الشريط الإخباري

الرئيس الأسد وأردوغان: العلاقات السورية التركية تحولت إلى شراكة استراتيجية فوائدها تعم بلدانا أخرى.. فرض أداء اليمين بالولاء لإسرائيل كدولة يهودية يدل على فاشية إسرائيل وجريمة بحق الانسانية

دمشق-سانا

أجرى السيد الرئيس بشار الأسد أمس مباحثات مع السيد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي.

وأكد الرئيس الأسد وأردوغان في مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات أن العلاقات السورية التركية تحولت إلى شراكة استراتيجية بين البلدين وفوائدها لاتقتصر على البلدين وإنما تعم البلدان الأخرى.

وعبر الرئيس الأسد وأردوغان عن استعداد سورية وتركيا للمساعدة في تشكيل حكومة عراقية تتمكن من تحسين الوضع الداخلي وتحقيق اتفاق وطني يجمع كل الأطياف العراقية ويحقق وحدة الشعب العراقي ويحسن العلاقات مع الدول المجاورة.

20101011-212811.jpg

فقد أعرب الرئيس الأسد عن سعادته بالمستوى الكبير الذي وصلت إليه العلاقات السورية التركية وقال: لانلتقي مرة إلا وتكون هذه العلاقات قد قطعت أشواطا كبيرة نسبة إلى اللقاء الذي سبقه.

وأضاف الرئيس الأسد: إن العلاقة السورية التركية لم تعد مجرد علاقة ثنائية بل أصبحت شراكة إستراتيجية بين البلدين لا تتوقف فوائدها على سورية وتركيا وإنما تعم البلدان الأخرى و قد انضم إلى هذه الشراكة لبنان والأردن ونأمل مع الوقت أن تتوسع باتجاه دول أخرى.

وتابع الرئيس الأسد: في هذا الإطار كان اللقاء الذي تم في مدينة اللاذقية منذ أكثر من أسبوع بقليل هاماً جداً وأضاف الكثير لهذه العلاقة.

وقال الرئيس الأسد: تحدثت مع أردوغان قبل المؤتمر الصحفي في القضايا السياسية فقط وهي كثيرة ومعقدة..وسنتابع بعد هذا المؤتمر الصحفي في جلسة موسعة مباحثاتنا بشأن العلاقات الثنائية وسينضم إلينا عدد من المسؤولين من الجانبين السوري والتركي من أجل متابعة هذا الموضوع.

الرئيس الأسد: من الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل بنفس الوقت من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا

وأضاف الرئيس الأسد: ركزنا في الجلسة السابقة على الموضوع السياسي ومن الطبيعي أن تكون الأولوية في هذه الأيام للموضوع العراقي لأن هناك عملية تشكيل حكومة المفترض أنها بدأت مباشرة بعد انتهاء الانتخابات في العراق ومر أكثر من ستة أشهر ولم تتشكل.. ومن الطبيعي أن يكون لدى الدول المجاورة للعراق قلق وأمل بنفس الوقت من أي تغيير يحصل في العراق لأنه يؤثر فينا سلبا أو إيجابا بحسب الوضع في العراق سياسيا وأمنيا..لافتا إلى أن التحدث في هذا الموضوع لا يعني أننا كدول جوار سورية وتركيا أو غيرهما من الدول تتحدث نيابة عن العراقيين ..يبقى العمل والقرار هو للعراقيين ولكن من خلال علاقاتنا مع القوى العراقية من الطبيعي أن يكون هذا الموضوع هو الموضوع الأساسي في المباحثات.

وقال الرئيس الأسد: إن النقطة الأخرى التي كانت محورا هاما هي موضوع السلام الذي نتحدث به دائما ولكن ما استجد منذ اللقاء الأخير بيني وبين أخي رئيس الوزراء في اسطنبول في شهر أيار هو التحركات الدولية الجديدة في هذا الإطار.. تحركات أو مبادرات بعض الدول من أجل تحريك عملية السلام سواء على المسار الفلسطيني أو السوري واللبناني وأطلعت أخي رئيس الوزراء على الأفكار التي طرحت من قبل تلك الدول والمباحثات التي تمت بيننا وبينهم.

20101011-215947.jpg

إسرائيل مستمرة في جرائمها من قتل وحصار غزة وتهويد القدس وتعمل في الاتجاه المعاكس للسلام

وأضاف الرئيس الأسد: إن مضمون هذا الموضوع حتى هذه اللحظة هو عبارة عن أفكار تطرح من قبل بعض الدول..أفكار مازالت أولية ..لا نستطيع أن نحدد تماما إذا كانت ستتمكن من دفع هذه العملية إلى الأمام أم لا ولذلك لن أضيف الكثير الى هذه النقطة بالرغم من أن الأجواء ليست إيجابية.

وأضاف الرئيس الأسد: طبعا هناك كما قلنا مبادرات وهذا شيء جيد ولكن الجو أو الظرف أو المحيط أو متطلبات عملية السلام تبقى في معظمها من قبل الأطراف الأساسية الطرف العربي والطرف الإسرائيلي.. والكل يعرف أن الطرف العربي يرغب فعلا بعملية السلام وفي المقابل فإن الطرف الإسرائيلي يعمل في الاتجاه المعاكس ونحن لا نتوقف عند التصريحات الإسرائيلية التي تصدر من قبل الحكومة أو شخصيات أخرى لها دور في داخل إسرائيل وهي تصريحات ضد السلام و متكررة وتعبر فعلا عن عدم رغبة جدية بالتوصل للسلام.

وتابع الرئيس الأسد: نحن نتوقف أكثر عند الأفعال التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية من قتل مستمر للفلسطينيين وحصار مستمر في غزة ومن جرائم متكررة في الضفة الغربية ومن محاولات تهويد القدس ..لا أقول جديدة فهي قديمة ولكنها ظهرت بشكلها الإعلامي مؤخرا لأن الظروف على ما يبدو أصبحت مهيأة دوليا لدعم إسرائيل في هذا الاتجاه ولكن هذه الخطوة أو غيرها من الخطوات التي تمت سابقا لا تنفصل عن المؤتمر الصهيوني الأول الذي تم في القرن التاسع عشر.. يعني علينا ألا نفاجأ بكل هذه التفاصيل ولكنها الآن تصبح أمرا واقعا مع الوقت.

القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة اليهودية تعبر عن الفاشية الإسرائيلية وهي تأتي ضمن مخطط طويل يسير بشكل تدريجي

وقال الرئيس الأسد: إن القرارات العنصرية التي تصدرها إسرائيل وكان آخرها أمس وأعتقد كان القرار المتعلق بموضوع القسم لمن هم من غير اليهود للولاء للدولة الإسرائيلية اليهودية أو الدولة اليهودية في إسرائيل..بالنسبة لنا هذا يعبر عن الفاشية الإسرائيلية التي تتمثل بالقتل وتتمثل بهذه القوانين وكل هذه النقاط التي طرحتها لا تعطي أي مؤشر جدي باتجاه السلام.

وأضاف الرئيس الأسد: إن الشعب التركي وليس فقط الحكومة التركية الذين وقفوا مع إخوتهم الفلسطينيين خاصة في مرحلة العدوان وحصار غزة .. هم يعرفون الآن أكثر من غيرهم النوايا الإسرائيلية بعد الاعتداء على قافلة السلام التي كانت تريد أن تنقل المواد الأساسية لأهل غزة لكي يؤمن لهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة ولكنها قامت بالاعتداء عليهم.. وهناك مطالب تركية محقة وهي حق على المستوى الوطني و حق على المستوى العائلي لعائلات هؤلاء الشهداء.. أولئك الشهداء الأبرياء.

وردا على سؤال حول الموقف الأخير من المنتمين لحزب العمال الكردستاني وإعادتهم إلى سورية والتدابير والإجراءات المشتركة السورية التركية أو المنفردة في هذا الشأن… قال الرئيس الأسد: هو ليس موقفا طارئا ولم يكن كذلك.. مرت سورية بحالات مختلفة وكان فيها عمليات إرهابية تحت عناوين مختلفة ومن الطبيعي و المفيد أن تسعى أي دولة إلى فتح المجال والأبواب لكل من يريد أن يتراجع عن خطئه لكي يكون قادراً على القيام بهذا التراجع.. لكن المهم أن يكون هناك دائما إطار يحكم هذه العملية وهو إطار وطني يتحدد من خلال المصالح الوطنية التي تجمع عليها مختلف شرائح المجتمع فهذا الموقف ليس فيه شيء جديد هو موقف قديم ارتبط بقضايا أخرى مشابهة وسيبقى موجوداً دائما.. كل من يخطئ يجب أن نفتح له الباب.. يبقى في مثل هذه الحالة أن هناك شيئا مشتركا بين سورية وتركيا من خلال النظرة لهذه العمليات ومن خلال التنسيق الموجود بينهما في المجال السياسي والأمني تجاه هذه العمليات.. ان يكون هناك ربما وضع أطر متشابهة للتعامل معها.

20101011-232933.jpg

وأضاف الرئيس الأسد: إن الإرهابي قد ينتمي إلى دول مختلفة والإطار الوطني يختلف ففي سورية الإطار الوطني هو إطار سوري وفي تركيا الإطار الوطني هو الإطار التركي ولكن المبدأ واحد فالتنسيق في هذا الموضوع بيننا وبين تركيا مهم جدا لكي نحدد إطارا واحدا أو متشابها ولكن بالنسبة للعفو.. هو ليس عملية عفو وإنما باب مفتوح ويجب أن يبقى مفتوحا لفترة طويلة أو ربما يبقى مفتوحا دائما.. لا يجوز أن نقوم بعملية عفو ومن ثم نغلق باب العفو فهي ليست عفواً عن شخص بمقدار ما هي فتح باب لأشخاص يريدون أن يتراجعوا عن خطأ اليوم أو في المستقبل أن يتراجعوا عن هذا الخطأ لكي يعودوا جزءا طبيعيا من مجتمعاتهم في سورية وفي تركيا وفي إيران وفي العراق لكي يخدموا هذه المجتمعات.

انظر ايضاً

المارديني يبحث مع عدد من الوفود المشاركة في مؤتمر الألكسو بجدة آليات تعزيز وتطوير العلاقات التربوية

جدة-سانا على هامش المؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألكسو بدورته الـ 27 المنعقد …