رسائل إنسانية ووطنية قدمها أعضاء فرقة رمال للمسرح الراقص بعرض تراب العز

اللاذقية-سانا

سردية إنسانية اعتمدت البساطة والإنسانية واستعراض تاريخ سورية القديم والحديث والآلام التي مر بها السوريون خلال الأزمة بالاعتماد على أجساد الراقصين وخفة حركتهم على المسرح لتقديم العرض الفني المتميز لفرقة رمال للمسرح الراقص الذي حمل عنوان تراب العز والذي يعرض للمرة الأولى أمام الجمهور ضمن فعاليات مهرجان سورية أقوى الذي تقيمه محافظة اللاذقية بالتعاون مع وزارة الثقافة.

الأغاني الوطنية والتراثية المحببة للسوريين كانت عمادا لمجموعة من لوحات راقصة وصل عددها إلى العشر تتالت ضمن تسلسل حمل رسالة العمل بأكمله يمكن تلخيصها بتوجيه النداء لعودة السوريين إلى بلدهم والتمسك بترابها وبذل الغالي والرخيص لتحقيق انتصارها حيث اشارت غيداء محمد مديرة فرقة رمال في حديثها لنشرة سانا الثقافية أن العمل يجسد ثلاث مراحل تاريخية بأسلوب فني يغلب عليه الرقص الفني والتعبيري ويضيء على سورية بمختلف حالاتها بألمها وفرحها وحزنها وانتصاراتها.

وتقول “أشرفت بنفسي على كتابة العمل وتصميم اللوحات الراقصة التي جسدها نحو 40 راقصا وراقصة من مختلف الاعمار وكان للأطفال دور كبير في انجاح الفقرات المخصصة لهم فالأزمة في سورية تركت ثقلها على الجميع وكانت الطفولة أكبر المتضررين لذلك صممت على أن يقول الطفل السوري كلمته في العمل بكل عفوية وبراءة ولاسيما في اللوحة الشامية التي تركت انطباعا محببا لدى الجمهور.8

رقصة السماح الشهيرة كانت اعلان بداية العمل وكان دلالة على الحياة البسيطة والشفافة التي عاشها السوريون ليتنقل الجمهور بين باقة من الاغنيات الدالة على مراحل زمنية متعاقبة كياسمين الشام والورد جميل لتبدأ مرحلة الألم الدالة على الأزمة مع لوحة الشهيد واغنية سفرني على أي بلد ووينك يا شام لتعقبها دعوة للفرح من خلال أغنيات عاليادي وبدنا نعشق بدنا نحب وأغنية تعلى وتتعمر يا دار التي نالت تصفيقا حارا من الجمهور الذي أعجب بشكل كبير بحركات الراقصين وانسجامهم الكبير على المسرح بينهم ومع الخلفية الموسيقية التي جاءت ملائمة لأفكار العمل بكامله.

شخصية سورية التي تعد الحامل الأساسي للعرض ظهرت في جميع مفاصله وجسدتها الشابة غنوة محمد بنجاح لافت مؤكدة أنها استطاعت بتوجيهات المدربة غيداء محمد ان تقوم بأداء الدور على اكمل وجه مستخدمة ادواتها من تعابير وجه وحركات جسدية على المسرح بشكل يتلاءم مع الحوار المسجل وأضافت تطلب الدور قوة شخصية وعنفوانا كبيرا لأنه يشير إلى الوطن وكان لافتا تصوير سورية كامرأة قوية تحكي حكايتها مع ابنائها بمونولوج بسيط بعيد عن التكلف ومنسجم مع العمل بشكل عام.

الراقصون أيضا ابدوا حماسا كبيرا في أداء فقراتهم التي حاولوا فيها تقديم أفضل ما لديهم فنيا وجسديا ويوضح الفنان هاني حمودي أن قوة تراب العز كعمل فني تظهر من خلال تناغم الراقصين على المسرح بعد تدريبات وجهود اهتمت بكل راقص على حدة ليعطي أفضل ما لديه لافتا انه نجح في أداء المهمة الموكلة اليه في لوحاته الثلاث سفرني على أي بلد التي وجه بها رسالة لكل السوريين بعدم السفر وترك بلدهم لمصيره اضافة الى اللوحات الفلكلورية عاليادي والشام العدية التي خلقت نوعا من الحنين لأيام جميلة يعرفها الحضور.

أما حسن الخطيب الذي شارك أيضا في تقديم لوحتي عاليادي والشام العدية إلى جانب مشاركته في لوحة يا تراب بلادي فقد أشار إلى دور الموهبة والمهارات الفردية لدى الراقصين لإيصال الرسالة المطلوبة من كل لوحة لافتا إلى تركيزه على تفاصيل الحركات الراقصة وتطويع جسده بالشكل المطلوب مع كل نغمة موسيقية مؤكدا أن العمل يتميز بتنوعه ومحاولته الاحاطة بكل ما هو تراثي ووطني وإنساني إضافة إلى المعاني النبيلة السامية التي جسدها الراقصون على أكمل وجه في لوحة يا تراب بلادي التي تعد تحية وطنية للشهداء وتضحياتهم.

يذكر أن فرقة رمال للمسرح الراقص تأسست عام 2007 وقدمت عملها الفني الأول عام 2008 وتضم 50 راقصا وراقصة من مختلف الاعمار ولها عدة مشاركات ضمن فعاليات ثقافية داخل وخارج سورية.

ياسمين كروم-مي قرحالي

انظر ايضاً

فرقة رمال..عمل إبداعي جاد في مجال الأداء التعبيري الراقص

اللاذقية-سانا رسمت فرقة رمال للمسرح الراقص أجمل اللوحات التعبيرية الجميلة مع الإضاءة الرائعة والحركات المنسجمة …