أمسية شعرية لجهاد بكفلوني في ثقافي جرمانا وقصائد عمودية عن الإنسان

دمشق-سانا

أحيا الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني أمسية شعرية في المركز الثقافي العربي في جرمانا امس قدم خلالها قصائد متنوعة شملت الجوانب العاطفية والإنسانية والاجتماعية مقتصرا بقصائده على أسلوب الشطرين.2

وتناول الشاعر في الأمسية التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب في ريف دمشق مواضيع إنسانية مسقطا هذه المواضيع على واقعنا وفي قصيدته “شجيرة برتقال” رأى أن الشجرة التي يتعب عليها أصحابها ولا تنتج ثمرا هي كالإنسان الذي يرتكب الأذى معتمدا في ذلك على أسلوب الأنسنة والاستعارات والإيحاءات الجدلية التي أدى خلالها لربط تبادلي بين الشجرة والإنسان فقال..

تضن على الورى ثمرا شهيا … وترمقهم إذا اقتربوا ملالا

تحب العزلة الخرساء ليلا … تحاسبه اذا احتضن الهلالا

فما احتمل الورى تلك السجايا .. نسوها وهي تعتل اعتلالا.

وفي قصيدته حكمة اليأس بين أن خلاصة الحياة وحكمتها لا تبنى إلا على أسس متينة من الوعي والبناء الصحيح والاخلاص وغير ذلك يكون بناء من الوهم يؤدي إلى الانقراض والفشل كقوله..

تبني على الوهم كوخ اليأس من غده .. تمد جسرا إلى الأمس الذي

انقرضا تواجه اليوم مسحوقا على وتر .. من الفجيعة ناغى الجرح

فانتفضا.. كأن عالمك المزعوم لوءلوءة .. أهدرت في البحث عنها عمرك الغرضا.

وفي مداخلة للشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي رئيس فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب قال فيها إن جميع المعارك الضارية التي خاضتها حركة الحداثة الشعرية لم تكن في سبيل إلغاء الشكل الكلاسيكي وإنما من أجل انتزاع الاعتراف بشرعية الأشكال الجديدة وحقها في الحياة على أساس أنها شكل خاص من أشكال الكتابة الشعرية قد يكون الأكثر مناسبة عند بعض الشعراء للتعبير عن عدد من الحالات والمناخات المعينة لافتا إلى أن الشاعر بكفلوني هو واحد من أهم كتاب قصيدة الشطرين في الوقت الراهن.3

وقال الشاعر الدكتور راتب سكر عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب ثمة قضايا تواجه شعرنا المعاصر من أبرزها أن الشعر بالغ بالاتجاه إلى اللغة اليومية إلا أن الشاعر بكفلوني ذهب اليوم إلى طرف آخر متوجها إلى مصادر مختلفة بعيدا عن اللغة الشفوية اليومية مكونا قصيدته من الصورة التي تعتمد أحيانا على الأصالة والتراث دون أن يبتعد عن الانفعال الوجداني معتبرا أن قصائد الغزل في شعر بكفلوني اختلفت بعض الشيء عن قصائده التي كتبت في الشأن العام.

ورأى الشاعر وائل أبو يزبك أن قصيدة بكفلوني كانت ذات وقع موسيقي جميل وانسابت على شكل جدول رقراق حيث تنوعت قصائده في نغمته الموسيقية بين الخفيف والطويل والكامل مؤدية انسجاما مع المتلقي.

كما قال الناقد الدكتور عاطف بطرس أن بعض القصائد التي ألقاها عندما كان مسافرا عكست موقفا متقدما بالعلاقة مع الآخر فرأى الجمال كما رآه في وطنه بسبب تربيته الثقافية السليمة التي جعلت رؤيته ناضجة ومليئة بالجمال.

وأشار مدير التأليف في الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور غسان غنيم الى أن الشاعر بكفلوني استطاع في أغلب جوانب شعره أن يوازي كثيرا من الشعراء المهمين مستجيبا لدواعي الشعر الكلاسيكي برغم أن هذا النوع مسلكه خطير وصعب.

ولفتت الكاتبة نبوغ أسعد إلى أن الشاعر بكفلوني ابن معرة أبي العلاء قدم شعرا أصيلا يعيدنا إلى جذور الشعر التي نبتت من أعماق الحضارة معتمدا في ثقافته وخياله على إرث اطلع خلاله على أغلب جوانب الشعر العربي مبينة أن جهاد بكفلوني هو واحد من أهم حفظة الشعر على مستوى سورية والوطن العربي إضافة إلى قصصه الشعرية ما عكس ذلك على شعره وجعله مفعما بعبق الماضي ورقة الحاضر.

وفي معرض رده على المداخلات أعرب الشاعر بكفلوني عن تقديره لها على مختلف أنواعها مؤكدا في الوقت ذاته تمسكه باللغة والعمل على الحفاظ عليها لأنها المتراس الذي يستطيع الشاعر الاحتماء وراءه من النقد وتفضيله الاعتناء باللغة لتدافع عنه خير دفاع عند الضرورة.

محمد الخضر

انظر ايضاً

مواضيع وطنية وعاطفية بأساليب إبداعية في أمسية شعرية لفرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب في ثقافي كفرسوسة

دمشق-سانا بالتعاون مع المركز الثقافي في كفرسوسة أقام فرع إدلب لاتحاد الكتاب العرب