سورية تبدأ مرحلة عمل جديدة-الوطن العمانية

بأداء الرئيس بشار الأسد اليمين الدستورية أمس بعد ـ إعادة انتخابه، خلال الانتخابات التعددية التي جرت أوائل الشهر الماضي ـ تكون سورية قد دشنت مرحلة جديدة لتواصل بها المرحلة التي سبقت أداء القسم، وذلك حين خرج الشعب السوري متحديا آلة الإرهاب المدعومة من قبل حلف التآمر والعدوان، وحاملا روحه على راحته مستقبلا الموت المجاني المنقول إليه عبر أدوات إرهابية وإجرامية تعشق الدماء والتدمير والتخريب والفتن، من أجل أن يدلي بصوته في صندوق الانتخابات واضعا رهانه على من اختاره قائدا قادرا على قيادة هذه المرحلة الجديدة، وليقول للعالم أجمع ولحلف التآمر والعدوان إن الشعب السوري قد استوعب دروس الماضي والحاضر، وبالتالي لا خيار أمام كل المراهنين على تدمير سورية عبر الإرهاب والتدخلات في شؤونها الداخلية والتحريض بين مختلف مكونات مجتمعها، سوى التسليم والإقرار بصوت الشعب السوري وخياراته والاعتراف بحقه وبحريته في الاختيار.
إن اختيار السوريين لقائدهم ورمز ثقتهم الرئيس بشار الأسد، قد أكد عليه الشعب السوري مرتين؛ المرة الأولى حين تحدى وسائل الترهيب وآلة القتل والإرهاب أثناء سير الانتخابات وتزاحمه أمام صناديق الاقتراع، والمرة الثانية وهو يحتفل كل على طريقته بمتابعة ومشاهدة أداء من اختاره قائدا ورئيسا قسم اليمين أمس في القصر الرئاسي لولاية رئاسية ثالثة من سبع سنوات.
أما بالنسبة لوطنهم الغالي سورية فقد أكد السوريون على ذلك من خلال عناوين كثيرة بالإضافة إلى وضع ثقتهم في شخص الرئيس بشار الأسد، منها الثبات في مواجهة الهجمة التآمرية الاستعمارية المحملة بأعتى أمواج الإرهاب وبمختلف أسلحته وصنوفه، وبكثرة الواقفين وراءها، مقدمين درسا مجانيّا للآخرين في الذود عن الأوطان ومكانة الأوطان، وما يجب أن يقدم رخيصا في سبيل بقائها، والتأكيد على دور الجيش العربي السوري كقوة حاضنة لجميع السوريين ومدافعة عن حياض سورية وصائنة لسيادته واستقلاله وحريته، وذائدة عن الشعب السوري موفرة الأمن والاستقرار، وكذلك الابتعاد عن إيجاد البيئات الحاضنة للإرهاب، وتبني خيار المصالحة للحفاظ على سورية وعلى الإنسان السوري من التدمير الذاتي نفسيّا وفكريّا وعقليّا وثقافيّا، وتحصينه من فيروسات التآمر والعمالة والارتزاق، حيث تكاملت حكمة القيادة السورية مع الاستعداد النفسي والفطري للمواطن السوري المغرر به، ومع السوريين الشرفاء الغيورين على سورية، سواء بمراسيم العفو التي يصدرها الرئيس بشار الأسد بين كل حين وآخر، أو تسوية أوضاع المغرر بهم.
وما من شك أن هذا التعاون والتكامل بين الشعب السوري والجيش العربي السوري والقيادة السورية مثلما لعب دورا كبيرا قبل أداء القسم الدستوري، سيلعب دورا أكبر بعده، حيث أكد الرئيس بشار الأسد في خطابه الذي ألقاه بالقصر الرئاسي خلال مراسم أداء القسم استمرار الاجماع على حماية الوطن وإعادة بنائه أخلاقيّا ونفسيّا ومعنويّا وماديّا، والاجماع على القضاء على الإرهاب واستعادة كل من شذ عن الطريق الصحيح إلى الحاضنة الوطنية، بالتوازي مع المصالحات الوطنية المحلية، وعودة الأمن والمهجرين وإعادة الإعمار، وقطع الطريق على أي مخططات خارجية تؤسس على ثغرات داخلية، والاستمرار في الحوار الوطني والانفتاح تجاه كل الأفكار، ليشمل جميع من لم يتآمر على وطنه، ومكافحة الفساد وتبني سياسة الإصلاح الشامل. وبذلك يكون الرئيس السوري قد حدد برنامج عمل المرحلة الجديدة، مؤكدا على أن الإرهاب طريقه وعرة مهلكة وخطرة، ومن يسلكها لا بد أن يحترق بلظاها، فالأدلة الحسية الملموسة واضحة في كل من العراق ولبنان وكل الدول التي أصابها داء مؤامرة (الربيع الغربي).
يمكن القول إن الشعب السوري ـ رغم أصوات النشاز المحسوبة عليه ـ قد دحض وفنَّد دروس الغرب الاستعماري في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بصورة عملية على أرض سورية، وكشف ضعفها وهشاشتها، آملا أن تستفيد منه الشعوب الأخرى التي لا تزال تدفع ثمنا باهظا لهذه الدروس الاستعمارية.