ملتقى دلبة مشتى الحلو الثالث للثقافة والفنون يختتم فعالياته

 

طرطوس – سانا

يختتم ملتقى دلبة مشتى الحلو الثالث للثقافة والفنون والمقام تحت عنوان “سورية ارض الروح” فعالياته مساء اليوم بتقديم عرض لفرقة باليه اطفال مشتى الحلو وحفل لكورال مشتى الحلو ومن ثم تكريم المشاركين بعد خمسة ايام كانت حافلة بالنشاطات الفنيةوالموسيقية والثقافية والاجتماعية المنوعة.

ويقول وائل صباغ لمشرف على الملتقى ل”سانا”: ان أهمية الملتقى تاتي كونه يقام في الهواء الطلق  وما يخلفه ذلك منتفاعل جماهيري يولد حوارا فكريا على اتجاهين الاول في تفاعل الفنانين مع بعضهم البعض من خلال اطلاعهم على تجاربهم الفنية بشكل مباشر تصويرا ونحتا وايجاد حوارات مستمرة لعدة ايام يستطيع كل فنان فيها ان يقدم فكرته ومشروعه الجمالي على طاولةالحوار الجمعي لتطوير هذا المشروع والاستفادة والافادة بين الجميع.

ويتابع صباغ: إن الإتجاه الثاني  يكون بتفاعل الجمهور بشكل عام مع الفنانين حيث يمكن لكل زائر ان يشاهد الفنانين وهم يقومون بتنفيذ العمل وبالتالي روءية مراحل تحولاته والتفاعلاتالفكرية والتقنية التي تشكل كافة عمليات التحليل والتركيب الجمالي حتى يتوصل الفنان بواسطتها الى اخراج العمل الفني سواء كانت لوحة او منحوتة الى الوجود وهو ما يسمى الخلق الفني موءكدا ان اللقاء في  ملتقى دلبة مشتى الحلو هو مثال للتفاعلالثقافي الفني الانساني الحضاري.

كما أقيم في الملتقى معرض للفنان التشكيلي علي سليمان الذي قدم ستة عشر عملا فنيا بتقنية الزيت على القماش من تجربته الاخيرةوبأحجام كبيرة وعنها يقول: إنه مع ولادة ادم وحواء ولد السلام وعبرهما كانت التفاحة في رمزيتها الدالة على الخطيئة فكانت اولى الخطايا ومن بعدها تكررت الخطيئة بقتل قابيل لاخيه هابيل لتتالى مجموعة الخطايا الانسانية بانفجارات كونية والتي كنتارمز لها دائما باعمالي بالتفاحة مبينا ان هذه الرحلة مع التفاحة التي كانت تتجدد كل عشر سنوات بانفعالات لونية جديدة تشكلت في اعمال فنية جديدة ولدت في مرسمه الخاص.

ويتابع التشكيلي سليمان: ان بقايا التفاحة تظهر عبر مجموعة الالوان في اللوحة وهي ترمز في انفجارها للحالة التي وصلنا اليها في سورية في انتظار الولادة من جديد ليعود وطننا الىجماله والقه وحضارته وفكره وثقافته بهمة وعمل وجهد اهله المحبين والمبدعين .

ويوضح الدكتور سليمان الذي وقع كتابه بعنوان “التحول” خلال الملتقى على هامش معرضه ان هذا النشاط الثقافي الذي تميزت به مشتى الحلو منذ اكثر من عشر سنوات صار طقسا ثقافيا وفنيا سنويا ينتظره الفنانون والناس على حد سواء  ليتشاركوا الفعل الفنيوالثقافي ويتفاعلوا فكريا وروحيا مما يبشر بقدرة السوريين على النهوض مجددا وصناعة الغد الافضل والمستقبل الجميل.

وضم الملتقى في مجال التصوير الزيتي ثلاثة تشكيليين هم سائدسلوم ويوسف البوشي وصالح الخضر حيث قدم كل منهم لوحة زيتية ضمن الاسلوبية الخاصة به وبمواضيع تنتمي للتجارب الاخيرة لكل منهم.

وعن عمله يبين التشكيلي سلوم ان لوحته تحمل روءية جمالية تقوم على اسلوب مركب ما بين اسلوبين فنيين هما التعبيري والسرياليحيث يختزل من خلال الاسلوب التعبيري التكوين التشكيلي وفي جانب اخر من العمل اعتمد الاسلوب السريالي القائم على الحالة الغرائبية لمكونات العمل القائمة على علاقات انسانية ووجدانية فيما بينها .

وقدم كل من النحاتين محمد بعجانو وأبي حاطوم وعلاء محمد ثلاثةاعمال نحتية بخامة الخشب مستخدمين الاسلوب التعبيري ورمزية المرأة كبطل لاعمالهم وكل حسب اسلوبيته الخاصة.

النحات بعجانو قدم عملا يجسد المرأة وهي بحالة تحول الىعصفورين باسلوب تعبيري  وعن الملتقى يوءكد اهمية تشجيع مثل هذه النشاطات في كل المناطق السورية ليكون هناك دائما عمل فني وثقافي يرفع الذائقة الفنية لدى الناس وفي الوقت ذاته يتم اتاحة الفرصة امام النحاتين للاستمرار في العمل والمساهمة في إغناء الحياة الثقافية والفنية في المجتمع وان كان المردود المادي رمزيا فالاهم هو ما ينتج عن هذه الملتقيات من اعمال فنية مهمة تكون ذاكرة للأجيال القادمة.

وضمت فعاليات الملتقى خلال ايامه الخمسة حفلا غنائيا وموسيقيا لفرقة بيات وحفل للفنان غابرييل عبد النور وعرض ازياء للمصمم علاء سركيس حيث شهد الملتقى إقبالا جماهيريا كبيرا من أهالي مشتى الحلو وعدة مناطق من سورية والذين عبر عدد منهم عن إعحابهم بما شاهدوه من فعاليات وأعمال فنية على أمل أن يكون الملتقى في العام القادم بفعاليات اوسع واجمل وقد تعافى وطننا وعاد كما كان يسوده الامن والامان.