الشريط الإخباري

التعريف بالمايسترو والأوركسترا بمحاضرة لوضاح رجب باشا

دمشق-سانا

في محاضرته عن قائد الأوركسترا عرف الباحث الموسيقي وضاح رجب باشا المايسترو بأنه الشخص الوحيد الذي يقف على المسرح وظهره إلى الجمهور ليقود فرقة موسيقية سيمفونية بكل أحاسيسه مستخدما عصا صغيرة ومرتديا بزة سوداء سترتها طويلة من الخلف ويقف على مربع خشبي يشرف من فوقه على أعضاء الفرقة ويضع أمامه نوتة موسيقية للمعزوفة المراد عزفها من قبل الفرقة مدونا عليها ملاحظاته ورؤيته الفنية للمقطوعة.sana

وقال باشا في محاضرة ألقاها بالمنتدى الثقافي العراقي أمس ضمن سلسلة محاضراته حول الموسيقا العربية والعالمية إن “كلمة مايسترو أصلها ايطالي وتعني المعلم أو الاستاذ وأهم ميزات قائد الاوركسترا هي فهمه لخصائص كل الآلات الموسيقية والايقاعية التي ستستخدم في أداء العمل الموسيقي وكذلك استيعابه لكم كبير جدا من الاعمال الموسيقية العالمية ودراسة حياة المؤلفين الموسيقيين لفهم طبيعة حياتهم وانعكاسها على أعمالهم الموسيقية”.

وأضاف أن المايسترو يجب أن يمتلك شخصية قيادية شكلا وحضورا وإحساسا إلى جانب امتلاك خاصية التمرد الموسيقي لأن انقياده الأعمى لأي عمل يفقده التطوير والرؤية الثاقبة.. كما يشترط في المايسترو اجادته للعزف على أربع آلات موسيقية إجادة تامة مع رهافة الحس والتركيز عند استماعه لأي عمل موسيقي مع الإصغاء التام وضرورة امتلاكه ثقافة موسيقية نظرية غزيرة وإلمامه بتطور الموسيقا عبر العصور مع اطلاعه على الثقافات الموسيقية الأخرى
في العالم.

وتابع المحاضر أن على قائد الأوركسترا أن يتابع بشكل دائم النظريات الحديثة في الموسيقا وأن يتفاعل مع قادة الفرق العالمية.. وأن يتواصل مع الموسيقيين المنفذين للعمل الذي يقوده لدرجة المخاطبة الروحية الدقيقة.sana0

وعند الحديث عن المايسترو لابد من التعريف بالاوركسترا وماهيتها وخصائصها حيث قال باشا إنها “مجموعة من عازفي الآلات الموسيقية المختلفة لأداء عمل موسيقي متوافق حسب مواصفات علم الصوت الأكوستيك في الطابع والمدى والعدد المقرر من العازفين وآلاتهم” مشيرا إلى أن الاوركسترا هي مصطلح أطلق على فرقة تتجاوز أربعين عازفا فيما تتجاوز “الأوركسترا السيمفونية” خمسة وثمانين عازفا وتوءدي الأعمال الموسيقية الكبيرة.

أما اوركسترا الحجرة فيتراوح عدد أفرادها بين خمسة عشر وخمسة وأربعين عازفا فيما تضم أوركسترا الوتريات أسرة الكمان كالكمان الغربي والتشيلو والفيولا والكونترباص وهناك اوركسترا المسرح والميوزيكا واذا كان عدد عازفيها قليلا تسمى بعدد عازفيها كأن نقول خماسي أو رباعي.

واستعرض المحاضر تاريخ الأوركسترا منذ نشأتها في القرن السابع عشر مرورا بأشهر الفرق في القرن الثامن عشر كأوركسترا لايبزغ ودرسدن ومانهايم وباريس ثم تحدث عن الأوركسترا في كل من العصور الرومانسية والاتباعية والابداعية وصولا إلى عصرنا الحالي بعد أن أصبحت الأوركسترا أكثر جودة ودقة وتقانة في التعبير مستفيدة من التطور الالكتروني في مكبرات الصوت والأجهزة الموسيقية الالكترونية .

ويرى باشا أن أفضل من عمل في التوزيع الموسيقي في العالم هم الموسيقيون ..هايدن وموتسارت وبتهوفن وفاغنر موضحا أنه يمكن لقائد الأوركسترا أن يعيد توزيع مقطوعة موسيقية كتبت صولو لآلة واحدة أو لفرقة صغيرة لتعزفها فرقة كبيرة كما فعل موريس رافيل بمؤلفته “الام الاوزة” بعد أن كتبها لأربع أياد على البيانو أي لعازفين اثنين.

سلوى صالح