محمد المقداد… معمر من بصرى الشام يستذكر نضال أهالي حوران في دعم الثوار لمواجهة المحتل الفرنسي

درعا-سانا

يستذكر محمد حمد المقداد أكبر معمري مدينة بصرى الشام شرق محافظة درعا نضال أبناء المدينة ودورهم في دعم الثوار لمواجهة المحتل الفرنسي وضربه في كل مكان إلى أن تم تحقيق الجلاء.

تعود الذاكرة بالرجل الذي تجاوز المئة عام إلى أيام النضال الطويلة التي خاضها أبناء حوران وجبل العرب إلى جانب الثوار في باقي المحافظات الذين ما انقطعوا لحظة عن النضال ضد الاحتلال الفرنسي منذ اللحظات الأولى التي دنس فيها أرض سورية عام 1920 إلى أن رحل صاغراً مدحوراً عام 1946.

وفي لقاء مع مراسل سانا بين المقداد أن حوران هبت ضد الاحتلال الفرنسي وخاض ثوارها عشرات المعارك، انطلاقاً من الكسوة شمالاً وصولاً إلى المسيفرة شرقاً مروراً بغباغب والصنمين والشيخ مسكين، لافتاً إلى أن هذه المعارك أعاقت تقدم قوات الاحتلال الفرنسي وأخرت كثيراً احتلالها لحوران ولقنتها دروساً في الحمية والدفاع عن الأرض رغم قلة الإمكانيات التي يمتلكها ثوار حوران مقارنة بعتاد جيش المستعمر الفرنسي.

ويتابع المقداد: إن أهم المعارك هي “معركة المسيفرة شرق درعا حيث اتبع الثوار تكتيكاً عسكرياً بالهجوم على مؤخرة جيش الاحتلال الفرنسي بدلاً من مواجهته، ما أوقع خسائر فادحة في صفوفه وتمكن الثوار من اغتنام الكثير من العتاد والذخيرة”، مشيراً إلى أن المعارك “لم تتوقف طيلة 25 عاماً حتى تم الاستقلال، وكانت معركة درعا من أهم المعارك في أربعينيات القرن الماضي، حيث كنا شباباً نعمل على نقل المؤونة للثوار من القرى إلى السهول التي يرابطون فيها وارتقى العديد من الشهداء أتذكر منهم غالب المقداد ودهش المقداد من بصرى وإبراهيم البرماوي من مدينة درعا، وقد تمت إقامة نصب تذكاري لهم في ساحة قلعة بصرى ما زال قائماً حتى يومنا هذا”.

وأشار المقداد إلى أن أهالي حوران “كانوا يعملون إلى جانب إخوانهم في جبل العرب للتنسيق مع قادة الثورة بكل أرجاء سورية”، وقال: “وأذكر الدور الذي كان يقوم به أحد الثوار واسمه أحمد الشحمة عندما كان يتسلل إلى داخل قلعة بصرى التي كانت مقر حامية الاحتلال الفرنسي ويجلب أخبار ومخططات الفرنسيين للثوار حتى أصبح اسمه بمثابة الشبح بالنسبة للجميع لم يكن يعرف الخوف.. صاحب رجولة نادرة ولا أنسى ذاك اليوم الذي ضرب به الفرنسيون مقر البرلمان السوري وكيف كانت ردة الفعل بالهجوم على قلعة بصرى والتسلق من كل جوانبها ومباغتة العسكر الفرنسيين داخلها وقتل البعض منهم والاستيلاء على سلاحهم وعتادهم، ما أدى إلى فرض غرامة مالية على الأهالي قدرها عشرة آلاف ليرة ذهبية آنذاك”.

وعن الأجواء الاجتماعية السائدة في تلك الأيام تحدث المقداد عن “سنوات قحط مرت في فترة الأربعينيات من القرن الماضي وكان الناس يتكاتفون من أجل تأمين قوت الثوار حيث كان البعض يعمل على تخزين المؤونة الخاصة لهم إلى جانب التبرع الدائم بالمال لشراء السلاح والذخيرة وهذا الدور كان مناطاً بالنائب مصطفى بيك المقداد والذي كان أيضاً عضو مجلس الثورة في الجنوب”.

ويذكر المقداد أنه تم تشكيل لجنة الدفاع الشعبي ضد القوات الفرنسية من بصرى والقرى المحيطة بها، مهمتها تأمين العائلات وخصوصاً عائلات الثوار، مشيراً إلى أهمية الدعم الاجتماعي الذي وفره الأهالي للثوار وهم يقارعون الاحتلال الفرنسي، حيث أظهروا شكلاً رائعاً من التكاتف للتخلص من الاحتلال ونيل الحرية.

رضوان الراضي ولما المسالمة

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

مجموعة سياحية أجنبية تزور بصرى الشام وتطلع على معالمها التاريخية

درعا-سانا “سحر التاريخ وجمال الحجارة الرائع في مسرح وقلعة بصرى يجعلك تغوص بتاريخ أمم عظيمة …