ديلغادو: أكثر من 29 إسبانيا يقاتلون إلى جانب الإرهابيين في سورية

مدريد-سانا
أكدت دولوريس ديلغادو المنسقة المدعية للإرهاب الدولي في المحكمة العليا الإسبانية أن عدد الإرهابيين الإسبان الموجودين حاليا إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية  بلغ 29 مع احتمال تزايد هذا العدد بسبب عدم إمكانية  تحديد مكان البعض الآخر وفقا لتقارير خبراء و باحثين اسبان في”الإرهاب وشبكات تجنيد الارهابيين”.
وكشفت ديلغادو خلال مقابلة صحفية مع وكالة /أي اف أي / نشرتها صحيفة / لافانغوارديا / الإسبانية أن عدد المسلحين الأجانب من أصل أوروبي يمثل/18/ بالمئة من  العدد الإجمالي البالغ /2000/ ارهابي أوروبي غالبيتهم العظمى من فرنسا وبريطانيا و ألمانيا و بلجيكا و هولندا و أخيراً من إسبانيا.
وأشارت ديلغادو إلى وجود تضارب في المعلومات حول وجود الارهابيين الأوروبيين في سورية حيث تبين مصادر أمنية فرنسية وجود /63/ ارهابيا فرنسيا حالياً في سورية إلا أن مصادر أخرى تشير إلى وجود ما لا يقل عن /461/ ارهابيا فرنسيا.
وتابعت انه فيما يخص اسبانيا أثبتت مصادر أمنية رسمية خاصة بالبحث و التحري وجود /29/ اسبانيا يقاتلون حالياً في سورية إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة و هم شباب مسلمون من أصل إسباني و تحديداً من الجيل الثاني والثالث أو المقيمون بشكل نظامي في إسبانيا و تم تجنيدهم في سن المراهقة مع الأخذ بعين الإعتبار أن /80/ بالمئة  من “الجهاديين” الأوروبيين الذين يقاتلون في سورية يلتحقون مباشرة  بما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي الذي يلقى ويستحوذ على اهتمام الارهابيين في كل دول الإتحاد الأوروبي والذين يدخلون عن طريق تركيا و بلغاريا و اليونان و تونس .
وأوضحت ديلغادو أنه قبل الحرب على سورية كانت العراق هي الوجهة و القبلة الرئيسية للإرهابيين للقيام بعمليات و هجمات انتحارية أما الإرهابيون الموجودون  حالياً في سورية فهم أكثر خبرة و حرفية في القتال و المواجهات العسكرية و الحربية والكفاءة في حرب العصابات والخطف والإعدامات الجماعية و هذا ما يقلل عندها من أهمية الحاجة للقيام بعمليات إنتحارية بشكل مستمر.
وأضافت انه في الوقت الحالي تعتبر سورية  الوجهة الأكثر جاذبية وإستقطابا للارهابيين من غيرها من الدول التي تعاني صراعات ونزاعات مثل مالي لكونها بلدا غير صحراوي والسفر إليه سهلا ورخيصا وأقل مشقة و تعبا في الوصول وهذا ما يقلل من وجود “الجهاديين” الإسبان في مالي الذين بلغ عددهم فقط اثنين حتى الآن حسب مصادر أمنية رسمية.
وأعربت ديلغادو عن قلق وتخوف الأوساط الاسبانية من عودة هؤلاء الإرهابيين إلى أراضيهم و أماكن إقامتهم و حياتهم بعد أن إكتسبوا خبرات عسكرية و قتالية و تلقوا تدريبات وتعاليم إيديولوجية عسكرية دينية متطرفة تجعل منهم على استعداد لتنفيذ هجمات إرهابية إجرامية في بلاد إقامتهم  مشيرة الى ان قوات
وأجهزة الامن الاسبانية بالتعاون مع الأجهزة القضائية في إسبانيا تعمل على تحديد أماكن هؤءلاء الذين تم تجنيدهم في تنظيمات إرهابية  أو الذين يتعاونون و يتعاملون مع جماعات إرهابية من أجل منع الإستمرار في نشاطهم الإرهابي ولتفادي قيامهم و تنفيذهم ضربات و هجمات إرهابية في إسبانيا مثل
الهجمات و التفجيرات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة في إسبانيا عام /2004/.
واقرت بان التصريحات المستمرة للجماعات الارهابية التي تستهدف اسبانيا اوجدت قلقا كبيرا وهاجسا لدى الحكومة الاسبانية موءكدة ان هذا الخطر لا يتهدد اسبانيا وحدها بل ان الاجتياح الارهابي سينتشر و يتوسع في كافة الدول الأوروبية التي ستكون بمثابة أهداف مباشرة للهجمات والضربات الإرهابية.
وفيما يخص  سلسلة التدابير والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية الرامية إلى منع المواطنين الفرنسيين الانتقال إلى سورية من أجل ما يسمى //الجهاد// ترى المنسقة المدعية ان هذا الإجراء هو مجرد نظام وقائي على الحدود من أجل اعتقال المتهم بالإرهاب أو تقويض نشاطه الإرهابي و بالتالي من الصعب جداً
تطبيقه في إسبانيا لأن انتقال “الجهاديين” الأوروبيين ووصولهم إلى سورية يتم عن طريق بلد ثالث.
ولفتت الى أهمية و دور مواقع الانترنت و شبكات التواصل الإجتماعي في الدعاية و الإعلان والدعوة والتبليغ والتجنيد والتدريب التي تطور الشخص وتحثه على القيام بأعمال إرهابية وهذا ما أكدته أيضاً التحريات والتحقيقات الأمنية المستمرة التي أشارت إلى تحول شبكات الانترنت إلى البيئة الإفتراضية التي تخلق و تنمي وتعمق التطرف والتشدد وتغذي الارهابيين وبعد ذلك ترسلهم إلى التنفيذ على الأرض.
وتأتي تصريحات ديلغادو بعد ان بدأت الدول الأوروبية مواجهة مع الإرهابيين العائدين إلى أوطانهم وشرعت في اتخاذ الاجراءات والتدابير لمنع دخول من ساهمت في تدريبهم ودعمهم لارتكاب المجازر في سورية خوفا من ارتداد إرهابهم عليها.