الإسعاف النفسي الأولي..ورشة مجتمعية لرفع مهارات الطلبة بمواجهة الطوارئ

اللاذقية- سانا

تندرج /ورشة الاسعاف الاولي النفسي/ التي أقامها مؤخرا /مركز المهارات والتوجيه المهني/ في جامعة تشرين ضمن إطار المهارات العامة التي يسعى المركز إلى تنميتها في أوساط الطلاب بهدف تهيئتهم ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعهم يمكنها التعامل على نحو سريع و ايجابي مع أي من الظروف الطارئة ولاسيما خلال الأزمة الراهنة.

وأوضح الدكتور نيرودا بركات مدير المركز في حديث لنشرة سانا الشبابية أن هذه الورشة تقام للمرة الثانية على التوالي ضمن الجامعة وهو ما يعتبر أمرا ايجابيا يعكس حاجة الطلاب على اختلاف اختصاصاتهم وتفاعلهم الواسع مع هذه الفعالية الرامية إلى تعلم الطرق الصحيحة للمساعدة في حال وقوع حوادث طارئة يمكن أن تحصل معهم خلال عملهم ودراستهم و في حياتهم اليومية.

وأضاف.. لقد اقمنا الورشة بناء على رغبة الطلاب وستعاد لمرات أخرى في حال أرادوا ذلك فالمركز يسعى إلى إطلاق نشاطات مجانية مماثلة تحت عناوين مختلفة يقترحها طلاب وخريجو الجامعة لاكتساب مهارات حياتية عالية تحت إشراف متطوعي المركز من الشباب والشابات و هو فعل مستمر خلال العطلة الصيفية التي سيتم التوجه فيها نحو المعسكرات الانتاجية الجامعية لمنح الطلاب مهارات التواصل وكتابة السيرة الذاتية والتسويق و التأهيل لدخول سوق العمل.

من ناحيتها أوضحت المدربة بشرى علي المشرفة على الورشة أن أكثر من 20 طالبا وطالبة تمكنوا من الاستفادة من ورشة الاسعاف الأولي للتعامل مع الآثار السلبية والتحديات المتكررة خلال المرحلة الحالية والتي تسببت بآثار نفسية متنوعة على مختلف الشرائح المجتمعية بالإضافة الى ما يطرأ يوميا من حوادث مفاجئة تتطلب تعلم اسس التدخل السليم لتقديم الإسعاف النفسي الأولي اللازم للتصدي لها والذي يجب أن يكون في بداية الصدمة ليتم علاجه كاملا أو دعمه بعلاجات أخرى نفسية وبدنية.

وقالت.. نفتقد ثقافة الاسعاف النفسي بشكل كبير في المجتمع وبمعزل عن الأزمة لا بد لكل شخص من امتلاك المعارف اللازمة بهذا الخصوص لخدمة نفسه و مساعدة الآخرين في حال حصول أي حادث طارئ.1

وكانت الورشة قد ركزت أولا على التعريف بالمبادئ الأساسية لعمل المسعف والخطوات الواجب اتباعها أثناء عملية الاسعاف والاسس الرئيسية للإسعاف النفسي الاولي حيث رافق المادة النظرية تطبيقات عملية أقيمت في ختام الجلسات.

وأكدت المدربة علي أن استخدام تعابير الوجه واختيار الألفاظ والكلام بصيغة الجمع وإبعاد الشخص عن الصخب والضجة كلها عوامل تسهم في انجاح الاسعاف النفسي الأولي الذي يتطلب من المسعف أيضا التحلي باخلاق عالية وقيم إنسانية تعزز من قيمة العمل الذي يقوم به ليصل إلى غايته المنشودة.

كذلك أشارت إلى أن منهاج الورشة يعتمد بشكل أساسي على دليل المسعف النفسي الصادر عن الأمم المتحدة بالإضافة إلى منشورات منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص كمراجع اساسية معتمدة إلى جانب النظريات والأبحاث الفردية في هذا المجال منوهة بان نشر هذه المعرفة ضمن شريحة الشباب هو أمر أساسي انطلاقا من كون هذه الشريحة أساس المجتمع وحامله الرئيسي.

وفي الإطار نفسه لفتت الطالبة المشاركة رشا خليل من قسم اللغة العربية في كلية الأداب إلى أن خضوعها لهذه الدورة جعلها أكثر قدرة على التعامل مع الأشخاص المهجرين بفعل المجموعات الإرهابية المسلحة بحيث تكون داعما إيجابيا لهم.

بدوره أوضح حسين دلو وهو طالب في كلية الاقتصاد أنه استطاع التخلص من حالة الخجل لديه بعد التحاقه بالورشة وأصبح يمتلك مفاتيح التعامل مع الآخرين في حال حصول اي طارئ وخصوصا بالنسبة للاطفال.

وقال.. إن لهذه الفعاليات اهمية كبرى من حيث اكتساب المهارات الحياتية الاجتماعية المختلفة فجميعها يدعم عملية التنمية الذاتية ويرفد سيرة الطلبة والخريجين من المقبلين على سوق العمل ويزيد من نسبة حصولهم على فرص مناسبة.

ياسمين كروم