أردوغان يفتتح مشروعات وهمية قبيل أي انتخابات ويوقت مواعيد بكائه معها

أنقرة -سانا

انقلب رئيس النظام التركي رجب أردوغان كعادته على دستور البلاد الذي ينص على أن يكون رئيس الجمهورية محايدا في الانتخابات واختار أن يكون مروجا وناطقا باسم حزبه العدالة والتنمية قبيل الانتخابات النيابية المقررة في 7 حزيران القادم.

وعمد أردوغان إلى تنظيم تجمعات ولقاءات شعبية ظاهرها افتتاح مشروعات متنوعة بلغ تعدادها المئات وفق ما يعلن عنه وباطنها مطالبة الأتراك بالتصويت لحزبه الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لن يحقق الأغلبية التي تمكنه من تشكيل حكومة بنفسه.

وأشارت وسائل الإعلام التركية إلى أن الأمر الغريب في لقاءات وتجمعات أردوغان أنها تشهد الإعلان عن افتتاح مشروعات ولكن لا أحد من فريقه يوضح للرأي العام أين توجد هذه المشروعات وما هي نوعيتها فيما تشكك وسائل إعلام أخرى بوجودها أصلا.

وقال الصحفي بنيامين كوسالي إن أردوغان الذي يبذل قصارى جهده لعقد لقاءات جماهيرية قبل الانتخابات البرلمانية في مختلف المحافظات يعلن عن افتتاحات جماعية بعضها يكون مضى عليه سنوات والبعض الآخر لم يسمع أحد به.

وأشار كوسالي إلى أن أردوغان قام مؤخرا بتنظيم حفل افتتاح جماعي في مدينة ريزا شمال البلاد إلا أن بعض المدارس وخطوط المترو والمستشفيات والمطارات والطرق التي زعم أنه افتتحها خلال هذه اللقاءات سبق وأن تم افتتاحها قبل سنوات طويلة.

ووفق الأوساط الإعلامية التركية فإنه لا يتم بصورة شفافة وواضحة نشر أي معلومات للرأي العام عن قائمة وأوضاع الأماكن التي يفتتحها أردوغان في لقاءاته الجماعية التي ينظمها والأدهى أنه يتم الترويج لمستشفيات المدن التي لم توضع أساساتها بعد على أنها استثمارات.

ونظم أردوغان الأسبوع الماضي لقاء جماهيريا في مدينة ماردين جنوب شرق البلاد وأعلن عن افتتاح 244 مشروعا إلا أن هذا الرقم أربك أذهان الصحفيين في ماردين وراحوا يبحثون عن هذه المشاريع التي عجزت رئاسة حزب العدالة والتنمية في المدينة عن توضيحها لهم.

وشهدت مدينة إزمير غرب البلاد حالة نقاش مشابهة حيث قال أردوغان قبيل حضوره إلى المدينة إنه أرسل إلى المؤسسات ذات الصلة رسالة أبلغهم فيها أنه سيقوم بافتتاح 626 مشروعا فسارع الصحفيون والإعلاميون إلى البحث عن قائمة المشروعات دون أن ينجحوا في معرفتها او الحصول على معلومات عنها حتى من المحافظة ذاتها.

من جهة أخرى ذكرت مواقع تركية أن جدول مواعيد بكاء أردوغان الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا حطم رقما قياسيا في عدد المشاهدات والتعليقات الساخرة التي تركزت على أن أردوغان يوظف الدموع قبل كل انتخابات من أجل التأثير على الناخبين وحصد أصواتهم.

وتطرقت القنوات التلفزيونية التركية ومنها كانال دي إلى جدول بكاء أردوغان وركزت في نشرات أخبارها على استخدامه هذا الأسلوب قبل كل انتخابات وعرضت لقطة من إعلان بثته القنوات الموالية له في نيسان الماضي حيث يظهر أردوغان رافعا يديه للسماء وهو يبكي بعد أن ألقى أبياتا من الشعر.

وقبل ثلاثة أيام نشر ناشطون جدولا لبكاء أردوغان منذ وصول حزبه للسلطة أظهر أنه بكى في كل الأعوام التي كانت فيها انتخابات واتبعوه بسؤال.. هل سيبكي أردوغان قبيل الانتخابات البرلمانية في 2015.

والأمر اللافت أن أردوغان لم يتأخر في الإجابة عن سؤال الناشطين إذ بكى بعد يوم واحد من نشر السوءال خلال افتتاح جامع يوم الأربعاء الماضي في ألبانيا بحجة تأثره بنشيد ديني.

ابراهيم حسن

mms6