مرحلة المنتصرين

حدد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم يوم الاربعاء الماضي الملامح والخطوط الرئيسية لمستقبل سورية بأيدي أبنائها الشرفاء المنتصرين الذين رفضوا كما في كل محنة وعدوان المساومة على سيادة الوطن وقدموا التضحيات الجسام في سبيل ذلك.‏
كما وضع الرئيس الأسد المنهج الصحيح لاستعادة صناعة القرار في المنطقة من أيادي المأجورين والعملاء واللصوص وممولي الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحدة والغرب، لتحقيق مصالحه في المنطقة ومحيطها الإقليمي على حساب أمنها واستقرارها.‏
وكعادته ركز الرئيس الأسد في خطابه على القضايا الجامعة وطنياً وقومياً، وتحدث بصوت كل مواطن سوري وعربي شريف وسجل تاريخاً سورياً جديداً مشرفاً في كتاب تاريخ المنطقة والعالم والذي يستند الى حقائق انتصار سورية على العدوان الإرهابي، وتأثيراته الاقليمية والدولية والتحولات التي بدأت تأخذ اشكالها السياسية والاقتصادية على صعيد العمل والحوار بين القوى والتكتلات الدولية وداخل أروقة الأمم المتحدة، حيث كان لصمود سورية بوجه العدوان الإرهابي الأثر الكبير في عودة الصوت المنادي بالقانون الدولي وسيادة الدول، متمثلاً بالموقفين الروسي والصيني وبكسر هيمنة الولايات المتحدة على صناعة القرار الأممي.‏
وذلك فرض وسيفرض مزيداً من القواعد الجديدة في العلاقات الدولية والاقليمية في المستقبل وتركيز الرئيس الأسد على محورية القضية الفلسطينية وعلاقة ذلك بالصراع في المنطقة مرتبط بالتحولات الجديدة التي فرضها انتصار سورية على العدوان.‏
وفي الشأن الداخلي أصبح الوضع ماقبل الخطاب ليس كما بعده، فالدولة السورية التي لم تفقد طوال العدوان متعدد الأوجه أي جزء من مقوماتها، ولم تتخل عن مسؤولياتها تجاه مواطنيها، تعود لتعزز وترمم عناصر قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية وموقفها الجيوسياسي بحنكة قيادتها والتصاقها بتطلعات شعبها وارتكازها في سياستها الخارجية على حرمة المس بسيادة سورية ومصالح الشعب السوري، وضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ووحدة ترابها في المقام الأول.‏
ويأتي جمع الرئيس الأسد في خطابه بين الاستمرار بمكافحة الارهاب دون هوادة وتعزيز المصالحات الوطنية والانطلاق بإعادة الإعمار فتحاً لمرحلة جديدة تكرس حقيقة انتصار الشعب السوري على العدوان وما ينتج عنه من رسائل للداخل والخارج فحواها أن سورية التي كانت دائماً عصية على الأخذ هي نفسها التي ترسم مستقبلها والمنطقة، وستكون أشد بأساً في ترسيخ ثوابتها وحقوقها المتماهية مع حقوق الامة.‏
إن تنفيذ مضامين خطاب الرئيس الأسد الوطنية يحتاج الى تضافر كل الجهود الوطنية الشريفة والتركيز على السير لتحقيق هذه التطلعات بما يخدم الهدف الأسمى وهو العودة السريعة لدورة الحياة الطبيعية الى ربوع سورية بكل مناحيها.‏
والشعب السوري الذي واجه أعتى عدوان في التاريخ وقدم للعالم دروساً في التضحية في سبيل الوطن والعزة والكرامة والدور والمكانة الحضارية، قادر على استنباط الحلول والوصول الى اهدافه المنشودة مادامت الرؤية أمامه واضحة والخطة محكمة والحكمة والعقل مقترنين بالعمل والفعل.‏
لقد وضع خطاب القسم سورية أمام مرحلة تتطلب إعلاء مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى، والشعب السوري الذي اختار تقديم التضحيات الجسام دفاعاً عن عزته وكرامته التقط رسالة الرئيس الأسد وانطلق ليحولها أفعالاًحقيقية على ارض الواقع.‏
صحيفة الثورة
بقلم أحمد ضوا

انظر ايضاً

لجنة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تعلن انتهاء عملية التصويت وبدء عملية فرز الأصوات

طهران-سانا أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات الوطنية الإيرانية محسن إسلامي عن انتهاء عملية التصويت، وإغلاق …