نضال بدور..أعمال فنية تحاكي الطبيعة والتراث ووجوه الناس

حمص -سانا

يتنقل الفنان الشاب نضال بدور في رسوماته بين الطبيعة والتراث ووجوه الناس العاديين في الشارع ليصور موضوعاته المختلفة وفق رؤى تعبيرية وانطباعية تتجدد باستمرار حسب الضرورة الفنية دون اهمال التقنيات المتنوعة التي أثرت أعماله بأبعاد مضافة تعزز انسجام الخطوط والألوان في متونه البصرية التي لم يتمكن من الابتعاد عنها رغم انخراطه في دراسة علمية لا تمت للفن بصلة فإذ بها تزين أخيرا العديد من الفعاليات الجماعية في حمص قبل أن ينفرد بمعرض خاص يعكس تصوراته الإبداعية كاملة.

عن بداياته الفنية تحدث الفنان بدور لنشرة سانا الشبابية موضحا أنه أحب الرسم والنحت والخط العربي منذ طفولته المبكرة فخضع للعديد من الدورات التي صقلت موهبته إلى حد ساعده على المشاركة في كثير من المعارض المدرسية والشبيبية قبل أن يلتحق بالجامعة لدراسة هندسة الالكترون فما أن تخرج حتى التحق بمعهد صبحي شعيب بحمص ليتلقى ما يلزمه من تعليم اكاديمي وتدريب متخصص.

وبعد عدد من المشاركات الجماعية داخل حمص وخارجها جاءت فرصته الحقيقية من خلال معرض فردي نظمته نقابة المهندسين في كلية الهندسة المدنية بجامعة البعث وتضمن سبعا وثلاثين لوحة من المدرسة الواقعية التعبيرية حسب قول بدور مبينا أنه استخدم فيها جميع التقنيات اللونية من المائي إلى الزيتي والفحم والبلانش كما عرض مجموعة من الأعمال النحتية ولوحات الخط العربي.

وقال .. رغم انني استخدم مختلف الامكانات اللونية المتاحة إلا أنني غالبا ما أفضل استخدام الألوان الزيتية كونها الأكثر مرونة وقدرة على تجسيد اللوحة الواقعية والتعبيرية وخاصة أنني استخدم في أعمالي الفنية مختلف الألوان الحارة والباردة.

وتتنوع موضوعات الفنان الشاب كما بين لتركز على الحارات الشعبية بكل عناصرها التراثية الحميمة وما تحمله من أبعاد إنسانية واجتماعية وثقافية عريقة إلى جانب تصويره لمختلف المشاهد الطبيعية التي تحفل فيها بيئته المحلية.

وأشار الى ان اهتمامه بالبورتريه لا يقل عن سواه من الجوانب الفكرية و الفنية حيث يعمل بدور على نقل وجوه الناس التي يصادفها في حياته اليومية ولا سيما اولئك الطاعنين في السن والذين تحمل وجوههم اختزالا لمصائر واقدار حياتية تشي بها التجاعيد والاخاديد المحفورة عميقا في ملامحهم.

أما تنقله بين المدن والمناطق والقرى السورية لسنوات فقد كان له كبير الأثر في إغناء أعماله الفنية وتنوعها خاصة لناحية المضمون حيث تمكن بعد سلسلة من الاسفار من رسم تصوراته عن الناس والحياة بصورة أفضل وأكثر اتساعا مؤكدا انه مهما بلغ حجم العمل على اللوحة فانها تحتمل دائما مزيدا من التطوير باعتبار أي عمل فني هو مشروع مستمر وغير منته وهو ما يمد الفنان بكثير من الحماسة والتحفيز والإبداع.

وذكر بدور أن تصويره للمدن والناس والطبيعة هو محاولة لرسم واقع أجمل بعيدا عن صور الواقع الراهن مؤكدا أن الفن على اختلاف صنوفه قادر على مواجهة الغمامة السوداء التي يمر بها الوطن.

ولفت إلى ضرورة إحياء الاحتفاليات الفنية على نطاق أوسع وهي مهمة المؤسسة الثقافية الرسمية والأهلية إلى جانب الدور الكبير الذي يمكن ان تقوم به الجامعات السورية خاصة بالنسبة للفنانين الهواة ممن هم بأمس الحاجة لفعاليات من هذا النوع بالإضافة إلى ضرورة تدريس الرسم والتشكيل والنحت منذ المرحلة التعليمية الأولى وصقله لدى الطلبة كخطوة لتأسيس جيل فني سليم.

صبا خيربك