S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
اللاذقية-سانا
اختتمت مساء أمس فعاليات مهرجان الحرف الثقافي الأول الذي قدم على مدى خمسة أيام فعاليات ثقافية وفكرية منوعة شملت الشعر والمسرح والندوات الادبية إضافة إلى السينما السورية التي استقطبت حيزا كبيرا من جمهور المهرجان.
وقال الدكتور منيف حميدوش مدير المهرجان في حفله الختامي الذي أقيم على مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية: إن الحدث حمل رسالة من سورية إلى جميع انحاء العالم بأن بلادنا ستبقى منارة للعلم والثقافة مهما عبثت بها يد الإرهاب مؤكدا أن دوراته القادمة ستحتاج المزيد من الدعم من قبل المؤسسات الثقافية التي تعد رافعة كل مهرجان يبحث عن النجاح .
فعاليات الحفل الختامي جاءت متنوعة فكان الغناء والطرب ركيزة لها لكن الشعر نال ايضا حصته من فقرات الحفل الذي استضاف الشاعرة ليندا ابراهيم مديرة ثقافة طرطوس فقدمت مجموعة من القصائد بدأت بالتغني بدمشق لتكون قصيدة “سيرة العاشقين” التي نالت جائزة نازك الملائكة في بغداد العام الماضي بصمة مميزة اغنت فقرات الحفل وقالت فيها..
“موطني كوخ لعراف يسمى كاهن الاسرار صلى لانعقاد السكر المكنون في قلب الثمر قامتي عسجد الرغبة .. ايامي شهور باليات أرقتها سيرة الارض على مر السير”.
أما القصيدة الثانية فكانت لأرواح الشهداء الذين ارتقوا إلى العلياء وهم يتصدون لأزلام ومرتزقة الطاغية أردوغان وهم يدافعون عن كلية المشاة في حلب فقالت فيهم الشاعرة..
“يا رفاقي.. أزف الموت .. فحلوا لي وثاقي والثموا روحي وقمصان جروحي وثيابي الداميات .. وخذوني بيت امي .. حضن أمي .. وادفنوا في وجهها الطاهر روحي”.
كما قدمت كل من الطفلتين زينة ومريم حميدوش أغنية “وطني سورية” من كلمات الدكتور منيف حميدوش والحان وليم حسن ظهرت خلالها الطفلتان بأبهى حلة وبراءة وأدتا اغنية وطنية لا تخلو من معاني الطفولة وحب العلم قالتا في مستهلها.. وطني حبيبي وطني سورية .. انت نهاري شمسي ومية .. وطني ضحكة فيه البسمة تحكي قصة تحيا سورية.
الطرب والغناء الاصيل نال ايضا اهتماما من ادارة المهرجان فتم تخصيص أكثر من ساعتين من الزمن للغناء التراثي السوري والعربي بدأته الفنانة لينا نجم بمجموعة من الاغنيات التي تنوعت ما بين التراث الساحلي المتجسد بأغنية “يا محلا الفسحة” وأعمال طربية ووطنية بعضها يعرض للمرة الأولى أمام الجمهور.
وقالت لينا في تصريح لـ سانا “أردت الاستفادة من ظهوري أمام الجمهور لأقدم أغنية “بدك تعرف شو ديني” التي تتحدث عن نبذ الطائفية واللحمة الوطنية بين السوريين التي تعد خلاصا لهم ولا بد من الاشارة الى ان قيام مثل هذه الفعاليات دليل على ارادة الحياة لدى السوريين وتمسكهم بكل ما هو اصيل و نحن كمطربين نطالب خلال الدورات القادمة بتخصيص فقرات اكبر للغناء الشرقي وافساح المجال للفنانين ولا سيما الشباب ليبرزوا موهبتهم من خلال هذا الحدث”.
أما المطرب جورج نمر فقدم على مدار ساعة كاملة أكثر من 12 اغنية ركز خلالها على اللونين التراثي والطربي مؤءكدا ان برنامجه تنوع ما بين الموشحات والقدود واغان مخصصة للاذقية مع تقديم اغان خاصة به كأغنيتي “على كتف الشلال” و”الساحل” التي ذكر بها جميع المحافظات السورية في سردية غنائية مفعمة بالحنين للماضي.
وقال نمر ركزت على انتقاء اغنيات طربية لتقديمها للجمهور في محاولة لإعادة الجيل الجديد الى اللون الاساس في الغناء بعد ان تلوث سمعه بما يعرض على الفضائيات العربية وقد وجدت استجابة طيبة من قبلهم واهتماما بأغنيات تعتبر من امهات الفن الاصيل وخاصة اغنيات العظيمة أم كلثوم.
يذكر أن مهرجان الحرف الثقافي الأول انطلق في الثلاثين من آب الماضي تحت عنوان “سورية درة الشرق” واستضاف عدة أسماء سورية فنية وإعلامية متميزة .
