الشريط الإخباري

مواهب شعرية مختلفة تطرح قضايا اجتماعية وإنسانية في مديرية الثقافة بريف دمشق

دمشق-سانا

أقامت مديرية الثقافة بريف دمشق مهرجانا شعريا شارك فيه عدد من الشعراء الذين اختلفت محاولاتهم بين النثر والموزون بنوعيه التفعيلة والشطرين وتنوعت المواضيع في المجال الإنساني والوطني في ثقافي الميدان .

وألقى الشاعر صالح الصالح قصيدة بعنوان “الفتاة الحرة” عبر فيها عن قصة شعرية مجدت قيم فتاة ترفض السوء والانزلاق إلى الخطأ بأسلوب شعري من البحر الكامل الذي تميز بعفويته وتعامله مع النص بشكل إنسيابي حيث يقول “لملم اساورك الثمينة واعتذر حالا وغادر أنا لم أكن أهوى اللآلى والجواهر والاساور انا لم أكن في ذات يوم سلعة من كل تاجر النور في قلبي الكبير فكيف تخدعني المظاهر”.

وجاءت قصيدة الشاعر وسام رحال “ماذا سأحكي” معبرة عن عواطف شاب في مرحلة عمرية تهتم بالغزل الشبابي وتعرض للقضايا الاجتماعية بشكل بسيط قريب إلى الخطابة والمباشرة فقال “ماذا سأحكي للوسادة .. بعدما أفنيت عمري في السهاد ألم نزف من حنين .. يا أجمل الغصات في الشريان” .1

في حين جاءت محاولة محمد عصام قدور مقتصرة على نزعة عاطفية بشكل مقفى بعيدا عن الوزن والموسيقا دون الوصول إلى مستوى الشعر فقال في قصيدة “أنت شمس والجميلات أقمار” ” أنت شمس والجميلات أقمار .. منك اليهن تسري أنوار تعيرين الجمال بعض ما لديك .. كما السواقي تغذيها أنهار”.

واتت قصيدة الشاعر هاني درويش مجمع الاضداد بنزعة إنسانية تمجد الاخلاق الحميدة والمناقب الحسنة مستخدما تفعيلات البحر البسيط والقافية ذات المنال الصعب على حساب العاطفة والصورة فقال فتش خلاياي تلق الحب منتشرا أنى نظرت وحقدا غاضبا معه اني وحق همامات تكابدها نفس الكريم وعشق الحسن يطبعه.

أما مليكة محمد التي رصفت كلاما باللهجة المحكية بعيدا عن الوزن والشعر فاقتصرت على حسها الوطني وعاطفتها الجامحة متأثرة بما يدور من مؤامرات ضد سورية فقالت في نصها الذي جاء بعنوان1 “الجمل كثرت سكاسينه” “قال المثل وخير الاقوال ما نحنا ناسينه .. أم الحقيقة تقول لطاح الجمل كثرت سكاسينه سورية يا أم الشريد برموش العين تحطينه .. تشردنا اليوم وكل يدور صلاح امره ومضامينه”.

كما ألقى زكريا مفلح خاطرة بعنوان “دعوة للسهر مع الوحيد” طرح فيها قضية اجتماعية تقارن بين الحزن والفرح بأسلوب بسيط يمتلك محاولة جادة للكتابة فقال “سنبكي قليلا.. وسنضحك قليلا .. لن نفرق ما بين الامرين فاللحزن شعور .. وللفرح شعور آخر .. وللشعورين دمع يسيل على الخدين”.

وكان نص الشاعر سامر الخطيب هنا دمشق مفعما بالوطنية والنقاء ويرقى كثيرا الى حد الشعر وينم عن خبرة في الكتابة تجاوز صاحبها كثيرا من الطريق ومنها  “هنا دمشق مقام العطر والدرر.. هنا مواسم أهل الحق والاثر هنا السماوات سبع كلما نطقت .. عين لشمس سقاها خادم القمر هنا السنابل القت قمح بهجتها والياسمين يلف الكون كالطر”.1

غير أن قصيدة الشاعر الدكتور محمد العتيق جاءت بعنوان ” في الزمن القادم أحيا” معبرة عن فلسفة ذاتية تستنكر الخيانة والغدر وتمجد المحبة والتفاوءل فقال “سهم أنا والحرف قوس .. ورمايتي أفق ونفس .. أاصب مائي في سمائي.. هيا امتلىء والنبع كأس حتى أصير مجاز ضوء .. أحيي المدى والروح تأسو” جاءت المشاركات الشعرية متباينة ومختلفة بين مستوى جيد وآخر مقتصرا على رصف الكلام وحب الكتابة ضمن محاولة استقطاب ناجحة للشرائح المثقفة .

وفي تصريح لـ سانا قالت مديرة الثقافة بريف دمشق ليلى الصعب أن “سبب كثرة الشعر الضعيف هو انتشاره عبر المنتديات الخاصة التي لا تمرر ما تقدمه على نقاد او خبرات وهذا قد ينعكس سلبا على الساحة الثقافية” مبينة استعداد مديرية الثقافة لاحتضان كل المواهب الأدبية لكل أجناسها .

محمد خالد الخضر