حكومة أردوغان توقف أكثر من 50 مسؤولا كبيرا في الشرطة بإطار حملتها المستمرة لقمع معارضيها

أنقرة-سانا

ضمن حملتها المستمرة لملاحقة معارضيها أوقفت حكومة رجب طيب أردوغان اليوم 55 مسؤولا كبيرا في الشرطة ضمن تحقيق جنائي تجريه بشأن ادعاءات “بقضايا فساد واستغلال مناصب”.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن أربعين مسؤولا حاليا وسابقا أوقفوا في اسطنبول بما في ذلك الرئيس السابق لوحدة مكافحة الإرهاب في شرطة اسطنبول عمر كوسى بينما اعتقل 15 آخرون في أماكن أخرى في إطار ما وصفته المصادر الإعلامية التركية “بأنه تحرك جديد ضد حركة حليف أردوغان السابق فتح الله غولن في إطار فضيحة الفساد الواسعة التي تطال أردوغان والمقربين منه”.
بدورها أشارت صحيفة حرييت التركية إلى أن عمليات المداهمة والاعتقال كانت متزامنة وتمت في 22 مدينة في مختلف أنحاء تركيا بينما تمت مداهمة قرابة 200 منزل في اسطنبول وحدها في وقت مبكر من صباح اليوم.
ووفقا لادعاءات سلطات أردوغان يتهم المشتبه بهم بـ “التجسس والتنصت بشكل غير قانوني وتزوير وثائق رسمية وانتهاك السرية وتلفيق أدلة وانتهاك سرية التحقيق”.
يذكر أن حكومة أردوغان قامت منذ مطلع العام الحالي بإقالة وإبعاد عدد كبير من قادة وضباط الشرطة وذلك في محاولة منها للتغطية على فضيحة الفساد الكبيرة التي هزتها وطالت عددا من كبار مسؤوليها والمقربين من أردوغان شخصيا وبينهم نجله وأدت إلى استقالة العديد من الوزراء ونواب من البرلمان التركي.

الصحافة التركية: أردوغان يستغل مأساة غزة لحساباته الشخصية لكسب انتخابات الرئاسة التركية

في سياق آخر وجهت الصحافة التركية أوسع حملة انتقادات لرئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان بسبب سياساته تجاه العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة مؤكدة أنه يستغل مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي لحسابات داخلية بهدف كسب التعاطف الشعبي عشية الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في العاشر من آب المقبل.
وأجمعت الصحف التركية المعارضة على أن أردوغان غير جدي في انتقاداته لإسرائيل وتساءلت في معرض تشكيكها بالموقف الأردوغاني عن السبب الذي يجعله لا يقدم على أي خطوة مهما كانت صغيرة ضد إسرائيل تعكس الغضب الشعبي في الشارع التركي إزاء المجزرة الحاصلة في غزة.
وأكد الكاتب اللبناني المتخصص بالشؤون التركية محمد نور الدين في سياق مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية أن العدوان الإسرائيلي على غزة والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وضعت حكومة أردوغان أمام امتحان لا يبدو أنها ستخرج منه رابحة إذ إن تصريحات أردوغان في الأيام الأخيرة عكست أولويات في سياسته الخارجية لا تقع غزة على رأسها.
ونقل الكاتب نور الدين عن أحد المرشحين للرئاسة التركية صلاح الدين ديميرطاش انتقاده لأردوغان على موقفه من إسرائيل مؤكدا أن أحدا لا يأخذ مواقفه منها على محمل الجد فهو فاقد للمصداقية ولا يستطيع أن يقول لإسرائيل “لا تقتلي” في حين يمارس هو القتل ضد المدنيين “الأكراد” في أولوديري.
ورأى ديميرطاش أنه في حال كانت تركيا جادة فلا يجب أن تكتفي بالإدانة لأحداث غزة بل تستخدم ما ملكت من قوة ضدها فهي من جهة تدين أحداث غزة ومن جهة ثانية تفتح قواعدها وراداراتها وقواعدها العسكرية أمام إسرائيل.
وفي تعليقات الصحف التركية تساءل جونايت ارجا يوريك في صحيفة جمهورييت.. ما الذي يفعله أردوغان من أجل إنقاذ فلسطين وإخوتنا هناك من الفاجعة التي يعيشونها.. كل يوم يصرخ ويصرخ وبما يفيد الصراخ.
بدوره وجه الكاتب التركي أحمد حاقان في صحيفة حرييت جملة أسئلة إلى أردوغان قائلا: لماذا لا تقطع كل أنواع العلاقات مع إسرائيل.. وماذا عن بيع الوقود لإسرائيل ولماذا لا تخاطب أوباما المدافع عن إسرائيل كما تخاطب غيره من الزعماء المسلمين .. ثم لماذا سمحت لإسرائيل بالانضمام لمنظمة التعاون والتنمية
الاقتصادية بعدما ظلت خارجها بفضل الفيتو التركي طوال خمسين عاماً.. وأخيرا لماذا لا تتخلى عن “ميدالية الشجاعة” اليهودية التي منحت لك.. ولماذا تقول إن هذا الأمر لا علاقة له بأحداث غزة.
وتحت عنوان “فلسطين وحزب العدالة والتنمية” كتب علي أونال في صحيفة زمان التركية إن أردوغان منح جائزة الشجاعة اليهودية في أميركا التي تمنح باسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية مشيرا إلى اعتراف نائب وزير الدفاع الأميركي السابق بول وولفوفيتز بأن أردوغان هو من شجع الأميركيين المترددين على غزو العراق.
وأكد اونال أن ابن أردوغان براق لايزال يسير سفينتيه إلى إسرائيل محملتين بالبضائع ليرتفع خلال السنوات الأربع الأخيرة حجم التجارة التركية معها بنسبة أربعين بالمئة مشيرا إلى أن نائب رئيس الحكومة بولنت ارينتش هو من قال في ألمانيا ايار العام 2013 أمام الجماعة اليهودية “ليس لنا ضد إسرائيل واليهود أي شيء.
أما جنكيز تشاندار فأشار في صحيفة راديكال إلى إفلاس السياسة الخارجية لحكومة أردوغان مؤكدا ان تركيا فقدت ثقلها الإقليمي والدولي في السياسة الخارجية وقال “من دون النظر إلى صورة القنصلية التركية في الموصل لا يمكن فهم عجز السياسة التركية في غزة وهذه اللامبالاة في اتخاذ خطوات عملية ضد إسرائيل ذلك أن الأنباء المؤكدة تشير إلى أن ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي اتخذ من القنصلية التركية في الموصل مقرا لقيادته وعملياته.
ولفت تشاندار إلى أن محافظ الموصل اسيل النجيفي حذر أنقرة من “غزوة” يشنها هذا التنظيم الإرهابي قبل حصولها لكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أصر على عدم إخلاء القنصلية مدعيا أنه لا يجوز إنزال العلم التركي عنها.
وأكد تشاندار أن كل سلوك تركيا يعكس تنسيقا ومودة بينها وبين هذا التنظيم الإرهابي معتبرا أن تبخر من تسميهم حكومة أردوغان “المعارضة” في سورية التي تدعمها جعل من تركيا مشلولة فاقدة القوة.
ورأى أنه من دون النظر إلى هذه الصورة فإنه لا يمكن فهم هذه السهولة بإطلاق يد إسرائيل في عدوانها ضد غزة مشددا على أن هذه الصورة تعكس بالكامل إفلاس السياسة التركية في الشرق الأوسط ليدفع الشعب الفلسطيني في غزة اليوم ثمن هذا الإفلاس.
بدوره أشار يوسف الشريف مراسل صحيفة الحياة اللندني في أنقرة إلى أن المعارضة التركية تتحدث عن وسطاء تجاريين مقربين من أردوغان وحزبه الحاكم يزودون إسرائيل بالوقود والنفط من أذربيجان عبر خط باكو جيهان التركي إضافة إلى تسهيلات تركية تقدم لإسرائيل لبيعها نفط إقليم كردستان العراق.
وردا على ما وصفته المعارضة التركية سياسة إعلام صوتي وبروباغندا كلامية ينتهجها أردوغان لتجيير قضية غزة لمصلحة حملته الانتخابية ولتأكيد أن المعارضة تسعى إلى دعم غزة بالفعل لا بالكلام كما يفعل أردوغان دعا حزب الشعب الجمهوري إلى تشكيل وفد برلماني لزيارة غزة من أجل إظهار دعم شعبي للقضية الفلسطينية مقترحاً أن تكون الزيارة بعد عيد الفطر لنقل المزيد من المساعدات للفسطينيين هناك.
يذكر أن أردوغان وأصل حملاته الاستعراضية الكلامية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واكتفى بالتصريحات الطنانة التي يواصل ترديدها لتضليل سامعيه حول حقيقة مواقفه وعلاقاته مع الإسرائيليين.