حزب الله: مبادرة بري فرصة جدية لإيجاد منفذ يؤدي إلى حلحة الكثير من القضايا العالقة في لبنان

بيروت-سانا

أعلن حزب الله اليوم تأييده الكامل للمبادرة الحوارية التي أطلقها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس.

ورأى الحزب في بيان له اليوم في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في هذه المبادرة “فرصة جدية لإيجاد منفذ يؤدي إلى حلحلة الكثير من القضايا العالقة في لبنان وصولاً إلى إيجاد حل دائم ومستقر للأزمة السياسية وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية تهدد المواطن اللبناني” معربا عن تمنياته “بأن تقوم كل القوى السياسية المعنية بتلقف هذه الدعوة والاستجابة لها بنيات طيبة والعمل على إنجاحها”.

وجاء في البيان “سبعة وثلاثون عاماً والمعاناة ما تزال مستمرة والجريمة تتطاول وتزداد فصولاً ويبقى الإمام السيد موسى الصدر ورفيقاه رهينة إرهاب الاختطاف والإخفاء تنفيذاً لمشاريع معادية لأمتنا وشعوبها دون أن يتمكن المجرمون من إخفات وهج هذا الإمام العظيم أو القضاء على تأثيره على مسار الأحداث في منطقتنا”.

وأشار البيان إلى أنه لم ينتج إخفاء الإمام الصدر “إمام المقاومة” ضمور المقاومة واضمحلالها بل تركت محنة الإخفاء إصراراً لدى إبناء الإمام الصدر على إكمال الدرب الذي رسمه وصولاً إلى التحرير عام 2000 وإذلال العدو الإسرائيلي وكسر أطماعه في لبنان عام 2006 وصولاً إلى إقرار معادلة الردع التي تجعله يفكر طويلاً قبل الاعتداء على ارض لبنان وشعبه مؤكدا أن الإمام الصدر هو إمام الإيمان بلبنان وطناً واحداً لكل أبنائه وأن تلاميذه لا يزالون يحملون هذا الشعار ويعملون على تحقيقه بعيداً عن الفئوية والمذهبية والمخططات الفتنوية التي حاربها الإمام وقدم الكثير من التضحيات في سبيل القضاء عليها”.

وأضاف البيان إن “الإمام الصدر هو إمام الحوار وسيبقى نهجه في تقبل الجميع ومحاورتهم والبحث عن القواسم المشتركة معهم هو النهج الذي يعتمده أبناؤه في ظل سيطرة عصبية القتل والإلغاء والإجرام وارتكاب كل الفظائع والموبقات في أكثر من مكان في منطقتنا”.

ودعا البيان “القوى التي استلمت ليبيا إلى تحمل مسؤولية العمل على كشف حقيقة تغييب الإمام الصدر” مشيرا إلى أن المسؤولية لا تزال تبقى على عاتق القوى الإقليمية والعالمية التي لم تحرك ساكناً للإفراج عن الإمام المختطف ورفيقيه.

وأكد البيان “حرص حزب الله الدائم على إبقاء هذه القضية على رأس سلم أولويات الاهتمام” داعيا إلى ضرورة بذل كل الجهود الممكنة من أجل الوصول إلى الخاتمة السعيدة لهذه القضية.

ولفت حزب الله في بيانه إلى أن خط الإمام الصدر ونهجه وأفكاره تبقى المنارة التي تضيء الطريق إلى مواجهة كل الأخطار التي تستهدف أمتنا وعلى رأسها الخطر الصهيوني المتعاظم وخطر التكفير والإرهاب الماثل أمام أعين الجميع كما خطر الحرمان الذي لطالما اعتبره الإمام الصدر من أعظم المخاطر التي تتهدد شعوبنا وأمتنا.

أحزاب وشخصيات لبنانية تعرب عن دعمها للمبادرة

وأعربت عدة أحزاب وشخصيات لبنانية عن دعمها لمبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري التي أطلقها أمس في مسعى منه لحل الأزمة التي يمر بها لبنان.

وقال وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن إن “المبادرة التي أطلقها الرئيس بري هي مبادرة قيمة نأمل أن تصل الى إعادة تفعيل عمل الحكومة وإطلاق عمل المجلس النيابي” معربا عن أمله أن يكون دور بري كما هو دائما فاعلا وبناء وإيجابيا ومكللا بالنجاح.

وأضاف الحاج حسن إننا “كلبنانيين وكقوى سياسية لبنانية وفي مقدمها حزب الله مهتمون بالاستقرار في لبنان الذي هو لمصلحة جميع اللبنانيين وخصوصا في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وفي ظل التهديدات التي تحيط بلبنان” مضيفا “إننا مع تفعيل العمل في الحكومة والمجلس النيابي وإطلاق عجلة التشريع”.

ورأى الحاج حسن أن الخروج من هذه الأزمة يتم “عبر الشراكة وإطلاق الحوار” بين المكونات السياسية اللبنانية والوصول إلى تحقيق التفاهمات السياسية اللازمة للخروج من هذه الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان معربا عن أمله في الوصول إلى حلول سياسية على قاعدة تأمين مصالح الشعوب والدول في المنطقة وعلى قاعدة محاربة ومكافحة الارهاب الذي يعاني منه الجميع في المنطقة.

بدوره دعا رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل الإسلامي واتحاد علماء بلاد الشام في لبنان الشيخ هاشم منقارة ممثلي الشعب اللبناني من تيارات وأحزاب وحركات وشخصيات إلى ملاقاة دعوة رئيس مجلس النواب للحوار الوطني من أجل تلبية مطالب الشعب وإخراج البلد من المأزق الذي يعاني منه.

وأوضح الشيخ منقارة أن ما يمر به لبنان اليوم هو نتيجة تخلي المسؤولين عن القيام بواجباتهم الوطنية وتعميم ثقافة الفساد في المؤسسات والإدارات وإعراض الطبقة السياسية من خلال صم آذانها عن شكوى المواطنين داعيا كل الأطراف إلى حوار بناء في العمق يؤدي إلى النتائج المطلوبة والاستجابة إلى دعوة الرئيس بري الحوارية.

من جهة ثانية دعت جبهة العمل الإسلامي في لبنان برئاسة منسقها العام الشيخ زهير الجعيد إلى التعاون مع دعوة ومبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني وأن تلقى الآذان الصاغية والتجاوب العملاني من كل الأفرقاء والقوى السياسية الأساسية في البلاد وذلك لإيجاد المخارج والصيغ المناسبة من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة تؤدي إلى حلول جذرية للأزمات المتفاقمة في البلاد.

وأشارت الجبهة في بيان لها اليوم إلى أن نجاح دعوة بري في الحوار وعقد الاجتماع في أوائل شهر أيلول سيكون الخطوة الأولى على طريق الألف ميل وخصوصا فيما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية والبحث في إقرار قانون انتخابي عصري ومتوازن وعادل يعطي الثقة للبنانيين ببدء عهد جديد ويمنح الجميع حقوقهم المشروعة التي حرموا منها منذ زمن بعيد وكذلك يضع السكة على الطريق الصحيح لمعالجة أزمة النفايات والأزمات كافة.

بدوره ثمن رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني دعوة بري للحوار وقال “في ظل تصاعد ضغط الشارع المحتقن وانسداد شرايين المؤسسات الدستورية وتفاقم الأزمات السياسية والمعيشية وانشغال الخارج عن لبنان قرر بري أن يقوم بمحاولة متواضعة لإدخال الضوء إلى بيوتنا بدلا من النفايات السياسية”.

وأكد البعريني أن الحوار يبقى الحل الوحيد لمعالجة كل الأزمات مطالبا كل الأفرقاء اللبنانيين بملاقاة خطوة بري في طرحه بالرغم من أن المهمة لا تبدو سهلة ولكن المطلوب تبادل التنازلات لإنقاذ البلد قبل أن يهوي تحت تأثير التفاعل بين عاملين.. اهتراؤه من الداخل والضغط المتزايد عليه من الشارع.

كما رحب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداود بمبادرة بري لاستعادة طاولة الحوار وبجدول الأعمال الذي اقترحه.
وأعرب الداود في بيان اليوم عن أمله “ألا يكون حوارا من أجل الحوار فقط او للصورة بل تطبيق مضمون ما ورد فيه وأبرز بنوده التوصل إلى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية وإصدار قانون انتخاب باعتماد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية.

بدوره أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان تأييد الحزب لمبادرة بري بوصفها مبادرة إنقاذية ملحة ترمي إلى تحصين البلد والمؤسسات في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان.

وقال حردان في تصريح له اليوم إن “الأزمات المتفاقمة على كل الصعد تحتاج إلى معالجات جادة ونعتبر أن العناوين التي حددها بري للحوار هي عناوين أساسية مطلوبة وينبغي على الكتل النيابية كافة ان تنخرط في هذا الحوار وتساهم في انجاحه لأنه السبيل إلى الخروج من الأزمة السياسية ومعالجة الأزمات والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية والمطلبية”.

انظر ايضاً

المقاومة اللبنانية تؤكد استمرار عملياتها وتتعهد بمحاسبة العدو الإسرائيلي على جريمته بحق الشعب اللبناني

بيروت-سانا أكدت المقاومة اللبنانية أنها ستستمر بعملياتها لإسناد الشعب الفلسطيني في غزة، متعهدة بمحاسبة العدو …