الشريط الإخباري

“تشويهات محتملة” يواصل عروضه على مسرح سعد الله ونوس-فيديو

دمشق-سانا

عولت الكويوغراف نغم معلا في عرضها الجديد “تشويهات محتملة” على أعداد العرض الراقص عن قصيدة الشاعر اليوناني يانيس ريتسوس مطوعة الشعر لصالح الجسد في مشروع تخرج قسم الرقص الذي بدأ عروضه أمس الأول على خشبة سعد الله ونوس في المعهد العالي للفنون المسرحية.

وتضافر جهد مصممة العرض ومشرفته مع جهد الفنانة نورا مراد التي أشرفت دراميا على هذا المشروع الذي عمل فيه كل من فنان الديكور المخضرم نعمان جود واسماء الشواف وصولا إلى سينوغرافيا لافتة من حيث اختصارها للزمن والمكان في هذا النوع من العروض التي حاولت المزج بين مستويات شعرية وحركية راقصة في عالم المسرح الجسدي عبر ثلاثة راقصين هم أحمد شعبان ورهف شيحاوي ونورس عثمان.1

الراقصون الثلاثة تعاملوا مع شروط صعبة لم يسعفهم فيها البناء الدرامي للعرض بينما برزت طاقتهم البدنية ولياقتهم على امتداد ثلاثين دقيقة كانت زمن هذا العمل الذي تناول شجون النفس الإنسانية ومكابداتها عبر تعاملهم مع قطع ديكور خشبية أخذت شكل بيوت بدت وكأنها تعترض انطلاقتهم وحيويتهم عبروا عنها بقوة من خلال اشتباكات كتلهم على الخشبة ووفق تقنيات الرقص المعاصر الذي يرتكز على دلالات وايماءات الجسد وقدرته فوق الشعرية للتعبير عن هواجس الإنسان وعذاباته الداخلية وارتطامه المتكرر مع المحيط والغيب.

العرض الذي أعد ونسق له الموسيقي الفنان محمد عزاوي وصمم له الإضاءة أماني فرج قدم خبرات عديدة لطلاب الرقص على الرغم من بنيته الدرامية المنفلشة الا أن تصميم الرقصات كان عاملا رئيسا في انقاذ “التشويهات المحتملة” والدفع بالراقصين الثلاثة إلى اللعب الحر والبريء محاولين تحقيق انسجام متواصل ظل رهين تنافر واضح بين كتل أجسادهم.

وركز “تشويهات محتملة” على اختبار قدرة طالب الرقص على أداء تمثيلي برز من خلاله التنويع على الحركة والايقاع والتعامل مع قطع الديكور والإضاءة التي جاءت هي الاخرى ذكية وموظفة لصالح المزج المستمر بين مستويات عدة من انطلاق الجسد وانكفائه وشلله إزاء الحرب وما تتركه من آثار نفسية لا تمحى على شكل هذا الجسد وقدرته على التكيف مع الموت كحادث يومي.

القصيدة التي تناولها العرض للشاعر اليوناني تقول وضعوا المرآة في الصندوق وبدثار غطوا الصندوق بامكانهم الان أن يتحركوا بحرية أن يسعلوا ويركعوا أن يأتوا بايماءات أن يلقوا ماء بإصرار إلى الزهور الورقية الكليمة في الإناء ومع ذلك فقد ظلوا من جديد صامتين وجلين يخيم عليهم الحزن لا يتحركون خوفا من أن تكون المراة قد ظلت تعكس صورهم بمبالغة مهولة وهي تلتقطهم من أسفل إلى أعلى فيبدون باقدام ضخمة وبلا رؤوس على الاطلاق.1

يذكر أن عرض “تشويهات محتملة” من إنتاج وزارة الثقافة المعهد العالي للفنون المسرحية وتعاون فني كل من حور ملص ونزار بلال وعمار الحامض وسعيد الاحمر ونبيل الاسود والدكتورة هبة بيروتي وصمم الأزياء ولاء طرقجي ونفذها مروة شربجي واشرف فنيا على تنفيذ الديكور كنان جود وغيث مرزوقي وفارس خليف تركيب اضاءة.. اسعد سنديان ورامي الضلي وطاهر سلوم.. تركيب وتنفيذ الصوت.. ابراهيم عبود والفريق التقني.. كل من سامر طنجي ومحمود فرواتي وبادارة منصور نصر.

سامر اسماعيل

انظر ايضاً

“تشويهات محتملة” يواصل عروضه على مسرح سعد الله ونوس