الفنانة سلمى سليمان: الفنان الذي يستطيع نقل الواقع بشكل تفاعلي مع الناس هو فنان حاضر

دمشق-سانا

تحمل الفنانة سلمى سليمان في شخصيتها أثرا للبحر وللطبيعة وللثقافة ولحب الناس ولاسيما في أدوارها الجديدة.. لذلك تمكنت من أداء أدوار إيمائية بجدارة و أدوار اجتماعية تعبر عن إحساسها بحب الناس فهي المطبوعة بالواقع والمنتمية لوطنها الذي لا تقبل الابتعاد عنه.

وفي حديث لسانا قالت سليمان أفضل أن أقوم بتأدية أدوار تخدم المجتمع وتساهم في تقدمه واستمرار حضارته وأعرض عن الأدوار التي يمكن أن تظهرني بشكل غير لائق فأنا اشتغلت أعمالا جديدة خلال هذا العام كانت مع المخرج المثنى صبح في مسلسل “في ظروف غامضة” ومع المخرج ناجي طعمي في “حارة المشرقة”

فكنت في ظروف غامضة أقوم بدور اجتماعي تبادلي يظهر الخطأ ويسهم في تغييره كذلك كان دوري في حارة المشرقة.

وتضيف سليمان أما على صعيد السينما فقد أديت دوراً فريداً على مستوى العالم في فيلم “رؤية” ويمثل.. امرأة مريضة بالسرطان تقاوم تداعيات الحياة بشكل صامت وتكتفي بالبحر كحبيب وبديل اجتماعي فتصارع المرض وتنتصر عليه وفي هذا الدور تقوم المراة ببث شكواها الى البحر وتتعلق به عبر الإيماء والإشارات الدالة.

وتابعت في هذا الدور كنت أذهب إلى معنى في غاية من الأهمية وهو أن الإرادة تنتصر على كل شيء مهما كانت المسالة صعبة وتسهم في تبديل العادات البالية بالقيم النبيلة وتعلم الإنسان ألا يستسلم.

وتفضل سليمان الأدوار التراجيدية ونقل الواقع من خلالها بشكل شفاف لأنها ترى نفسها في مثل هذه الأدوار كما تقول منوهة إلى أن الفنان الذي بمقدوره أن ينقل الواقع بشكل تفاعلي مع الناس هو فنان حاضر سواء كانت أدواره كثيرة أم قليلة.

ورأت سليمان أن هناك الكثير من الأدوار التي قدمتها الدراما السورية أساءت للمرأة في الآونة الأخيرة وقدمتها بشكل غير واقعي وغير منطقي لأن المرأة كما نعرف جميعا هي حاضرة مع الرجل وقادرة على موازاته في أداء الواجبات وهي مناضلة وقوية منذ زمن بعيد فكانت ام الطبيب والمهندس والمقاتل والفنان والشاعر قبل أنت تدخل في تداعيات التقنية الإلكترونية وكانت لا تتقن القراءة والكتابة في حينها فكونت نصف المجتمع وساهمت ببنائه الصحيح بجدارة وقوة.

وأشارت سليمان إلى أن الدراما السورية قوية وحاضرة خلال الحرب على سورية وعبر سنوات ليست قليلة لأن أي عمل يقدمه الفنان السوري هو حضور وانتصار للدراما.

واعتبرت سليمان أن الفنان يجب أن يكون رمزاً لوطنه ونموذجاً يحتذى به في حب شعبه وناسه وبلده ويجب أن يكون له دور بارز في هذه الأوقات العصيبة وخاصة ضمن الوطن لأن الوطن يحتاج أبنائه عندما يتعرض إلى محاولات لإسقاطه فالفنان جزء من منظومة الدفاع عن الوطن.

وقالت إن “كل فنان ترك وطنه وذهب خارج سورية ليعيش بعيداً خوفاً مما يدور فهو لا يستحق أن يكون سورياً ولا يستحق الاحترام فلا يضره إذا ذهب ليؤدي دوراً ثم يعود ولكن أن يتركه بلده وهو ينزف ليعيش غريباً فهذا يعني أنه سليب الكرامة”.

وأوضحت سليمان أنها قامت بأداء بعض الأدوار الكوميدية مثل مسلسلي “دبل فيس وحكي نسوان” وبعض الأدوار في الكاميرا الخفية لكن أفضل ما تقوم به هو التمثيل الذي يرتبط بالواقع معتبرةً أن أهم الممثلين وأقربهم إليها هو الذي يعطيها الثقة بالنفس.

ودعت سليمان المؤسسات المنتجة للفن سواء كانت رسمية أو خاصة الى ان تهتم بالمثل والقيم والاخلاق وان تخرج صورة المراة في التمثيل من دائرة التجارة لتسهم في بناء ثقافة فنية حقيقية تقدم إلى المستقبل تاريخ الوطن وحضارته.

وبينت سليمان أن الثقافة والقراءة والمطالعة والتعرف إلى الناس يصقل شخصية الفنان إضافة إلى أنها تساهم في مقدرته على تجاوز الأخطاء الاجتماعية وإعطاء ما هو جديد وخاصة أن مجتمعاتنا تثق بالفنان وتوليه أهمية كبيرة.