة والتعدين والمالية والتكنولوجيا الحيوية والاتصالات والبنية التحتية والصحة والثقافة والتعليم.
وفي ختام المباحثات منح الرئيس الكوبي ميدالية البطل القومي الكوبي والرمز الأدبي البارز في أمريكا اللاتينية جوزيه مارتي للرئيس الصيني تقديرا لمساهماته في دفع العلاقات الثنائية وإنجازاته في قيادة الشعب الصيني لبناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وقال الرئيس الصيني إن الصين وكوبا دولتان اشتراكيتان تجمعهما المثل نفسها والاعتقادات والأهداف.
وكان الرئيس الصيني وصل إلى كوبا أول أمس في زيارة هي الأولى له إلى هذا البلد منذ توليه مهامه الدستورية و تعد كوبا المحطة الأخيرة في جولة يقوم بها في أمريكا اللاتينية زار خلالها البرازيل والأرجنتين وفنزويلا أيضا.