خبز وملح.. مبادرة شبابية تسعى لترسيخ التعاضد الاجتماعي برمضان

اللاذقية-سانا

“لأننا عائلة واحدة.. عائلة اللاذقية الكبيرة.. ولأننا كنا معا على الحلوة والمرة.. أردنا أن نتشارك إفطارنا مع كل محتاج في اللاذقية” بهذه الكلمات أطلقت مجموعة من الشباب مبادرة خبز وملح التي تهتم بطبخ وجبة الإفطار بشكل يومي خلال شهر رمضان المبارك وتوزيعها على المحتاجين من أبناء اللاذقية والمهجرين إليها من المحافظات الأخرى بالاعتماد على التبرعات العينية وبإشراف وتنفيذ مجموعة كبيرة من المتطوعين الذين يتوزعون يوميا على ثلاث مناوبات وبعدد لا يقل عن ثلاثين متطوعا يعملون بأقصى طاقاتهم لإنجاز جميع المهام الموكلة إليهم من طبخ وفرز وتقسيم وتوزيع.
وفي لقاء مع نشرة سانا الشبابية التي زارت موقع المبادرة قالت مريم وليد عضو في الفريق “إن هذه المبادرة ليست الأولى للمجموعة في هذا المجال ففي العام الماضي تم تنفيذ مبادرة خسى الجوع خلال شهر رمضان بنجاح وكان لها أصداء واسعة شجعت المجموعة على تكرار التجربة خلال العام الحالي تحت عنوان جديد يدل على معنى أعمق وأشمل ويؤكد على أن الناس ما زالوا يساعدون بعضهم البعض ويتقاسمون لقمتهم خلال الشهر الكريم”.
وتضيف “تأتي المبادرة بإشراف جمعية رعاية الطفولة التي تهتم بإعانة المحتاجين وأسرهم وكان لنا تعاون سابق معهم في عدة مجالات لذلك أرادوا تقديم مقر جمعيتهم كمكان لإنجاز الأعمال وبالفعل تم التنسيق لبدء المبادرة واتفقنا على كافة التفاصيل ووزعنا المهمات الرئيسية على تسعة أشخاص”.
وتابعت “إن الشباب المشاركين في المبادرة تتوزع مهامهم بين مسؤول عن التوزيع ومشرفين عامين وأمناء للمستودع إضافة للإعلاميين ومسؤولي التطوع ويبدأ عملنا من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء ونستقبل يوميا عددا كبيرا من المتطوعين الجدد المتحمسين للمشاركة معنا”.2
وتعتمد المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك كركيزة أساسية للتواصل مع من يرغب بالانضمام للفريق أو من يرغب التبرع بلوازم الوجبة الرئيسية التي تحدد بشكل يومي ويساهم عدد كبير من المتطوعين من مختلف الشرائح الاجتماعية بإحضار المواد إضافة إلى مساهمات رجال الأعمال الذين قدم عدد كبير منهم اللوازم اللوجستية للمبادرة.
ولفتت مريم إلى أن معدل كميات الوجبات يسير بارتفاع ملحوظ ففي اليوم الأول بدأ بـ 500 وجبة ليصل اليوم إلى أكثر من 900 وهو أمر إيجابي جدا بالنسبة للشباب المتطوعين.
وتتابع “نحاول جاهدين أن تصل الوجبات إلى المحتاجين من أهل اللاذقية والمهجرين إليها عبر الاستعانة بمعارفنا ولوائح جمعية رعاية الطفولة بالإضافة لقاعدة البيانات التي نظمناها خلال المبادرة السابقة كما أننا لحظنا مركز الأحداث في عملية التوزيع لأنهم ونحاول التنسيق مع الجمعيات الأهلية في نفس المجال كي لا يحصل تضارب في عملية التوزيع”.
من جهتها تحدثت فرح اسماعيل مسؤولة إعلامية عن التفاعل الكبير الحاصل مع المبادرة من مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية ولا سيما الشبابية منها فالإقبال الكبير من قبلهم للمساعدة يدل على وجود روح وطنية وإنسانية عالية.
وتقول “ما يميز مبادرتنا هو روح العمل الجماعي والهمة العالية التي تعم المكان فالجميع متحمس للعمل وتقديم أقصى ما لديه وقد عملنا على إيصال الوجبات إلى محتاجيها بأنفسنا إضافة إلى اعتمادنا مركزا في وسط المدينة للتوزيع ليأتي من يرغب باستلام حصته وفي كل يوم نواجه تحديا صعبا بأن نقدم عددا أكبر من الوجبات دون تراجع عن الرقم الذي حققناه في اليوم السابق واستطعنا حتى الآن تحقيق هذه الغاية بالإضافة إلى نجاحنا في تحقيق حالة اجتماعية تعتمد على التفاعل وتقديم الخير للبلد الذي نشأنا فيه”.
وأكدت تفاعل السوريين المقيمين في الخارج مع مبادرتهم فمنذ انطلاقها تاتيهم العديد من الرسائل إلى صفحتهم على الفيسبوك للاستفسار عن آلية إيصال المواد بالاتفاق مع أقاربهم في الداخل وحتى الآن جاءتهم العديد من المشاركات من مختلف الأماكن حول العالم وهذا إن دل على شيء يدل على إحساس السوريين ببعضهم البعض واستثمارهم أي فرصة حقيقية لترجمة أقوالهم إلى أفعال حقيقية.
أما المتطوعون العاملون ضمن المبادرة أكد معظمهم على إحساسهم بأنهم فعالون وقادرون على تقديم المساعدة لمن يحتاجها حيث أشار المهندس أسامة شريبا الذي يشارك في المبادرة للمرة الأولى إلى أن هذا النشاط يحمل الكثير من الإيجابيات ولا سيما أنه يعتمد على حب الوطن والإحساس بالغير فكل شخص يشعر أنه قادر على تقديم شيء يمكن أن يشارك مهما كانت مساهمته صغيرة لكنها تحمل أثر الفراشة كما يقال.
وأضاف “إن الأمور تسير على خير ما يرام على اعتبار أن الفريق لديه خبرة يستطيع من خلالها تجاوز جميع الصعوبات”.
الأمر الذي أكد عليه المتطوع مصطفى شريقي الذي اعتبر أن التفاعل المتزايد ما بين أفراد المجموعة والعلاقة الاجتماعية الجيدة التي تنشأ فيما بينهم تساهم بشكل كبير بإنجاز العمل.
ويقول “لا بد من توسيع المبادرة والتعريف بها بشكل أفضل ضمن وسائل الإعلام ليعلم بها أكبر عدد ممكن من الراغبين بالتطوع والتبرع بالإضافة لزيادة عدد المستفيدين من الوجبات لكن يبقى إطلاقها ضمن هذا الظرف وإشراف الشباب عليها بشكل مباشر فرصة حقيقية لتوظيف الجهود والطاقات ضمن المسار الصحيح”.
يذكر أن مبادرة خبز وملح تتلقى المواد العينية اللازمة ضمن مقر جمعية رعاية الطفولة الكائن في شارع الأميركان باللاذقية.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

غرفة صناعة حمص تطلق مبادرة خبز وملح خلال رمضان للموسم الرابع