الرخام يبتسم لأصابعي.. قصائد لهادي دانيال تحفل بشوق المغترب لوطنه

دمشق-سانا

الرخام يبتسم لأصابعي مجموعة نصوص شعرية للشاعر هادي دانيال حملت مواضيع مختلفة بين الغربة عن الوطن والمؤامرة على سورية وجرائم الإرهاب ضد الإنسانية بشكل عام.

دفعت الغربة الشاعر دانيال للألم والذكريات فكانت دمشق أول ما جاء إلى ساحة خياله ففاح العطر وتفتحت الورود وتدفقت الأنهار وطلعت النحلة من خليتها لتوءدي واجبها الكوني في عالم لا يوجد فيه إلا البهاء والجمال فقال في قصيدة “وله الغريب”..

أتنقل كالنحلة العاملة .. بين أزهارك الجبلية .. أمضغ اشتم

أقطف وردتك الذابلة بين نهرين من ياسمين دمشق .. وأغرق في لجة

من ندى البتلات .. فيوقظني قرص شهد .. يسيل على فمي المر.

ويعيش دانيال الماضي والحاضر فتتداعى الذكريات وتقوم الذاكرة بالنسيان أحياناً وبالاندفاع للوراء مرة أخرى فيصل إلى عصارة الألم والحنين يقول في قصيدة “إذا لم يكن لن أكون”..

أوصدت باب الماضي بركلة يائسة من الهوى .. في الهواء ..

وأنا أقفل قلبي على آخر طعنة .. وأمسكت ممحاة الوقت الذاكرة من

ياقتها وألقت بها في بئر معطلة وسدت فوهتها بصخرة النسيان.

وتهل على ذاكرته رائحة بلاده فيحلق دانيال إلى سماء اللاذقية ويتخيل بهاءها وجمالها في سمائها عبر أسلوب رقيق مليء بالمشاعر والعواطف يتدفق بالعفوية والشوق يقول في قصيدة “سماء اللاذقية”..

سماء اللاذقية في نهار السبت مظلمة .. فترتطم الغيوم ..

وتستبق البروق وعودها لكن دمع الله يسبقها انهماراً يغرق

الطرقات والغابات .. يغسل عن حجارتها ظلال الوحش يعبرها إلى

كهف من الماضي .. على عتباتها وقف الزمان وطالت اللحظات.

ولا ينسى دانيال ما حصل لأطفال حمص عندما هاجمتهم يد الإرهاب وهشمت بهاء حياتهم فكانت الحزن مضمخاً بالحروف لاسيما أن هؤلاء الأطفال موسم الوطن المقبل وأمله المشرق ربيع أهلهم الحقيقي قال في قصيدة “أطفال”..

كي أقارب قارب طفل يجدف صوب مرايا ملائكة مثله بمريلة

ودموع يسوعية .. قبل أن يتحطم هذا الزجاج الإلهي في عكرمة

دفتر رسمت طفلة الوعد في صفحة منه مصنع أحلامها

كان بابلو نيرودا يرتل خمسين قصيدة حب .. بينما العرب

المتأسلمون يبيدون خمسين طفلاً ..في بلاد مهد البراءات.

ويطلق دانيال صرخة يتحدى فيها الأعراب الذين تكالبوا وتآمروا على دمشق بصفتها الرمز الحقيقي لسورية وللأصالة معتبراً أن الشعب السوري سيبقى قوياً ومناضلاً مهما تحداه الأعراب ومهما حاولت أمريكا بأدواتها المجرمة أن تنال منه قال في قصيدة “ما هم أن تنبحنا الأعراب يا دمشق”..

أن ينعب الغراب في سماء الرقة .. أو يلغ الذئب دماً في الطبقة

ما الفرق يا ضباع زمن .. جيفتها خنزيرة تبعق حتى تلد المنشق

والمنشقة في ليلة تفتر عن خنجرها .. شفتها الذابلة المزرقة ..

هذا جدارنا الأخير يا وجود داعش أمريكا أمامنا .. وخلفنا ثوار

آل ستان واليهود .. ما هم.

ويجد القارىء تفاوتا في مستويات القصائد بين بديع يصل إلى مستوى الشعر بشكل لائق بسبب ما يكمله من دلالات وصور وبين قصائد ترهلت بسبب المباشرة وفقدان الموسيقا والضغط على الألفاظ حتى تكونت العبارات كما أن النصوص غلب عليها عدم الالتزام بالموسيقا والوزن في الوقت الذي التزمت فيه بوحدة الموضوع والروح الوطنية.

محمد الخضر