الشريط الإخباري

الجامع النوري الكبير صفحة مضيئة في تاريخ حمص

حمص-سانا

سلط الباحث التاريخي والمهندس المعماري “عامر جواد السباعي” الضوء على الأهمية التاريخية للجامع النوري الكبير في مدينة حمص والذي يمثل واحداً من معالمها الأثرية كونه أول مسجد وجد فيها ويعرض جوانب كبيرة من تاريخها الحضاري والاجتماعي.

وقدم السباعي في محاضرة بعنوان “قراءة التاريخ بتأهيل صحن الجامع النوري الكبير” والتي استضافها المركز الثقافي العربي في حمص أمس ضمن البرنامج النصف شهري لجمعية العاديات الأثرية التاريخية وصفاً دقيقاً للجامع النوري الذي يقع وسط المنطقة التجارية بحمص ويحيط به جزء من سور حمص القديمة والسوق المسقوف وسوق الحسبة وشارع الحميدية ما يجعل منه جزءا من مواقع السياحة الدينية والثقافية لافتا إلى ضرورة ربطه مع خطط التنمية المستدامة بالمدينة القديمة والحديثة بهدف إعادة دوره الأثري والتاريخي والحيوي في المجتمع وربطه مع الخطة السياحية الثقافية للمدينة إضافة إلى وظيفته الدينية.

وأوضح السباعي أن من أحد جوانب الأهمية التاريخية للجامع النوري ان سقفه يرتكز على أعمدة ضخمة من حجر الغرانيت المحبب الباقية من عهد هيكل الشمس أي خلال الفترة الوثنية وبعد تجديد سقف الجامع عام 1278 للهجرة لم يبق من آثار الهيكل إلا جدران الحرم الضخمة مستعرضا ما أورده الرحالة والمؤرخون أمثال القلقشندي وابن الفقيه الهمذاني وابن خلطان والإدريسي وابن بطوطة عن الجامع النوري عبر العصور.

ولفت المحاضر إلى ميثاق المحافظة على التراث العمراني في الدول العربية وتنميته والذي صدر عام 2003 والذي ينص على التوثيق المعماري بأشكاله المختلفة من صور ومعلومات للمباني التراثية ونشر الوثائق والمعلومات عنها ووضعها في متناول الباحثين ومشاركة المجتمع المحلي في عملية المراقبة والمحافظة داعيا إلى الحرص الدائم على التوثيق وترميم آثارنا ما ينسف المخططات الصهيونية الرامية إلى هدم تراثنا الحضاري.

ودعا السباعي وهو رئيس لجنة التراث الهندسي المعماري في المحافظة في ختام محاضرته إلى الاهتمام بالجامع النوري الكبير الذي يختصر تاريخ حمص وتشكيل لجنة علمية هندسية وتاريخية وأثرية لدراسة هذا المبنى وإجراء عملية التنقيب والترميم والتأهيل لكشف المراحل التاريخية التي مر بها بدءا من الوثنية فالمسيحية والإسلام.

يشار إلى أن جامع النوري أو الجامع الكبير كان بالأصل هيكلاً للشمس بنته أسرة شمس غرام التي حكمت حمص في الحقبة الرومانية الأولى ثم حوله القيصر ثيودوسيوس إلى كنيسة وبعد دخول الاسلام لسورية تحول إلى مسجد جدد عدة مرات إحداها على يد نور الدين زنكي بين عامي 549 و577 هجري.

حنان سويد