نصوص شعرية بدوافع إنسانية ووطنية في المجموعة الشعرية الجديدة لعدي قدور

دمشق-سانا

مجموعة نصوص شعرية للشاعر عدي قدور تضمنت انعكاسات داخلية ونفسية وذاتية لصاحب النصوص بدوافع إنسانية ووطنية واجتماعية وهذا ما أظهرته المعاني البنيوية الواردة في نصوص المجموعة.

واعتمد قدور في مجموعته الصادرة حديثا والتي حملت عنوان “الطريق إلى حور العين” على القافية في أغلب نصوصه التي تقيد عادة قصائد بحور الخليل إلا أنه عوض عن الموسيقا الخليلية بالنزعة العاطفية والحركات الانفعالية الداخلية لموسيقا الألم المتصاعدة في حدث النص فقال في قصيدة بعنوان “عشق دم”

يا مهد روحي .. وآخر رمق

مشيت بأزقتك .. وما انتهى بي الأفق

يا قصيدة ما كتبت بحبر وورق.

ويرى قدور أن الشاعر يجب أن يثور على كل ما يعيق حركته الشعرية معتبرا أنه في أغلب الأحيان من المفترض أن يتجاوز الوزن ويذهب إلى الصورة الشعرية أو العاطفة أو ما يعوض عن الوزن كالدلالة والاستعارة والحكمة برغم أن الشاهد الذي أتى به كان مفعما بالموسيقا كقوله في قصيدة “حرية شاعر”

يا شعر كلامي محيطات .. وبحورك تفتقر الشطآن

لا يمكن أن أكتب شعر .. وتقيد أقلامي الأوزان

أأنادي للحرية .. وأنا عبد خلف القضبان.

ويتصدى قدور للحرب على سورية منتقدا أسبابها التي أنتجتها المؤامرة على الحضارة والثقافة والتاريخ العريق فأطلق صرخة تحد مؤكدا أن إرادة الشعب السوري ستنتصر وسترد كيد المتآمرين فقال:

حصان طروادة الجديد .. قادم في وجه عيد

فجأة بنا غدر .. صار نارا من جديد

سوريون قد بدأنا .. ولن يموت الانتماء

الخداع لن يفرق .. ما وحدته الدماء.

وللحب دور عند قدور فدخل في نسيج قصائده معبرا عن عواطفه التي انسابت بعفوية وبساطة دون أن يتكلف بإرهاق العاطفة الشعورية برموز تفسد عليه مكانة الحب فقال

تعالي بحور الشعر ندور .. ونبني بيوتا فوق السطور .. فبيت

بلحم وشعر .. يساوي جميع القصور.

وعن المجموعة قال الباحث الدكتور محمود عبد السلام يعارض عدي قدور في مجموعته كل أسباب التخلف والجهل والحضارة الغربية المادية المقيتة التي أضاعت القيم الفضيلة والإنسانية المعذبة فجاءت قصائده مرهفة وحساسة ورخيمة كمزيج من العواطف والشجن والرومانسية والوطنية لتدغدغ عندنا مشاعر الحب والإنسانية.

في حين رأى الدكتور الكاتب يوسف خليل أن عدي قدور وأمثاله من الشعراء تمردوا على الصمت واعتمدوا الكلمة الحرة التي لا تعرف الخوف أو التردد وتذهب لتصيب قلب الحقيقة وتكون لجيلهم وأجيال المستقبل رؤى إنسانية تساهم في ردع الظلم وتعمل على بناء الحضارة الإنسانية .

أما الدكتور احمد عبد الغني المدير العام لمؤسسة القرار الدولية الإعلامية فرأى أن نصوص عدي قدور تنوعت بين اعتماده على الموسيقا أحيانا وأحيانا على التفكير وصناعة العبارة المؤدية إلى رؤيا حيث يوجد في المجموعة تطور مستمر وتحول فني في أغلب القصائد “ما يبشر بحضور شعري مهم في المستقبل لشاعر يحاول أن يذهب في طريق يخصه”.

يذكر أن الشاعر عدي قدور يحمل شهادة في الحقوق ويعمل في المحاماة وله مجموعة شعرية بعنوان خمس عشرة قصيدة وقصيدة وله مشاركات في أمسيات ومهرجانات أدبية وشعرية.

محمد الخضر