سوريات يثبتن قدرتهن على صنع الإبداع من أبسط الأشياء

اللاذقية-سانا

تدوير الأقمشة القديمة المستعملة والصوفيات وإعادة حياكتها بطريقة فنية جميلة لصناعة منتجات يدوية مختلفة أهم ما يميز المعرض الذي أقامته جمعية ايثار الخيرية وجمعية سوريات جديرات بالحياة في جامعة تشرين مؤخرا.

وتضمن المعرض الكثير من القطع الفنية التي حاكتها انامل سيدات سوريات من أبسط الأشياء باستخدام الأبرة والخيط والسنارة حيث تنوعت المعروضات ما بين الألبسة الصوفية المختلفة الأشكال والألوان والجواكي والشالات والطواقي والجوارب والقفازات للكبار والصغار ، والجزادين المصنوعة من الصوف والخيوط الحريرية بطريقة يدوية وحرفية جميلة كما ضم المعرض جناحا للسجاد اليدوي المصنوع بطريقة إعادة تدوير القطع الصوفية القديمة.

وذكرت سوسن ديوب من جمعية ايثار أن الجمعية شاركت بجناح كامل من المشغولات اليدوية والصوفية من إنتاج السيدات المشاركات بدورة الأشغال اليدوية المجانية المقامة بشكل دوري في الجمعية بإشراف مدربة مختصة منوهة بجو الألفة والمودة السائد بين المتدربات المتضررات جراء الحرب الكونية التي تتعرض لها سورية.

وأشارت إلى أن الهدف الأساسي للدورة هو تمكين المرأة ومساعدتها على النهوض بأسرتها من خلال مساندة زوجها اقتصاديا على مبدأ “لاتطعمني سمكة بل علمني كيف اصطاد” كما أن الغاية الأساسية تعليم المرأة مهنة تساعدها في الأيام القادمة موضحة أن العمل لا يعتمد فقط على المواد الجديدة بل القيام بتكرير المواد التي لا يمكن الاستفادة منها وإعادة تصنيعها بشكل جديد مثل الصوف والقماش القديم الذي يتم إعادة صياغته ليصبح بحلة جديدة.

وأكدت أن ريع المعارض التي تنظمها جمعية ايثار الخيرية يعود قسم منه لأسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وقسم آخر يعود للسيدات المنتجات اللواتي ينتجن هذه القطع الفنية وبالتالي تكون الجمعية حلقة وصل ووسيط بين السيدة العاملة المنتجة وبين الراغبين بشراء هذه المنتجات.

بدورها ذكرت ازدهار درويش رئيسة مجموعة سوريات جديرات بالحياة أن سيدات المجموعة استطعن بتصميم وعزيمة إنجاز عدد كبير من الأشغال اليدوية وعرضها على الجمهور بقصد البيع لتأمين مورد رزق يساعدهن على تلبية متطلبات الحياة اليومية وتحقيق نوع من الاستقلال المادي الذي يؤمن لهن الحياة الكريمة.

وبينت أنها أقامت ضمن مشغلها الخاص مجموعة من الدورات المتخصصة بتعليم النساء المتضررات عددا من الحرف والصناعات اليدوية استمرت لمدة ثلاثة أشهر كان ثمرتها المنتجات التي عرضت في المعرض من سجاد يدوي تمت صناعته بإعادة تدوير بعض الأقمشة إضافة إلى الصوفيات وألبسة الأطفال ومفارش الأسرة والطاولات والجزادين والأحذية والأكسسوارات مشيرة إلى أن الدورات القادمة ستتجه إلى مجالات أخرى بالإضافة للأشغال اليدوية كحرق الخشب وصناعة الخيزران والورود الاصطناعية.

من جهتها تحدثت سحر حلبي وسمر حلاوة مشاركات في المعرض عن الناحية المادية والمعنوية الكبيرة التي تحسنت في حياتهن بعد أن تعلمن عددا من الحرف اليدوية التي جسدنها من خلال القطع التي شاركن بها في المعرض ولاسيما أن المواد الأولية تم تقديمها من الجمعية ولم يطلب منهن سوى التعلم والإنجاز ما شكل حافزا قويا لهن ترجم قطعا يدوية فريدة.

أما الشابة مها ديب فذكرت انها تقوم بصناعة الحقائب المطرزة والمشكوكة والمصنوعة من خيوط الصوف والحرير وتصنع معها الحذاء الملائم لها بشكل جميل وانيق.

كما تضمن المعرض جناحا للأكسسوارات وبينت المشاركة لينا مهنا أنها تنتج مختلف أنواع الأكسسوارات التي تزين السيدات والصبايا لافتة إلى أنها تعلمت أساسيات الشك وشغل الخرز والصوف من جدتها فكانت بداية تصنع ما تحتاجه لاستعمالها الشخصي أما الآن وبعد أن استحوذت أعمالها على إعجاب العديد من الناس فأصبحت تنتج كميات جيدة تناسب أذواق الناس وتواكب الموضة.

و شاركت دائرة تنمية المرأة الريفية بجناح في المعرض تضمن منتجات يدوية مختلف كالسيراميك وأعمال صوفية مختلفة وجزادين وجميعها تم تشكيلها بطريقة فنية جميلة بالإضافة إلى جناح المقطرات والمواد الغذائية ومواد التجميل الطبيعية.

وأشارت فداء جعفر المشاركة بجناح المقطرات والعطورات إلى أنها تعلمت كيفية صناعة المقطرات والعطورات في دورة نظمتها دائرة تنمية المرأة الريفية وهي تقوم حاليا بزراعة الأرض المجاورة لمنزلها بمختلف الاعشاب والنباتات الطبية التي تستخرج منها المقطرات والعطورت.

بشرى سليمان-نعمى علي