في الذكرى الثامنة لعدوان تموز 2006 .. العدو الإسرائيلي مستمر بجرائمه و المقاومة السبيل الوحيد لمواجهته

دمشق-سانا
تمر اليوم الذكرى الثامنة للعدوان الذي شنه العدو الإسرائيلي على لبنان في تموز من عام 2006 والذي استمر لأكثر من ثلاثة وثلاثين يوما وانتهى بانتصار كبير سجلته المقاومة الوطنية وكسرت من خلاله كل المقولات والأساطير حول قدرات هذا العدو وتفوقه الدائم فيما يسجل شهر تموز في العام الحالي فصلا اضافيا من جرائم الكيان الصهيوني واعتداءاته واضافة جديدة لصمود وتصدي المقاومة البطولية لهذه الجرائم عبر ما تشهده غزة من عدوان مفتوح ومتواصل.
ثمانية أعوام مرت على عدوان قاس وطويل أدى إلى استشهاد أكثر من ألف وخمسمئة مواطن لبناني وتهجير ما يزيد على مليون بشكل تعسفي من منازلهم خلال أيام العدوان إضافة إلى دمار كبير في المنازل والمؤسسات والمنشآت العامة والخاصة والبنى التحتية على امتداد الأراضي اللبنانية الا ان ارادة الصمود والتحدي البطولية التي سجلتها المقاومة الوطنية اللبنانية وشعبها أعطت الأمثولة لردع هذا العدوان.
وفي متابعة لتفاصيل ذلك العدوان أطلق العدو الإسرائيلي في صبيحة الثالث عشر من تموز عام 2006 العنان لآلته الحربية الهمجية لصب حممها على الأحياء الشعبية والمنازل والمدارس والمستشفيات والمصانع والجسور وكل ما طالته من بنى تحتية في عملية ادعى انها انتقام من عملية /الوعد/ الصادق التي نفذتها المقاومة في الثاني عشر من تموز والتي أدت إلى مقتل ثمانية جنود إسرائيليين وأسر اثنين آخرين.
وردا على هذا القصف الهمجي أطلقت المقاومة المئات من الصواريخ التي طالت عمق الأراضي المحتلة وأدت إلى إحداث حالة من الرعب والذعر بين المستوطنين كما أحدثت صدمة كبرى في المستوى السياسي والعسكري لكيان الاحتلال من خلال المفاجأة التي أذهلت قادة العدو حول القدرات الكبيرة التي تمتلكها المقاومة وعجز أجهزتهم الاستخباراتية والتجسسية عن كشفها.
وبعد أيام طويلة من القصف والتدمير المنهجي الذي نفذته طائرات العدو ومدفعيته وبوارجه الحربية حاولت دباباته أن تتوغل في عمق الأراضي اللبنانية إلا ان رجال المقاومة كانوا لها بالمرصاد في وادي الحجير وبنت جبيل ومارون الرأس وعيتا الشعب وغيرها من المناطق الحدودية والتي شهدت معارك طاحنة خسر خلالها العدو العشرات من دباباته وآلياته وجنوده وفشل في تحقيق أي من أهدافه.
وتؤكد الوثائق التي كشف النقاب عنها أن العدو الاسرائيلي حاول ومنذ الأيام الأولى التوصل إلى وقف لاطلاق النار لشعوره بالعجز والهزيمة أمام العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية إلا أن الولايات المتحدة وبتواطوء وتحريض من بعض الممالك والمشيخات الخليجية ودول اخرى ضغطت على حكومة العدو للاستمرار في العدوان لأيام إضافية إلى أن اضطرت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس إلى القبول بذلك بعد فشل العدوان في تحقيق أي من أهدافه ليتم في الرابع عشر من آب التوصل الى وقف لإطلاق النار بناء على قرار صادر عن مجلس الأمن يحمل الرقم 1701 والذي نص على منع الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية.
ولم يكن عدوان تموز 2006 بالطبع الأول من نوعه ولن يكون الأخير فعلى مدى سنوات طويلة كان تموز موعدا دائما للعدوانية الإسرائيلية التي تتكرر منذ اجتياح لبنان عام 1982 وحصار العاصمة بيروت وتدميرها بمختلف صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية إلى العدوان الإسرائيلي الذي اطلق عليه اسم حرب الأيام السبعة عام 1993 والذي استبيح خلاله الجنوب اللبناني بالدمار والقتل وارتكبت خلاله المجازر وصولا إلى يومنا هذا حيث يتكرر مشهد الهمجية الإسرائيلية مع اختلاف الأمكنة فبالأمس كانت الأرض اللبنانية مسرحا للجرائم والاعتداءات أما اليوم فغزة هي التي تشهد تكرارا للمجازر ومشاهد الموت والدمار والتخريب على يد آلة القتل الهمجية الإسرائيلية.
وعلى الرغم من مرور سنوات عديدة على عدوان تموز 2006 على لبنان إلا أن الظروف تتشابه وتتماثل في الكثير من تفاصيلها مع ما نشهده من عدوان همجي على الفلسطينيين في قطاع غزة فالهمجية والوحشية الاسرائيلية مستمرة بل تزداد ايغالا في الدماء الفلسطينية والعربية مستندة إلى دعم أمريكي لا متناه وصمت دولي مشبوه يعبر عن قبول باستمرار الانتهاكات الاسرائيلية للقوانين والشرائع والمواثيق الدولية.
وعلى الصعيد العربي تتشابه الظروف والمعطيات بشكل كبير فالتآمر على المقاومة في لبنان وداعميها في سورية وإيران لا بل التحريض عليها من قبل بعض الأنظمة والممالك والمشيخات مستمر اليوم ضد المقاومة في فلسطين عبر محاصرتها والتضييق عليها إضافة إلى التآمر على كل من يحمل شعار المقاومة ويرفض الخضوع للمشاريع والمخططات الأمريكية الصهيونية.
ولعل ما يجري في سورية منذ أكثر من ثلاثة أعوام من تآمر عربي وإقليمي وغربي عبر استخدام المجموعات الارهابية المسلحة في استهدافها أرضا وشعبا ومقدرات يشكل جزءا أساسيا من استهداف محور المقاومة والممانعة في المنطقة والذي اثبت وما زال يثبت أنه قادر على التصدي لكل المؤامرات ومستمر في مواجهة ما يحاك للمنطقة من مشاريع تستهدف تفتيتها ونهب ثرواتها.
وحسبما يرى المراقبون فإن الوقائع تثبت اليوم أيضا وبشكل مستمر أن المقاومة التي هزمت العدو الاسرائيلي وصمدت وصدت عدوان تموز عام 2006 وما قبله وما بعده ستبقى الرد الوحيد على العدوانية الإسرائيلية والسلاح الأمضى لردعها ليستمر التمسك بها كخيار ونهج في التصدي لأي عدوان يستهدف المنطقة وشعوبها.