الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تنفذ مسيرا برمائيا بريف اللاذقية لكشف مصادر مياه شلالات كهف الملكة

اللاذقية-سانا

تتويجا لمبيت “يجب أن أكون على قيد الحياة” الذي أقيم في إجازة عيد الفطر وتم خلاله تحديد مكان كهف قصر الملكة الأسطوري أقامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق خلال الاسبوع الماضي مشروع مسير برمائي في منطقة ريف اللاذقية ناحية جوبة برغال “وادي نهر الديرونة بهدف التحقق من الجهة الشرقية لكهف الملكة والبحث عن مصدر مياه شلالها وتثبيت هذا الاستكشاف في سجلات الجمعية.1

نحو ستين متطوعا من محافظات دمشق واللاذقية وطرطوس وحلب والسويداء اتجهوا إلى منطقة تنفيذ المشروع في ناحية المزيرعة ببلدة السراج لينطلق المسير الفعلي داخل الوادي في مجرى ” نهر الديرونة” للوصول إلى مكان مناسب لقضاء ليلتهم الأولى.

وأشار خالد نويلاتي قائد النشاطات في الجمعية في حديثه لنشرة سانا سياحة ومجتمع إلى أن المشروع عبارة عن مسير برمائي صيفي أطلق عليه اسم ” العفاريت الحمر” ونال أعلى ترتيب بين كل نشاطات الجمعية منذ عام 2013 ويعتبر من الدرجة الخامسة من اصل سبع درجات على سلم الصعوبة.6

وقال.. بلغ طول خط المسير نحو 12 كم تم خلاله تجاوز المسلك المائي بنجاح دون أي صعوبات رغم وجود أربعة شلالات مائية ضخمة فكان المسير برمائيا بصبغة الإنزال الجبلي ولم يكن هناك أي إصابة خطيرة تذكر بين صفوف المشاركين التي ضمت يافعين بعمر 15 عاما تجاوزوا كل المصاعب دون أي تردد وكان الحماس شديدا عند رصد احدى الأفاعي النادرة والامساك بها وتوثيقها الأمر الذي يخوضه عدد كبير منهم للمرة الأولى.

بدوره قال قائد النشاط الدكتور وسيم معروف إن المرحلة الأولى في النشاط بدأت بالتجهيز لمسير ليلي مميز بهدف استطلاع المكان المحيط بمنطقة المبيت وتدريب المتطوعين على فنون السير في الغابات ليلا وتميز هذا المسير الليلي القصير باعتماد الرؤية المجردة وعدم استخدام مصادر الاضاءة ضمن غابة كثيفة من الأحراش وشجر الصنوبر وزاد من صعوبة مسيرهم تسلقهم قمة الجبل ليلا والنزول من عليه للعودة الى مكان المبيت وبجعبتهم خبرة لا تعوض في التجول في الغابات ليلا.2

وأضاف معروف ..”زارتنا مجموعات صغيرة من حيوانات الغابة ولا سيما الواوي فاضطررنا لتكثيف الحراسة ليلا لنبدأ فجر اليوم التالي انطلاقتنا في عمق الوادي الصخري وواجهنا في منتصف الطريق جرفا صغيرا كان البداية لمجموعة كبيرة من التضاريس القاسية من برك مائية على شكل مستنقعات وشلالات عالية فاق عددها الأربعة كان اعلاها بارتفاع 19 مترا وكانت أغلب هذه الشلالات تحتوي على برك مائية راكدة فقام قائد فريق سامر عقاد بنصب الحبال وتدريب المتطوعين على فنون الإنزال الجبلي بمساعدة قائد النشاط بالإضافة للكادر التنظيمي الذي اشرف على تنظيم عملية الإنزال باحترافية عالية”.

ولفت إلى أن كهف الملكة كان الهدف الرئيسي من النشاط وأن التحدي الأكبر تمثل بإقامة إنزال من فتحة الكهف العلوية التي ترتفع عن قاعه 19 مترا ولا تتسع هذه الفتحة الا لنزول شخص واحد كما أن الصخور التي سترتكز عليها عملية الإنزال تقع على مجرى مائي نشيط تسبب بتزحلق كل من أراد الوقوف عليها لكن ذلك لم يثن المتطوعين عن مقصدهم بل أبدوا شجاعة واقداما ليتمكن الجميع على اختلاف أعمارهم وخبرتهم من القيام بعملية الإنزال بشكل ناجح.

وذكر معروف أن المسير يندرج ضمن اهداف الجمعية بالتعايش مع الطبيعة للاستكشاف والتوثيق وهي فكرة قديمة وغير مستحيلة ولها فوائد علمية واجتماعية وتربوية.3

والجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق التي انطلقت في دمشق عام 2008 تسعى لإتاحة الفرصة للشباب لاختبار الطبيعة عن قرب من خلال تدريبهم على تعلم كيفية التأقلم معها بمختلف نواحيها لاستخلاص المنفعة العلمية والحقيقة التاريخية وذلك عبر إقامة النشاطات الاستكشافية الميدانية في الطبيعة بقالب علمي ترفيهي حديث لإنشاء بعثات استكشاف وتوثيق وطنية متخصصة تكون بديلة في المستقبل عن البعثات الأجنبية المكلفة.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

فريق الطوارئ بالجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق يساهم في إغاثة متضرري الزلزال- فيديو

حلب-سانا تحول عمل فريق الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق “أنا السوري” من العمل في الطبيعة البرية