كاتب فرنسي: هولاند يقدم مصالحه مع النظام السعودي على ملف حقوق الإنسان 

باريس-سانا

أكد الكاتب والصحفي الفرنسي باسكال ريشة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يقدم مصالحه السياسية والاقتصادية مع النظام السعودي على ملف حقوق الإنسان حيث تعد السعودية من أسوأ أنظمة العالم في هذا المجال.

وأوضح الكاتب في مقال نشرته صحيفة لونوفيل اوبزر فاتور الفرنسية بعنوان “هولاند الصديق الطبيعي لعرابي الجهاد” أن الرئيس الفرنسي زار الرياض لمناقشة قضايا الشرق الأوسط وصفقة بيع طائرات رافال الفرنسية ولكن لن يناقش بالطبع فظائع النظام السعودي الملكي الأقرب إلى ما يمكن تسميته “النظام الحلم” بالنسبة للمتطرفين في أنحاء العالم كافة.

وأشار الكاتب إلى أن السعوديين يقدرون كثيراً سياسة هولاند في الشرق الأوسط الذي يلقب بـ “فرانسوا العربي” نظراً “لمواقفه المتصلبة تجاه دمشق وطهران” حيث اختار بوضوح الوقوف إلى جانب الملكيات الخليجية خلافا لنظيره الأمريكي باراك أوباما الذي يتبع دبلوماسية أكثر ضبابية.

ولفت الكاتب ريشة إلى أن الجانبين الخليجي والفرنسي سيضاعفان المجاملات والكلام المنمق ولكن من غير المرجح رؤية هولاند يثير قضية حقوق الإنسان في تلك الممالك وخاصة السعودية الصديق الكبير لفرنسا والذي يعد من أسوأ الأنظمة في العالم.

وقال الكاتب ريشة “إن السعودية تلهم كل الحركات الإسلامية المتطرفة حول العالم فالوهابية هي الشكل الأكثر تحفظاً وصرامةً وتزمتاً للإسلام أما السلفية المتطرفة فهي الطفل لها ووفقا لأجهزة الاستخبارات الغربية لا تزال الجهات المانحة السعودية هي المصدر الرئيسي لتمويل الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم كما أن 15 من أصل 19 إرهابياً شاركوا في هجمات 11 أيلول كانوا سعوديين”.

وأضاف ريشة “إن السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي لا تتمتع فيه المرأة بحق قيادة السيارة ويتم استعبادها بحجة بقائها تحت الوصاية الذكورية كما أن السعودية تمارس عقوبة الإعدام على نطاق واسع وغالباً بالسيف وفي بعض الأحيان رجماً ويترافق قطع الرؤوس بالصلب في ساحة عامة”.

وأكد الكاتب ريشة أن السعودية تشبه تلك الحكومة التي نشاهدها في أفلام الخيال العلمي بقيادة زمرة من الناس فاحشي الثراء هم العائلة المالكة المؤلفة من حوالي 4000 شخص تعيش في رفاهية مذهلة بفضل المال المتدفق من الرمال وفي المقابل شعب فقير في غالب الأحيان مع معدل بطالة يبلغ 12 بالمئة ويتضاعف بين الشباب.

وأوضح ريشة أن الإعلام والصحافة والانترنت تخضع لرقابة شديدة حيث تحتل السعودية المرتبة 164 في قائمة من 180 دولة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة عام 2015 وعلى سبيل المثال فإن المدون رائف بدوي الذي تجرأ على انتقاد الشرطة الدينية حكم بالسجن والجلد.

وشدد الكاتب على أن الرئيس هولاند يتغاضى عن كل ذلك لأنه يعتبر بوضوح أن سياسته الخارجية والتجارية في الشرق الأوسط هي الثمن كما أنه ورغم إعلانه الحرب على الجهاديين في مالي أو على الأراضي الفرنسية فإنه يجد نفسه ملزما بالتملق إلى عرابي هؤلاء المجاهدين المتطرفين.

إقرأ أيضا:

رغم ملف حقوق الإنسان البائس في السعودية.. فابيوس يعلن أن هناك عشرين مشروعا اقتصاديا تعتزم فرنسا التوقيع عليها مع النظام السعودي

انظر ايضاً

كاتب فرنسي: أعداد الفرنسيين الملتحقين بصفوف الإرهابيين تتزايد بشكل كبير

باريس-سانا أكد الكاتب الفرنسي “كريستوف كورنوفان” أن أعداد الفرنسيين الذين يلتحقون أو يحاولون الالتحاق بالتنظيمات …