جدة ثمانينية من دير ماما امتهنت صناعة الحرير طوال ستين عاماً

حماة-سانا

ثمانينية لم تثنها سنوات العمر الطوال، ولا مصاعب الحياة ومشقاتها عن إتقان حرفة كانت لها ولعائلتها السند والمعين، ولا أدل على ذلك أكثر من تجاعيد وجهها الجميل ويديها التي تصنع الحرير.

أم علي -الأم والجدة- سيدة لم تعرف القراءة ولا الكتابة لكنها ومنذ نعومة أظفارها، وعلى مدى ستين عاماً، عملت في صناعة الشالات الحريرية، ما ساعدها على تعبيد الطريق أمام أبنائها العشرة، فكانوا الطبيب والمهندس والمدرس والمحامي والممرض والموظف والعسكري.

حرفة تحتاج للكثير من الصبر والعمل والاجتهاد، لكنها لم تكن بالغريبة عن إحدى نساء قرية دير ماما في مدينة مصياف، التي اشتهرت بتقليدها في نيسان من كل عام بالتقاط كرات الحرير المنتشرة في كل منازلها من خلال تربية دودة القز وإنتاج الحرير، فكانت كمن أمسك بطوق نجاة ليبقي على صلة الوصل مع الماضي من خلال خيط الحرير بمتانته ونعومته، فلا تعاني الحرفة من خطر الانقراض.

وعن حكاية سنواتها الطوال قالت الجدة أم علي لـ سانا: “عملت صباحاً في الزراعة وليلاً في تطريز الخيط على قطع القماش الحريرية لمساعدة زوجي لتجاوز أعباء الحياة، وتربية أبنائي ليحصلوا على تعليمهم حتى نهاية المرحلة الجامعية”.

وأَضافت: “مستمرة بأداء رسالتي في هذه الحياة”، داعيةً أبناءها وأحفادها من بعدها لصون الرسالة وإيصال الأمانة كلٌ في مجال عمله.

وتعد قرية دير ماما واحدة من أبرز بوابات الحرير في سورية، حيث تعد حرفة تربية دودة القز وصناعة الحرير تراثا عمل عليه الأجداد والآباء ونقلوه إلى الأبناء والأحفاد.

علياء حشمه وعلي عجيب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

سورية من الدول العريقة تاريخياً بصناعة الحرير

دمشق-سانا يعود تاريخ الحرير إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث اكتشفت أقدم قطعة من الحرير …