الشريط الإخباري

الموسيقي شعلان الحموي : الإعلام مسؤول عن تعزيز الموسيقا الجادة

دمشق – سانا

يحقق عازف الكمان شعلان الحموي حضورا مميزا في ميادين موسيقية منوعة الى جانب عزفه بحرفية عالية على الته التي يعتبرها شغفه وتحديه الدائم فهو مؤلف موسيقي وملحن وموزع مميز للأغاني والمقطوعات الموسيقية الالية ويقدم احساسا موسيقيا خاصا في المقطوعات الموسيقية المغناة بالإضافة لكونه يدرس الموسيقا والعزف للشباب والاطفال بحب وتفان عال.

وعن هذه المجالات الموسيقية المنوعة وأقربها إليه عن غيرها يقول الموسيقي الحموي في حديث لـ سانا .. استفدت من كوني عازفا في تجربتي بالتأليف والتوزيع الموسيقي لأن تأليف الموسيقا لآلات معينة يتطلب المعرفة بتفاصيل هذه الآلات وإمكاناتها الصوتية والتقنية مبينا انه ينفذ اعماله الموسيقية بنفسه في معظم الاحيان أما التدريس فهو نشاط أكاديمي بحت في حين أن العزف والتأليف والتوزيع مجال مستقل.

ويعتبر الحموي انه يقوم بالعمل الذي يحبه ويؤلف الموسيقا ويعزف وفق قناعاته الفنية أولا دون أن يتأثر بمتطلبات السوق والنهج الاستهلاكي في الفن فهو يدخل في اي مجال موسيقي يفتح أمامه بعفوية وشغف حيث لحن ووزع الاغاني وألف الموسيقا التصويرية وموسيقا البرامج لكن رغم ذلك فهو يرى أنه “لا يزال في بداية الطريق ويطمح لتقديم المزيد في كل هذه المجالات”.

وحول تأثير الازمة على عمله يوضح الحموي انه ككل الفنانين السوريين تأثر عمله بشكل سلبي حيث لم يعد هناك فعاليات موسيقية ومهرجانات كالسابق وأصبحت المشاركات الخارجية نادرة بحكم الحصار المفروض علينا ما أثر سلبا على المردود المادي لكل الموسيقيين.

لكن من جهة أخرى فإن قلة الحفلات الموسيقية كما يبين أتاحت له الوقت أكثر للتوجه نحو التأليف والتوزيع الموسيقي فقدم اعمالا تتماشى مع قناعاته الفنية وابتعد عن النمط الموسيقي السائد ليؤكد أن هناك شريحة كبيرة من الجمهور ما زالت تؤمن وتبحث عن الفن الراقي والجميل وهذا ما شجعه على المتابعة بذات الخط الموسيقي.

ويتابع.. ما زال الكثير من الموسيقيين السوريين يتابعون عملهم كعازفين أو مدرسين رغم الظروف الصعبة في ظل الازمة وهذا جهد عظيم يستحق التقدير فمن الصعب أن تنتج فنا في زمن الحرب وتقدمه للجمهور بطريقة فنية راقية وهذا أسهم بشكل كبير في حماية الموسيقا الجادة في سورية عبر سنوات الأزمة.

ويرى الحموي ان القائمين على المؤسسات الثقافية هم المسؤولون عن تطوير الموسيقا في سورية الى جانب دور وسائل الاعلام الرئيسي في نبذ الفن الرديء والاستهلاكي وتعزيز الفن الراقي والجاد ما يسهم في تطوير ذائقة جماهيرية واعية فنيا.

ولا يجد الحموي ان مغادرة عدد من الموسيقيين السوريين نحو الخارج سببت تراجعا في الحركة الموسيقية في سورية فوجودهم في عدة دول من العالم وممارستهم لنشاطهم الموسيقي يصب في مصلحة النتاج الموسيقي السوري كله ورغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها ما زال العازفون السوريون هم العمود الفقري لمعظم الفرق الموسيقية ولأهم التسجيلات الفنية على مستوى المنطقة العربية.

وعن حال الاغنية السورية يشير الحموي الى انه ليس هناك حضور للأغنية السورية على الساحة الفنية العربية رغم وجود عدد من الملحنين والمطربين بمستوى عالي ومميز وهم يقدمون أغنيات راقية في مضمونها ولكنها لا تترك اثرا في زحام الفن الرديء السائد وذلك يعود بالدرجة الاولى لتقصير الإعلام في نشر أعمال هؤلاء الفنانين مؤكدا أنه لا يمكن الاستمرار بتقديم أغنيات راقية دون دعم إعلامي.

وعن استفادة الاغنية السورية من انتشار الدراما السورية ونجاحها يقول الحموي.. ان الدراما السورية اليوم رغم انتشارها الكبير ليست كما كانت في أيامها الذهبية ومستواها الفني في تراجع وبدأ مؤخرا ميل صناع الدراما إلى الاعتماد على مطرب مشهور لغناء شارة المسلسل كنوع من التسويق للعمل وغالبا يتم اختيار مطربين ومؤلفين وملحنين غير سوريين.

وحول امكانية التخصص مستقبلا بأحد المجالات الموسيقية كالتأليف او التوزيع او العزف او التدريس يقول الحموي.. ان هذه المجالات متكاملة وهي وجوه حاضرة في حياة أي موسيقي بغض النظر عن اضطرار الفنان أحيانا للعمل بمستوى او شروط فنية غير جيدة لسد تكاليف العيش مشيرا الى انه يزاول هذه المجالات كلها بدافع الحب وليس بهدف المردود المادي طامحا في المستقبل الى العمل في مجال الموسيقا التصويرية الدرامية وموسيقا الافلام السينمائية بشكل اوسع واكبر.

ويعبر الحموي عن تفاوءله بمستقبل الموسيقا في سورية ويختم حديثه قائلا.. أثق بمقدرة السوريين على تجاوز كل الظروف وتخطي شبح الموت طالما يعشقون الفن ويتابعون النشاط الموسيقي بزخم واصرار كبير رغم الأزمة وهذا يعطي الأمل بمستقبل موسيقي واعد في سورية.

والموسيقي شعلان الحموي من مواليد 1982 يحمل إجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا بدمشق صف البروفيسور يفجيني لوغينوف عام 2007 اختصاص كمان وعمل عازفا في عدة فرق منها الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية وفرقة الموسيقا العربية وأوركسترا الحجرة السورية والأوركسترا الفيلهارمونية السورية ورباعي صلحي الوادي وثلاثي شام وسداسي حمص الوتري وغيرها ويعمل حاليا مدرسا لالة الكمان في كلية التربية الموسيقية بحمص ومعهد صلحي الوادي.

كما شارك الحموي في ورشات عمل ومهرجانات منها أوبرا توشا وفلورنسا بإيطاليا وأوركسترا الشباب في ألمانيا والموسيقا العربية في البحرين وعزف مع عدة فرق موسيقية على مسارح عربية وعالمية وهو عازف في فرقة السيدة فيروز منذ 2010 كما عزف مع عدد من كبار الموسيقيين ومنهم بلاسيدو دومينغو وروبيرتو ألانيا وفرقة غوريلاز والياس الرحباني وغيرهم وهو موءلف موسيقي له عدد من موسيقا الأفلام والبرامج كما قام بتلحين وتوزيع عدد من الأغنيات لمطربين سوريين وعرب ويحمل إجازة في الصيدلة من جامعة دمشق.

محمد سمير طحان