المتفوقون بطرطوس.. قصص نجاح ومنارات علم لخدمة الوطن مستقبلا

طرطوس-سانا

أرباع وأنصاف العلامات بدت فروقا لا تذكر بين المتفوقين من طلاب وطالبات شهادة التعليم الأساسي الذين جمعتهم إرادة التفوق واحسنوا استثمار قدراتهم وتضافرت من حولهم عوامل النجاح في أول تجربة خاضوها كامتحان لنيل شهادة دراسية.

ستة متفوقين تفاوتت ظروفهم وطرقهم في التحصيل خلال العام الدراسي ساعين إلى هدف واحد هو المجموع التام وذلك في محافظة كطرطوس التي تميزت دوما بأعداد كبيرة من المتفوقين وباهتمام ملحوظ من أولياء أمور يتابعون أبناءهم باستمرار وبتواصل جدي مع إدارات المدارس وصولا إلى وصفة نجاح مضمونة رهانها الأخير على اجتهاد الطالب.

ومن بيته المجاور لمدرسته 16 تشرين بمدينة طرطوس روى الطالب المتفوق بشار حسين صاحب المجموع 3100 قصة عام دراسي منظم ومتابعة يومية لم تترك مجالا لأي تراكم في الأعباء الدراسية أو ثغرة في مادة ما فكان الانتباه داخل الصف وسؤال المدرسين عما يصعب فهمه ثم المتابعة الجادة في البيت عملية يومية ساعدته في التمكن من المنهاج والإحاطة به أكثر من مرة قبل الامتحان.

وبين بشار لمراسلة سانا أنه لم يعتمد على دورات أو دروس خاصة حيث كانت مدرسته وأهله المصدر الأساس لكل شرح وتوضيح وتوجيه مشيرا إلى أنه كان حريصا على عدم الانتقال من درس لآخر قبل الإلمام بكل ما سبق لأن أي نقص سيسبب إرباكا قد يحول بينه وبين طموحه للعلامة التامة.

وأوضحت المدرسة ميثاء صقر أن ابنها بشار تعامل دائما مع دروسه بجدية منذ الصغر ولم يركن إلى أي نوع من المساعدة خارج اطار المدرسة والمنزل حتى انه لم يكن يأخذ الأسئلة المتوقعة بالاعتبار فكل صفحة في المنهاج متوقعة بالنسبة له وكانت أسئلة الدورات السابقة بمثابة فرصة لاختبار نفسه في الحل وحسن إدارة الوقت الأمر الذي خفف توتره وزاد ثقته بنفسه بينما لفت المهندس حسين حسين إلى أن توفير الجو المناسب لابنه لم يكن مشكلة إذ يحب بشار الدراسة وسط ضجة الحياة اليومية.1

وبدأ نجاح الطالبة مايا أسامة مصطفى الحاصلة على 3098 علامة ثمرة مستحقة بعد ساعات دراسة طويلة قضتها وكثفتها خصوصا في شهر المراجعة وفي ختام سنة دراسية تميزت باهتمام معلميها وأهلها من خلال تأمين وسائل الراحة والاطمئنان والهدوء.

وأوضحت مايا أنها بدأت الدراسة منذ فصل الصيف الماضي باتباع عدد من الدورات في المواد الرئيسية وتابعت الدراسة من خلال مدرستها الشهيد جلال خدام في مدينة بانياس بتركيز كبير حيث انهت المقرر لأول مرة قبل الامتحان بأربعة أيام وتصفحته خلال الأيام الاربعة المتبقية مشيرة إلى أن الأسئلة كانت سهلة بالنسبة لها وبذلك لم تفقد علامات باستثناء /2ر0/ علامة في مادة الفيزياء.

وأهدت مايا نجاحها لوطنها وقيادته وللجيش العربي السوري وأرواح الشهداء الذين ارتقوا لتتمكن وزملاؤها من متابعة تحصيلهم العلمي.
وبينت الدكتورة سمية عثمان والدة مايا أنها تابعت دراسة ابنتها بشكل حثيث وعملت على تأمين جو الدراسة الملائم لها والاستعانة بخبرات متخصصة من مدرسي المواد عند الحاجة مشيرة إلى التزام مايا بالدوام المدرسي طوال فترة العام الدراسي.2

من جهتها أكدت الطالبة غزل حسان اسماعيل الحاصلة على /3095/ علامة أن التفوق مسؤوليتها فلم يكن المطلوب منها إلا أن تدرس مهما كانت الظروف ويدفعها إلى ذلك طموحها لتحقيق انجاز يفخر به أهلها ووطنها فوصلت ساعات دراستها إلى 16 ساعة يوميا مشيرة إلى أن التحاقها في الصيف الماضي بدورات في بعض المواد لم يغنها عن الدراسة يوميا بتركيز بالغ معتمدة على مدرسيها في مدرسة الشيخ صالح العلي واهتمام أسرتها.

وأعربت غزل عن أملها بأن يضع جميع الطلاب المقبلين على شهادة التعليم الأساسي طموحاتهم نصب أعينهم ليتمكنوا من تحقيقها.
ويبرز دور الأبوين والأخوة في توجيه أصغر أفراد الأسرة ودعمه ومتابعته دراسيا في حالة الطالبة دينا عدنان علي من قرية بلوزة بمنطقة الشيخ بدر والتي تأثرت بجو التفوق الدراسي الذي حققه أختاها وأخوها فسارت على خطاهم وتنظيمهم أوقاتهم بما ساعدها على التحضير اليومي للدروس والاستغناء عن الدورات وفي الوقت نفسه إيجاد وقت للتسلية وقضاء بعض الوقت مع الأسرة والأصدقاء.

وبينت دينا الحاصلة على 3095 علامة أن الاجتهاد الشخصي هو العامل الحاسم الذي يفسر التفاوت في التحصيل بين طلاب الصف الواحد فإرادة الطالب للتميز هي ما يدير جهوده لتحقيق ذلك ولا سيما بوجود مدرسين متمكنين وأسرة حريصة على التفوق.1

وأعطى الطالب المتفوق أحمد ريان شحيبر مثالا جديدا لإمكانية التفوق رغم صعوبة الظروف فهو الوافد من محافظة حلب منذ عامين ونصف العام والذي اندمج في مدرسته الجديدة فؤاد نصار بقرية الكفرون.

وأشار أحمد الحاصل على /3095/ علامة إلى أن ابتعاده عن مدينته ضاعف رغبته في النجاح وفاء لها حيث لم يوفر فرصة لتعزيز فهمه من خلال سؤال المدرسين عما يستعصى فهمه خلال الحصة وحتى في الاستراحة إلى جانب وجود منافسة مشجعة بينه وبين زملائه وما وفره أهله من عوامل مساعدة كتخصيص غرفة له ليدرس دون ازعاج.

وبين شقيق أحمد الدكتور محمد زهير شحيبر أن رغبة الأسرة بنجاح الابن وعدم ضياع تعبه سدى هو ما يجعل جو البيت في أقصى حالات الحرص على الهدوء والتشجيع والالتزام بأوقات الطعام والنوم وكل ما يسهم بزيادة عطاء الطالب.

بدورها أشارت الطالبة بتول حماد الحاصلة على /3093/ علامة أنها لم تعتمد على الدورات باستثناء دورة في الرياضيات خلال الصيف وأنها تدرجت في ساعات دراستها اليومية من ثلاث ساعات في بداية العام الدراسي حتى وصلت خلال شهر المراجعة إلى14 ساعة داعية جميع الطلاب إلى عدم التهاون في التعامل مع المنهاج وخاصة أن هناك الكثير من الدروس المتشابهة القابلة للنسيان ما يتطلب أن يتابع الطالب دراسته بشكل يومي حتى لا يتراكم عليه شيء.

وعبرت والدتها المدرسة فاطمة ميهوب عن الأمل في أن تحظى جميع أمهات سورية بفرحة مماثلة تملأ حياتهن بالأمل موضحة أنها لازمت ابنتها طوال وقت الدراسة وعملت مع كل أفراد العائلة للوصول إلى هذه النتيجة.
من جانبه أكد مدير تربية طرطوس عبد الكريم حربا أن قصص نجاح المتفوقين تظهر دائما وصفة نجاح واحدة أطرافها المدرسة والأسرة والطالب وما يتضمنه ذلك من تعاون وتواصل واهتمام مشيرا إلى أن طرطوس طالما كانت من أوائل المحافظات في تعداد المتفوقين.

وبين حربا حرص المديرية طوال العام الدراسي على تأمين الكادر التربوي اللازم ومحاولة التغلب على المعوقات المتمثلة بازدحام الصفوف في العديد من مدارس المحافظة جراء وجود طلاب وافدين يتراوح عددهم بين الأربعين والخمسة وأربعين ألف طالب يعاني كثير منهم من عدم الاستقرار أو الانتظام في المدرسة أو حتى الالتحاق بها في وقت متأخر ما يؤثر على تحصيلهم لافتا إلى وجود 130 مدرسة في المحافظة تعمل بنظام الدوام النصفي للتغلب على مشكلة الازدحام إضافة إلى إقامة خمس مدارس خاصة بالوافدين ودورات مكثفة لمعالجة مشكلة تأخر الانتظام في المدرسة.

وحصل خمسة طلاب على العلامة التامة في شهادة التعليم الأساسي أي /3100/ درجة توزعوا على 5 محافظات هم الطالبة سدره مازن البواب من مدرسة الباسل للمتفوقين بدمشق ويمان محمد غسان الحبال من مدرسة الغسانية حلقة ثانية بحمص وحنان محمد حبيب من مدرسة الشهيد إبراهيم محفوض حلقة ثانية في اللاذقية وجود محمود الهزاع من ثانوية المتفوقين في دير الزور وبشار حسين حسين من مدرسة 16 تشرين حلقة ثانية في طرطوس أما غزل محمد أيمن السبيناتي من مدرسة الشيخ بدر الدين الحسني الشرعية في دمشق فحصلت على المرتبة الأولى في شهادة الإعدادية الشرعية بمجموع وقدره /4145/ درجة من اصل الدرجة الكاملة /4200/.

رزان عمران-غرام محمد