باحث فرنسي: وسائل الإعلام الفرنسية تعمل حسب أوامر السلطات بشأن الأزمة في سورية

باريس-سانا

أكد بنيامين بلانشار المتخصص الفرنسي في أوضاع الشرق أن وسائل الإعلام الفرنسية لعبت دورا منحازا أساسيا في الأزمة في سورية عبر نقلها أخبارا غير صحيحة “تنفيذا للأوامر التي كانت تتلقاها من السلطات الفرنسية”.

وقال بلانشار المؤسس المشارك في الجمعية الفرنسية لإغاثة مسيحيي الشرق التي أنشئت عام 2013 في مقابلة نشرها موقع “مرصد الصحفيين ووسائل الإعلام أوجيم” الفرنسي حملت عنوان “وسائل الإعلام الفرنسية.. تعمل حسب الأوامر” .. منذ بداية الحرب على سورية كانت وسائل الإعلام الفرنسية تتماشى مع السياسة الخارجية لفرنسا وتنقل الأخبار دون أن تتأكد من حقيقتها فعلا” لافتا إلى تجاهل هذه الوسائل للأخبار المقدمة من الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” مضيفا “يجب أن نكون واضحين.. كانت وسائل الإعلام الفرنسية تتلقى الأوامر في القضية السورية”.

وتابع بلانشار.. “ذهبت إلى سورية للمرة الأولى في عام 2013 وكانت الحرب مستعرة في عامها الثالث ولم تكن صورة سورية كما تحدثت عنها وسائل الإعلام الفرنسية إذ فوجئت بحالة البلاد فكنت أتوقع أن أرى دمشق مدمرة بالكامل ولكنها لم تكن كذلك وعموم البلد في حالة ممتازة والحياة مستمرة بشكل طبيعي بينما صورت لنا وسائل الإعلام الفرنسية أن الجيش السوري فقد السيطرة على كل شيء وأن الشعب بكل فئاته ضد الحكومة غير أن ذلك لم يكن صحيحاً وجدت بالطبع بعض المعارضين السوريين ولكن معظم الشعب كان يدعم الحكومة والجيش”.

واستغرب بلانشار تركيز نشرات الأخبار الفرنسية على نقل تصريحات شخصيات مما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قائلا إن “تصريحات هذه الشخصيات احتلت الأولوية في نشرات الأخبار المتتالية على وسائل الإعلام الفرنسية مع العلم أن تلك المنظمة تتخذ من لندن مقرا وهي تابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وهي في حالة تمرد مفتوحة”.

وكان الباحث الفرنسي فابريس بالانش مدير مجموعة الأبحاث والدراسات حول البحر المتوسط والشرق الأوسط أعرب في وقت سابق عن استغرابه من قيام وسائل الإعلام الفرنسية ولاسيما وكالة الصحافة الفرنسية بنشر الأخبار التي يوردها ما يسمى “المرصد السوري لحقوق الإنسان” حول الأحداث الجارية في سورية بشكل حرفي رغم أن المعطيات تثبت أن المرصد ينشر معلومات تتناقض مع ما يجري على أرض الواقع متسائلا “لماذا لم يسأل أحد المرصد عن مصادره أو عن طريقته في نقل الأحداث رغم وجود مركزه في العاصمة البريطانية لندن” مؤكدا “أن أغلبية وسائل الإعلام الفرنسية والأمريكية منحازة في تغطيتها للأحداث الجارية في سورية كونها تأخذ وتعيد نشر ما يذكره المرصد حرفيا”.‏

وأكد بلانشار في المقابلة أن الشعب في سورية يدعم الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من سكان سورية يعيشون اليوم تحت حماية الجيش “ويشعرون بالاطمئنان له” ويدعمون الجيش في تصديه لعنف وتطرف تلك التنظيمات الإرهابية وقال إن “الحياة لا تزال طبيعية في كل جزء تقريبا من سورية إلا أن وسائل الإعلام لا تتحدث أبدا عن ذلك”.

وأوضح بلانشار أن هناك “تلاعبا” في أخبار وسائل الإعلام الفرنسية حيث كانت تنقل تصورا “خاطئا وكاذبا” عن الجيش السوري باتهامه بقتل مدنيين في وقت صمتت تلك الوسائل عن “التفجيرات الإرهابية التي استهدفت وتستهدف المدنيين كما هو الحال يوميا تقريبا في حلب ودمشق”.

وأشار إلى أن السوريين يتحدثون عن الاختيار بين “الحضارة والظلامية” وقال “إن السوريين يريدون السلام ويرفضون رفضا قاطعا وحشية تلك التنظيمات الإرهابية”.

وفي رد على سؤال حول توقعات السوريين التي لا تتابع وسائل الإعلام الفرنسي قال بلانشار.. “إنهم يتوقعون شيئا واحدا هو السلام وإنهم بالتالي ما زالوا يتمنون بأن تعي الحكومات الغربية المعارضة للدولة السورية أن سورية تكافح الإرهاب”.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اعترف في تصريحات نشرت مؤخرا أن بلاده قدمت أسلحة وعتادا لإرهابيين في سورية صنفهم تحت مسمى “معارضة معتدلة” مؤكدا بذلك إسهام فرنسا بدعم الإرهاب في سورية وتمدده إلى المنطقة.

وتحدث بلانشار عن “تغير” في الإعلام الفرنسي طرأ أخيرا وحديثا وفي صيف العام الماضي معتبرا أن “التغير الأول بدأ في المفردات حيث بدأنا نسمع الحديث عن سورية وليس مجرد النظام” ولافتا إيضا إلى إن “وسائل الإعلام الفرنسية بدأت في صيف 2014 بمناقشة الفظائع التي ارتكبتها التنظيمات الإرهابية وأخذت أخيرا بعض وسائل الإعلام في جزء منها موقفا ضد الأصوات الخادعة والمتلاعبة لتترك مجالا لتصوير الحقيقة على الأرض”.

تجدر الإشارة إلى أن عددا من الدول الغربية والأنظمة التابعة لها كنظام رجب أردوغان ومشيخات وممالك الخليج دعموا الإرهابيين في سورية وزودوهم بالأسلحة والأموال وشجعوهم على التسلل إلى سورية وبعد أن اكتشفوا خطر عودتهم إلى بلادهم حاولوا اتخاذ إجراءات لمنعهم من ذلك خوفا من ارتداد الإرهاب الذى دعموه إليهم.