يوم البيئة العالمي دعوة لتغيير أنماط حياتنا بما يناسب إمكانيات عالمنا

دمشق-سانا

منذ اعتماده رسميا لأول مرة في الخامس من حزيران قبل 43 عاما تطور الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ليصبح منصة واسعة وشاملة لتوعية الجماهير التي تعد العامل الحاسم في تدهور البيئة وتلوثها من جهة وحمايتها والحفاظ على مواردها من جهة ثانية.

ويشكل اليوم العالمي للبيئة أيضاً محفزا على المستوى الشعبي للعب دور إيجابي تجاه البيئة يغاير أنشطتنا اليومية التي باتت عبئاً مستمراً عليها، إضافة إلى شحذ همم الأفراد للتأثير بمفاصل السلطة الجماعية لتوليد تأثير إيجابي مشترك هائل بينهما على هذا الكوكب.

ويأتي موضوع يوم البيئة العالمي لهذا العام تحت عنوان “سبعة مليارات حلم على كوكب واحد.. فلنستهلك بعناية” ليظهر الربط بين رفاه البشرية، وقدرة البيئة على التحمل ودور الاقتصاد في تطوير نظم الادارة المسوءولة للموارد الطبيعية لكوكب الأرض وذلك نظرا لأن الأدلة تشير إلى أن الناس اليوم تستهلك كثيرا من الموارد الطبيعية المتاحة التي يمكن أن يوفرها الكوكب على نحو مستدام.

ويؤكد رئيس مشروع حماية الحيوان في سورية الدكتور دارم طباع لسانا أن كثيرا من النظم الايكولوجية للأرض تقترب من نقطة اللاعودة الحرجة من النضوب أو التبدل، مدفوعة بارتفاع غير مسبوق لمعدلات النمو السكاني والتنمية الاقتصادية فبحلول عام 2050 وإذا ما ظلت وتيرة أنماط الاستهلاك والإنتاج الحالية بنفس معدلاتها ومع زيادة سكانية من المتوقع أن ترفع عدد سكان الكوكب إلى 6ر9 مليارات نسمة فإننا سوف نحتاج إلى ثلاثة كواكب للحفاظ على طرقنا المعيشية والاستهلاكية وهذا لا ينطبق فقط على الدول المتقدمة بل يشمل معظم دول العالم النامي بغض النظر عن الحالة الاقتصادية للفرد والاسرة ففي بعض الحالات تستنزف الاسر الفقيرة موارد الطبيعة وتستهتر برمي مخلفاتها بشكل يفوق ما تفعله الأسر الغنية.

ويشير طباع إلى أن الاستهلاك بعناية يعني العيش داخل حدود كوكب الأرض لضمان مستقبل صحي لإنسان اليوم وأجيال المستقبل، وبما يمكن الجميع من تحقيق أحلامهم، فالرخاء البشري لا يحتاج إلى أن نكبد الأرض خسائر بيئية لا يمكن تعويضها، فالعيش بطريقة مستدامة يعني بذل المزيد من الجهد، وبأفضل الإمكانيات، وبأقل تكلفة للعيش بسعادة ورفاهية دون المساس بمقومات التوازن البيئي الهام لاستقرار حياتنا واستدامة مواردنا معتبرا أن يوم البيئة العالمي فرصة نادرة للجميع لإدراك المسؤولية الخاصة بهم لرعاية هذا الكوكب الصغير ولإدراك أهميتهم كعامل حاسم من عوامل التغيير.

وعن عنوان يوم البيئة لهذا العام يبين طباع أنه كوكب الأرض مع العناصر المختلفة للموارد المصنفة حسب اللون.. الماء والتربة والهواء والنباتات والحيوانات ويشير الرقم 7 إلى سبعة مليارات نسمة، وتتمثل الفكرة الرئيسية للعنوان في أنه بسبب هذه المليارات السبعة من البشر فإن الأرض تلتهم جزءاً من ذاتها في حين لا يتوفر للكائنات الحية التي تعيش عليه موارد أخرى للاعتماد عليها غير ما هو متاح فعلياً، وبالتالي فإن من واجب الإنسان الاستهلاك بعناية.

ويقول رئيس مشروع حماية الحيوان “قد يبدو للكثير من الناس أن القرارات الفردية ضئيلة في مواجهة التهديدات والاتجاهات العالمية، لكن توحيد جهود وقوى مليارات الأشخاص في هدف مشترك يمكنه إحداث فرق هائل على كوكب الأرض”.

وإن نظرة سريعة على الوضع الحالي والتوقعات المستقبلية للموارد الأساسية التي يحتاجها الانسان تظهر أهمية الأنشطة الموجهة لحماية البيئة.

وعلى صعيد المياه يشير طباع إلى أن أقل من 3 بالمئة من المياه الموجودة في العالم مياه عذبة صالحة للشرب، يتجمد منها 5ر2 بالمئة في القطبين الجنوبي والشمالي والأنهار الجليدية، وبالتالي على البشرية الاعتماد على 5ر0 بالمئة فقط من مياه هذا الكوكب لتلبية احتياجاتها في وقت يلوث الإنسان المياه بصورة أسرع من الطبيعة ولا يزال أكثر من مليار شخص لا يستطيعون الحصول على المياه العذبة.

أما بالنسبة للغذاء فإنه يهدر سنوياً ما يقارب3ر1 مليار طن من الغذاء، في حين يعاني حوالي مليار شخص من سوء التغذية، ومليار آخر من الجوع، كذلك فإن الإفراط في الطعام ضار للصحة والبيئة حيث يعاني 5ر1 مليار نسمة من فرط الوزن أو السمنة ويؤدي تدهور الأراضي، وانخفاض خصوبة التربة، والاستخدام غير المستدام للمياه والصيد البري والبحري الجائر، وتدهور البيئة البحرية حسب طباع إلى تقليل قدرة قاعدة الموارد الطبيعية التي توفر الغذاء .

ويختم طباع بالقول “إننا مطالبون اليوم بتحويل أنماط استهلاكنا باتجاه السلع والخدمات ذات الطاقة المنخفضة، والتخفيف من الهدر وحساب بصمة قدمنا البيئية لتكون متناسبة مع
إمكانيات كرتنا المتاحة دون المساومة على جودة حياتنا”.

عماد الدغلي

انظر ايضاً

في يوم البيئة العالمي… مؤتمر للوقاية والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في جامعة تشرين

اللاذقية-سانا تضمن المؤتمر الذي نظمه المعهد العالي لبحوث البيئة في جامعة تشرين تحت عنوان