الكاتب والصحفي عادل حديدي حضور رغم الرحيل

دمشق-سانا

يبرهن الكاتب والصحفي عادل حديدي الذي غيبه الموت منذ أيام أن الكتابة تمنح الأديب حضورا رغم الغياب لأن الراحل سيبقى حاضرا في كوابيس مجموعته القصصية المتفردة التي افتتح مسيرته بها في دمشق وانغمس في العمل الصحفي وعاش حياة غير نمطية تميزت بالعبث والانكسارات لخصها في مجموعته القصصية اليتيمة التي اصدرها في نهاية السبعينيات واعاد طباعتها عام 2010.

عادل حديدي ابن مدينة الحسكة الذي رحل عن عمر 62 عاما قضى معظمها في دمشق وكما أجبرته التنظيمات الإرهابية على مغادرة منزله في ضاحية عدرا العمالية أواخر سنة 2013 فإن مرض السرطان الذي غزا جسده أجبر روحه البريئة على مغادرة هذا الجسد.

ويرى الكاتب والصحفي خليل صويلح في تصريح لـ سانا الثقافية أن “القاص المتمرد عادل حديدي الذي اقتحم العاصمة بنصوصه الشرسة صمت باكراً بعد مجموعة قصصية يتيمة هي “كوابيس” وأنه كان واحداً من أبرز جيل السبعينيات القصصي بتفرده وابتعاده عن الشللية الايديولوجية إذ انتسب إلى حياة الصعلكة والتسكع مستبدلاً الكتابة بالعيش وامتصاص أحوال البهجة العابرة لقناعته الراسخة بالخسران وفقدان المعنى وانكسار الاحلام”.

ويضيف صويلح “بدا سلوك حديدي مستهجناً لكنه راكم صورته المعلنة كما يرغب كنوع من الاحتجاج على هزائم حياتية انتهت بأن يفقد بيته في ضاحية عدرا العمالية فابتكر غجريته في مقاهي وحانات دمشق من دون أن ينتسب إلى أحد عدا الألفة الطارئة لبعض آخر المتسكعين حتى اختار مرض السرطان أعز أعضائه فأصاب لسانه كي يصمت شفويا ايضا قبل ان يكمل شغفه بما تبقى له من حياة”.

أما الأديب رياض طبرة فيقول عن الراحل “عرفت عادل حديدي عبر عملنا المشترك في القسم الثقافي بصحيفة تشرين وكان رجلا يميل إلى ممارسة حياة شخصية على النحو الذي يختاره وكان اكثر الشخصيات التي عرفتها دماثة وكرما ووفاء وكانت الحسكة مدينته حاضرة في سلوكه الذي ظل قريبا لكل الاصدقاء والزملاء عميقا في تعاطيه مع المادة لذلك كان مقلا في اعماله لانه يسعى إلى العمق أكثر من الكم”.

ويتابع طبرة “كتب حديدي في مختلف المواضيع الصحفية في الثقافة بالمفهوم الواسع والقضايا الاجتماعية والتحقيقات وكان يمتاز بصمته وابتسامته الوديعة ومن النادر أن نسمع صوته وكان مشروعا خاصا في عالم القصة لكن على ما يبدو ان عالم الصحافة سرقه من عالم الادب”.

وعن ذكرياته مع الراحل يقول الباحث والاديب وائل حنيش “جمعتني مع عادل حديدي مقاعد الدراسة في مدينة الحسكة وكان دمث الاخلاق حلو المعشر مثقفا جريئا ولماحا كما أنه أديب وشاعر وكاتب ملهم وفنان في صياغة الكلمات وعرف منذ ان كنا في المرحلة الثانوية بشغفه للقراءة والكتابة واقامة الندوات والمحاضرات في المركز الثقافي بالحسكة”.

وعن عمل الراحل في دمشق يقول حنيش “غادر حديدي إلى دمشق بعد الثانوية واخذته دورة الحياة في العاصمة فاشتغل في الصحافة وعمل بالثقافة ونشر عدة مقالات ومواضيع وعرف في المنتديات الادبية والفكرية كقامة ادبية لها شأنها كما عرف بحدة طبعه في الدفاع عن الحق وبأنه يلبس مواقفه السخرية لكي يصل إلى ما يريد ليقضي ما تبقى له من عمر في العاصمة العتيقة كما كان يسميها والتي نادمها ونادمته احبته واحبها وكان يقول دائما الشام أم الدنيا “.

ايناس سفان