الشريط الإخباري

مسلسل بنت الشهبندر السوري يفتح بابا عريضا أمام أعمال البيئة البيروتية

دمشق-سانا

يدخل مسلسل بنت الشهبندر منطقة لم يسبقه إليها غيره من الأعمال الدرامية السورية فهو يقدم تمازجا جميلا لأسرة سورية دمشقية تعيش في أحد أحياء بيروت أيام الاحتلال العثماني وكبيرها أبو راغب الذي أدى دوره فنان الشعب رفيق سبيعي هو زعيم ذلك الحي برغبة سكانه لما يتمتع به من حكمة ورجولة ومكانة عالية مما دفعهم لتنصيب ابنه راغب الذي يؤدي دوره الفنان قصي خولي ليكون زعيما لهم بعد وفاة والده لما ورثه عنه من رجولة وحكمة وشجاعة.

بنت الشهبندر ناريمان التي تلعب دورها الفنانة سلافة معمار هي مركز حبكة العمل بعد أن تزوجها ابن الزعيم زيد الذي يؤدي دوره الفنان قيس الشيخ نجيب وهو الابن الأصغر للزعيم وخليفته نتيجة خلاف راغب مع أبيه ولكنه يختفي في ظروف غامضة ويعود راغب ليتوج زعيما بعد وفاة والده ويطلبها للزواج وهو العاشق لها قبل أن يتزوجها أخوه وضمن هذا الخط الدرامي تتداخل عدة خطوط درامية بسيطة عن حياة وعلاقات أهل الحي البيروتي.

الحكاية القائمة على الصراع بين مشاعر الحب والوفاء قدمها كاتب العمل هزوان عكو بطريقة سلسة وحوار رشيق دون تعقيدات مختلقة إلا ان الإطالة في الأحداث وعدم احتمال القصة لكل تلك الحلقات أدخل العمل في بعض الملل من ناحية السياق والأحداث مما كان يستلزم خطوطا درامية أخرى ترفع من سوية التشويق وتصنع حدثا يوميا وآنيا يحافظ على شد المشاهد إلى العمل وجزئياته ويجعله في حالة ترقب للقادم من الحلقات ولكن بذات الوقت يحسب للنص السبق في تناول بيئة جديدة تظهر عمق العلاقات بين مدينتي دمشق وبيروت عبر تمازج أهلهما وحياتهم المشتركة في وقت من الأوقات.

المخرج سيف الدين سبيعي حافظ في هذا العمل على صورة جميلة كما اعتادها المشاهد منه وخاصة في الأعمال البيئية حيث تزدهي التفاصيل في كادره من ديكور وأزياء إلى جانب الإضاءة وزوايا التصوير في مواقع جميلة ومعبرة عن الفترة التاريخية التي يقدمها العمل إلى جانب قدرته في إدارة الممثلين وإخراج أفضل ما لديهم ومساعدتهم على تأدية أدوارهم بحرفية عالية وبما ان العمل يقدم عددا كبيرا من الممثلين اللبنانيين ويعرض مدينة بيروت في فترة تاريخية حافلة بالأحداث فهذا يشرع بابا عريضا على أعمال البيئة البيروتية القديمة والذي يتوقع أن يستفيد منه القائمون على الدراما اللبنانية ليقدموا سلاسل درامية في هذا السياق.

الأداء التمثيلي لأغلب أبطال العمل كان في سوية عالية وقدم البعض منهم أدوارا وكركترات جميلة لم تقدم بمثل هذا الشكل من قبل مثل شخصية حنا التي أداها الفنان عبد الرحمن قويدر بكثير من الحرفية العالية والأداء المميز كما أدت الفنانة ديمة الجندي شخصية شلبية” بطريقة خفيفة الظل وقدمت كركترا للخاطبة لم يعتاده المشاهد السوري أو العربي من قبل.

عناصر العمل الفنية والتقنية تكاملت لتعطي نتيجة محببة لدى الجمهور واستطاع بنت الشهبندر أن يحجز لنفسه حصة من المتابعة خلال الموسم الرمضاني وضمن عدد كبير من الأعمال السورية والعربية والمشتركة مما يثبت صحة رهان منتجيه على أسماء فنية سورية مميزة وقادرة على تقديم أعمال مهمة حتى في مجالات درامية جديدة لم يتم الاستثمار فيها بعد.

محمد سمير طحان