مخيم النصيرات.. ركام المنازل شاهد على همجية الاحتلال

القدس المحتلة-سانا

أبراج سكنية ومنازل سويت بالأرض.. بنى تحتية أصبحت أثراً بعد عين.. أراض زراعية جرفت.. هذا ما كشفت عنه الصور في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منه ضمن حرب الإبادة الجماعية المستمرة لليوم الـ 195 بحق الشعب الفلسطيني في القطاع.

الاحتلال ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في مناطق المغراقة والزهراء والمخيم الجديد شمال مخيم النصيرات راح ضحيتها 520 شهيداً وجريحاً ومفقوداً عقب تدميره أكثر من 13 ألف وحدة سكنية، فضلاً عن تشريده مئات الفلسطينيين من منازلهم.

ويروي ناصر أبو مدين لمراسل سانا جانباً من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال في المخيم قائلاً: حجم الدمار هائل.. معالم المخيم تغيرت.. مئات المنازل والأبنية دمرت، وخاصة في مدينتي الزهراء والأسرى الواقعة شمال المخيم.. ما تبقى من أعمدة المنازل في المخيم شاهد على استخدام الاحتلال صواريخ محرمة دولياً في قصف الأبنية التي تحولت إلى حجارة صغيرة ورماد، موضحاً أن الاحتلال دمر كذلك مدينة الأسرى التي كانت تضم 24 برجاً سكنياً يضم البرج الواحد عشرات العائلات التي باتت دون مأوى.

من جهته بين محمد أبو غولة من أهالي المخيم الجديد في النصيرات أن الاحتلال استخدم سياسة الأرض المحروقة في المخيم، حيث فجر وحرق وقصف معظم المنازل التي تقع في محيط محطة الطاقة شمال النصيرات.. أكثر من 600 منزل وشقة سكنية دمرت خلال أسبوع من القصف المكثف.. يضاف إلى ذلك تجريف الطرق والبنية التحتية وتجميع الاحتلال ركام المنازل ووضعه في الطرقات في مشهد يؤكد تمادي الاحتلال في جرائمه وسط صمت وعجز المجتمع الدولي المتواطئ مع الاحتلال في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة بحق أهالي قطاع غزة.

أما محمد حمدان من غرب مخيم النصيرات، فيقول: الاحتلال استخدم كل أساليب القتل والإرهاب بحق أهالي المخيم ما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات.. ومن هذه الأساليب الطائرات المسيرة التي كانت تصدر صراخ أطفال من أجل استدراج الأهالي للخروج من منازلهم وإطلاق النار عليهم وقتلهم وحدثت الكثير من عمليات القتل بواسطة هذه الطائرات، لافتاً إلى أن الاحتلال منع خلال العدوان سيارات الإسعاف من دخول المناطق الشمالية في المخيم لانتشال جثامين الشهداء وإخراج الجرحى.

وعلى مقربة من مخيم النصيرات تقع مدينة الزهراء التي حولها الاحتلال إلى كومة من الركام وجرف مئات الدونمات المزروعة بالكروم في محيطها، وتوضح مريم حسان من أهالي المدينة الزهراء أن أكثر من 27 برجاً سكنياً في المدينة سويت بالأرض ولم تعد هناك مدينة بل كومة من الركام.. وفقد آلاف الأهالي شققهم السكنية ليعيشوا فصول نكبة جديدة من التشرد والتهجير.

وتشير إحصائيات فلسطينية إلى أن معظم مدن قطاع غزة التي تضم عشرات آلاف الوحدات السكنية سويت بالأرض… ومنها مدن الزهراء والأسرى وسط القطاع والحيان النمساوي والياباني في مدينة خان يونس جنوب القطاع، وأبراج العودة والندي شمال القطاع، كما أظهرت الإحصائيات تدمير الاحتلال بشكل كامل ما يزيد على 80 بالمئة من المباني السكنية في مدينة غزة وشمال القطاع، يضاف إلى ذلك التدمير الهائل لبلدات وأحياء سكنية بأكملها في خان يونس، فيما تستمر فصول حرب الإبادة الجماعية والتدمير على مرأى العالم أجمع.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

مسؤولة أممية: نحو 200 موظف إنساني قضوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة

جنيف-سانا أعلنت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة سيغريد كاخ أن 200 …