المقاومة تحيي ذكرى اندحار العدو الأصيل وتواصل ملاحقة العدو التكفيري الوكيل بالقلمون

دمشق – سانا

انطوت صفحة الاحتلال الإسرائيلي للقسم الأكبر من أراضي جنوب لبنان قبل خمسة عشر عاما بعدما أثمرت انجازات وتضحيات أجيال من المقاومين في صناعة عيد المقاومة والتحرير وبعدما أثبت خيار ونهج المقاومة قدرته على كسر المشروع الصهيوني في المنطقة وهزيمة الجيش الذي ادعى لفترات طويلة أنه لا يهزم.

ونجح رجال المقاومة الوطنية اللبنانية طوال 22 عاما من النضال نفذوا خلالها آلاف العمليات لحمل كيان الاحتلال الإسرائيلي على الاندحار من جنوب لبنان دون أي تنسيق مع أي طرف دولي أو لبناني أو حتى مع الأمم المتحدة وترك الأرض لأهلها بعدما تعرض لهزائم وخسارات كبيرة بشرية وعسكرية ومادية.

ففي الخامس والعشرين من أيار عام 2000 نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمر رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود باراك قواته بالانسحاب ليلا تحت جنح الظلام وإخلاء جميع المواقع في جنوب لبنان هربا من عمليات المقاومة التي تميزت بالدقة في تحديد الأهداف والمفاجأة وتأمين خطوط الانسحاب والإمداد واستعمال الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع بالإضافة إلى صواريخ الكاتيوشا لدك المستوطنات وقواعد الاحتلال الخلفية وكان من أشهر العمليات معركة أنصارية عام /1997/ عندما استدرجت المقاومة طائرة هليكوبتر على متنها 16 جنديا من عناصر النخبة في جيش الاحتلال وقضت عليهم جميعا.

وحقق لبنان انتصار العام 2000 بدعم كبير من محور المقاومة في المنطقة وخاصة من سورية وإيران التي وضعت كل إمكانياتها الفنية والعسكرية والمادية في خدمة المقاومة التي برهنت على أنها كنز قومي تظهر قيمته الحقيقية في التحديات الوجودية الراهنة وخاصة تحدي المشروع التكفيري.

ورغم اندحار المحتل الإسرائيلي عن جنوب لبنان إلا أن عدوانه استمر بأشكال شتى وهي استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والخروقات الجوية والبرية والبحرية للحدود الدولية والتهديدات المتواصلة بالحروب والاعتداءات وشن بعضها وكان أخطرها عدوان تموز العام 2006.

وأدركت المقاومة منذ اللحظة الأولى أن المحتل يتحين اللحظة المناسبة للانقضاض على لبنان والانتقام من انتصار شعبه وجيشه ومقاومته وعلى هذا الأساس واصلت استعداداتها العسكرية والبشرية لمواجهته وتمكنت في صيف العام 2006 من إلحاق أكبر هزيمة استراتيجية به.

ومع تمدد التيار الوهابي التكفيري في المنطقة بفعل آلة الدعاية الخليجية والدعم المالي النفطي اللا محدود الذي وجده العدو الصهيوني وداعموه في الغرب أداة بديلة عن جيوشهم في تدمير المنطقة والانتقام من شعوبها وحرفها عن القضية الأساسية قضية فلسطين فتلقى هذا التيار التكفيري كل ما استلزمه لاجتياح مناطق في سورية والعراق ولبنان واليمن ومصر وليبيا وغيرها.

واستطاع التيار التكفيري في لبنان السيطرة على سلسلة من الجرود في منطقة القلمون على الحدود مع سورية وجعلها منطلقا لإرهابه وصواريخه وسياراته المفخخة بتواطوء وتسهيل من بعض القوى اللبنانية فكان لا بد للمقاومة الوطنية اللبنانية أن تواصل ما بدأته في مواجهة المحتل الإسرائيلي وأن تواجه هؤلاء الإرهابيين التكفيريين فاستطاعت بالتعاون مع الجيش العربي السوري إلحاق هزائم مماثلة بهم في القملون لا تقل أهمية عن هزيمة العدو الأصيل في جنوب لبنان عام 2000.

وتواصل المقاومة معركة القلمون بالتعاون مع الجيش العربي السوري حتى تحقيق التحرير الكامل وطرد الإرهابيين التكفيريين عملاء إسرائيل من المنطقة وتخليصها من جرائمهم التي ماثلت جرائم مشغليهم في فلسطين المحتلة.

ابراهيم حسن

انظر ايضاً

المقاومة وفلسطين ومواضيع متنوعة في مهرجان شعري باتحاد الكتاب العرب

دمشق-سانا أقامت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب مهرجاناً شعرياً، شارك فيه عدد من الشعراء …