المنازل المدمرة في قطاع غزة تتحول إلى مقابر للشهداء

القدس المحتلة-سانا

(هنا شهداء لم يتم انتشالهم) عبارة تجدها مكتوبة على حجارة الأبنية والمنازل المدمرة في قطاع غزة، وكثيراً ما تكون مرفقة بأسماء الشهداء الذين ارتقوا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي وعجزت الطواقم الطبية وفرق الدفاع المدني عن انتشالهم بسبب منع الاحتلال وصولهم وعدم توافر المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وانتشالهم.

ويقول محمد الهمص من مدينة رفح جنوب القطاع لمراسل سانا: لا يزال طفلي هديل وعمر تحت ركام منزلنا الذي قصفته صواريخ الاحتلال قبل شهرين ولم تستطع فرق الدفاع المدني حتى اللحظة انتشالهما، وما زلت أنتظر منذ ذلك الحين اللحظة التي أتمكن فيها من إخراج رفاتهما ودفنهما.

مأساة الهمص هي مأساة ذوي 8 آلاف من المفقودين تحت ركام المنازل والأبنية المدمرة في القطاع والذين ما زالوا ينتظرون إجابة لسؤالهم متى سنتمكن من دفن أحبتنا، ووفاء منهم لذكراهم كتبوا أسماءهم على أنقاض المباني المدمرة وخاصة في أحياء مدينة غزة ومخيمات النصيرات والمغازي والبريج وسط القطاع والمناطق الشمالية منه وفي مدينة خان يونس جنوبه حيث تسبب قصف الاحتلال بتسوية أحياء بأكملها بالأرض وما زالت تحت ركامها جثامين آلاف الفلسطينيين.

في مخيم البريج وسط القطاع لا تزال عائلة النباهين تبحث تحت ركام 7 من منازلها التي قصفها الاحتلال عن 45 شهيداً من أبناء العائلة ويقول أنس النباهين: من بين الشهداء 23 طفلاً، الحرب موجعة، قتل وجوع وعطش وتهجير وتدمير لكن عدم قدرتك على عناق جثامين الشهداء ووداعهم وجع آخر لا يمكن وصفه.. يصلك الخبر أن أحداً من عائلتك أو أصدقائك استشهد، وتكون أمام ثلاثة احتمالات إما أن تتمكن من وداع جثمانه، وإما أن يكون استشهد وتحول إلى أشلاء، أو دفن تحت الأنقاض.

مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة بدوره كان على مدار الأسبوعين الماضيين ساحة حرب وشاهداً على جرائم الإبادة الجماعية، حيث حاصره الاحتلال واقتحمه وقصف مبانيه وأحرقها ما أدى إلى تدميره بالكامل وتدمير أكثر من 1200 منزل في محيطه، كما كشف انسحاب قوات الاحتلال منه يوم أمس عن مجزرة بشعة راح ضحيتها أكثر من 300 فلسطيني قتلهم الاحتلال في المجمع الطبي والأحياء القريبة منه بينهم العشرات ممن أعدمهم مكبلي اليدين أو دهسهم تحت جنازير الدبابات فضلاً عن اعتقاله المئات في جريمة حرب مكتملة الأركان شاهدها العالم دون أن يحرك ساكناً.

محمد حمادة أحد الناجين من المجزرة والشاهد على إعدام قوات الاحتلال 27 فرداً من عائلته يقول: قتلت قوات الاحتلال الغاشم من المسافة صفر كل من تواجد داخل منزل العائلة الذي يقع قرب مجمع الشفاء، وعندما اقتحموا المجمع كبلوا أعداداً كبيرة من الأطباء والنازحين والمرضى وأطلقوا عليهم النيران، ولم يكتف الاحتلال بذلك بل قام بدفنهم بمقابر جماعية وبعضهم كان لا يزال حياً.

ومنذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي دمر الاحتلال 360 ألف وحدة سكنية بينها 70 ألف وحدة مدمرة كلياً، وبدعم عسكري وسياسي مطلق من الولايات المتحدة وحلفائها يواصل الاحتلال حرب الإبادة وتستمر المجازر جراء إفلاته من المساءلة والعقاب، فيما يواصل المجتمع الدولي إصدار بيانات الشجب والإدانة دون أي إجراءات فعلية على الأرض توفر الحماية للشعب الفلسطيني وتلجم الاحتلال وتوقف مجازره.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

روسيا تدعو شركاءها الدوليين للامتناع عن المشاركة في المؤتمر السويسري حول أوكرانيا

موسكو-سانا دعت روسيا اليوم شركاءها الدوليين إلى توخي اليقظة والامتناع عن المشاركة في المؤتمر السويسري …