جوائز العنف!-صحيفة تشرين

عندما مضت السنة الأولى من الحرب السورية توضّحت الرؤية الأممية العرجاء بصدور القرار 2043 تاريخ 21/4/2012 ومن جملة ما تضمنه «تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها الدول المتاخمة لسورية لمساعدة السوريين الفارين عبر الحدود السورية نتيجة للعنف، وطلب من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقديم المساعدة حسب طلب الدول الأعضاء التي تستقبل هؤلاء المشردين..» وفق حرفية النص الذي صدر به.

وحتى اللحظة أغرب ما في إضبارة الملف السوري أممياً الشكر لتلك الدول التي تستقبل اللاجئين السوريين من دون تحميلها أي مسؤولية في تصدير الإرهابيين ومساعدتهم ودعمهم ورعايتهم حتى بعد دخولهم إلى سورية بطريقة غير مشروعة، ومن دون تحميلها أي مسؤوليات لاستخدام تلك الدول ملف اللاجئين السوريين ورقة من أوراق الضغط على الدولة السورية وأيضاً ورقة ابتزاز للمساعدات الدولية ولمواد وبرامج إعلامية تسيّس ملف اللاجئين بحسب أهواء من يعبثون في جغرافية ومكونات المنطقة.

ازدحمت مصطلحات العنف ووقف العنف وقراراته في أضابير مجلس الأمن وشتى أجهزة الأمم المتحدة بشأن ما تسميه «الحالة في الشرق الأوسط»، وبتركيز ملحوظ على العنف في سورية، ولكن في كل يوم نسمع عن عنف في تركيا يؤدي إلى مقتل جنود ومواطنين أتراك، وفي بعض الأيام تكون الحصيلة كبيرة « 14 قتيلاً كما حدث منذ يومين»، بينما تركيا مشمولة بالشكر على استيعاب اللاجئين السوريين وعلى «إنسانيتها» تجاههم، وما من تداول أممي في مجلس الأمن للعنف الدائر على أراضيها ولا لرعايتها العنف الدّائر في سورية!

العنف في اليمن يتسيده «تحالف» بقيادة سعودية ويؤدي إلى استشهاد آلاف الأبرياء من اليمنيين وما من بحث أممي: «ماذا يفعل الجندي السعودي والإماراتي على أرض اليمن»؟!

خسارات جسيمة للعنف في العراق، وأمور مشابهة ولكن بتصغير ما في بعض مناطق لبنان والأردن ومصر ودول أخرى، ومازال مجلس الأمن يسجل الشكر لدور دول المنطقة تجاه اللاجئين السوريين!

سورية خسرت وتخسر الكثير ولكن ما هي مكاسب تركيا والأردن على سبيل المثال من تخديم العنف السوري؟! قانون بشري تتجاهله الأمم «العنف لن يولّد غير العنف» إلى أين سيصل؟ تلك ستكون «الحالة في الشرق الأوسط» ولسنوات قادمة من دون استثناء أي دولة ساهمت وتساهم في قيادة المنطقة إلى فوضى الجغرافيا والانتماء والعنف!

بقلم: ظافر أحمد