الشريط الإخباري

المدارس الأيوبية في دمشق.. مناهل علم وحضارة ضمن محاضرة بثقافي الحسكة

الحسكة-سانا

تناولت المحاضرة التي ألقاها الباحثان ثائر عطا الله وعبد الباقي خلف في ثقافي الحسكة اليوم المدارس التي بنيت في دمشق في العهد الأيوبي ودورها الحضاري والعلوم التي كانت تدرس فيها ومساهمتها بالتطور العلمي.

وأوضح الباحث خلف أن العصر الأيوبي امتاز بتوفير مقومات نهضة علمية وبناء فكري وثقافي مميز من خلال اطلاق حملة تعليمية منظمة ترعاها الدولة وتوفر كل ما تحتاجه من مقومات الارتقاء حيث كثرت المدارس والموءسسات العلمية وتنوعت أغراضها المختلفة ما بين الدينية والأدبية والعسكرية وعلوم الطب والصيدلة.

وأشار خلف إلى أنه كان يدرس في هذه المدارس الطلبة من مختلف الأعمار بدءا من كتاتيب الأطفال مرورا بدور الشيوخ والفقهاء والعلماء الذين كانوا يتعلمون فيها التعاليم الدينية والأدبية وانتهاء بدور الرباط التي كان يتعلم فيها المقاتلون فنون الحرب والتدريبات العسكرية المختلفة إضافة الى المدارس المتخصصة بعلوم الطب مبينا أن بناء المدرسة كان يشمل الإيوان الشبيه بقاعة المحاضرات ومساكن للمدرسين والطلبة الدارسين تحتوي مرافق خدمية منوعة توفر الراحة للموجودين فيها.

وأضاف الباحث أنه من المدارس التي أنشئت في دمشق في العهد الأيوبي المدرسة الصلاحية وكانت بجانب البيمارستان النوري والمدرسة العصرونية وكانت تقع غربي الجامع الأموي والمدرسة الإقبالية وكانت تقع شمال الجامع والمدرسة التقوية وتقع إلى الشرق من المدرسة الظاهرية في المكان المعروف اليوم بباب العمارة والمدرسة الأسدية وكانت تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة.

ولفت خلف إلى أن المؤرخين ذكروا أكثر من خمسين مدرسة في دمشق كانت تدرس معظمها العلوم الدينية كالفقه وعلوم القرآن والحديث الشريف إضافة إلى ثلاث مدارس كانت تدرس علوم الطب والأدوية وهي المدرسة الدخوارية والدنيسيرية واللبودية.

أما الباحث ثائر عطا الله فتحدث عن المكتبات التي كانت توجد في كل مدرسة أو جامع أو بجانبهما حيث كان يوجد فيها خازن المكتبة والنساخ والمجلدون والمناولون وكان من أشهر هذه المكتبات مكتبة الملك الناصر التي ضمت الكثير من الكتب النفيسة ومكتبة الملك الموءيد الأيوبي التي اشتملت على أكثر من 100 ألف كتاب.

ولفت عطا الله إلى ما حفلت به أمهات الكتب من وصف لهذه المدارس ودورها في النهوض العلمي ولا سيما ما كتبه العالم ابن جبير وابن طولون والحافظ بن عساكر وابن الأثير الجزري والعماد الأصبهاني وياقوت الحموي ومما يقوله ابن جبير في كتابه الذي وثق رحلته المشهورة إلى دمشق خلال الفترة الأيوبية بأنها من أجمل مدن العالم وأغناها بالمدارس.

يشار إلى أن الباحثين خلف وعطا الله لهما الكثير من الأبحاث والمقالات الأدبية والتراثية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية.

 

انظر ايضاً

الجلاء في المنطقة الشرقية.. محاضرة بثقافي الحسكة

الحسكة-سانا تناولت المحاضرة التي اقامتها مديرية الثقافة في محافظة الحسكة للباحث دحام السلطان حول “الجلاء …