بوتين: الغرب يمارس النفاق ويثير الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط

موسكو-سانا

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الغرب يثير الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، ويستمر في الكذب ونشر الادعاءات والافتراءات بشأن عزم روسيا مهاجمة أوروبا، مشدداً في الوقت نفسه على أن القوات النووية الإستراتيجية الروسية في حالة تأهب تام وجاهزة لاستخدامها ضد أي اعتداء.

وقال بوتين في خطابه السنوي أمام الجمعية الفيدرالية الروسية اليوم: إن “القوات النووية الإستراتيجية في حالة استعداد تام لاستخدامها المضمون، وما خططنا له في مجال التسلح تم إنجازه بالكامل أو في طور استكماله”، مضيفاً: “لا بد أن يفهم الغرب أننا نمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف على أراضيه، إنه يرهب العالم بأن هذا يهدد باندلاع نزاع نووي والقضاء على الحضارة البشرية ولكن هل يدركون في الغرب معنى ذلك.. لم يمروا باختبارات صعبة ولا يعرفون ما تعنيه الحرب”.

وتابع: “الغرب يمارس النفاق ونسمع اتهامات باطلة منه بسعينا لنشر أسلحة نووية في الفضاء”، مبيناً أن روسيا وقعت منذ 2008 على مسودة اتفاقية حظر عسكرة الفضاء وأرسلتها إلى واشنطن لكن الأخيرة لم توقعها واتهمت موسكو بذلك.

وشدد على أن ما يفعله الغرب يهدد الأمن الأوروبي، مشيراً إلى أهمية صياغة هيكلية جديدة للأمن المتكافئ في العالم وغير القابل للتجزئة، موضحاً أنه “لن يتحقق أي أمن دولي مستدام بمعزل عن روسيا”.

وأضاف: “قواتنا اكتسبت خبرة هائلة في العملية العسكرية، وظهرت كوكبة كبيرة من القادة المتميزين القادرين على استخدام الأسلحة والتكنولوجيات الحديثة، والحفاظ على حياة جنودهم وتضاعفت قدراتنا القتالية عدة مرات”، محذراً من مخططات الغرب لإرسال قوات إلى أوكرانيا، وقال: “مصير من أرسلوا قواتهم إلى أراضينا سابقاً معروف وعواقب مثل هذه الخطوة ستكون هذه المرة أشد فداحة بالنسبة لهم”.

وأكد الرئيس بوتين ثبات الاقتصاد الروسي وأن المصانع العسكرية تعمل على مدار الساعة وتلبي كافة احتياجات الجيش من الأسلحة والذخائر وستواصل عملها بنفس الوتيرة، مشيراً إلى أن “قطاع الأعمال في روسيا قدم مليارات الروبلات عبر منظمات خيرية لدعم الجنود الروس في الجبهة والإسهام في تحقيق النصر المشترك”.

وكشف بوتين عن دخول صواريخ (سارمات) النووية الجديدة العابرة للقارات الخدمة بالجيش الروسي وأنه سيتم عرضها قريبا، مشيداً بأداء صواريخ (كينجال) و(تسيركون) فرط الصوتية.

ولفت إلى أنه يجري حالياً اختبار صواريخ (بوريفيسنيك) وغواصات (بوسيدون) المسيّرة، مؤكداً استمرار عمل البلاد على ابتكار سلسلة من الأسلحة المتطورة سيتم الإعلان عنها في المستقبل من المهندسين والمختصين.

وحول علاقات روسيا مع دول العالم قال بوتين: “لدينا شراكات مع الدول العربية وكذلك الحال مع دول أمريكا اللاتينية”، لافتاً إلى أن “روسيا تعتزم بناء بنية تحتية مالية عالمية جديدة مع الدول الصديقة بعيدة عن السياسة الغربية”.

وتابع: “جنباً إلى جنب مع الدول الصديقة، سنواصل إنشاء ممرات لوجستية فعالة وآمنة وبناء هيكل مالي عالمي جديد بعيد عن السياسة، على أساس تكنولوجي متقدم، وخاصة أن الغرب يزعزع بنفسه الثقة في عملاته ونظامه المصرفي”.

وقال بوتين: “نرى آفاقاً كبيرة في بناء شراكة أوراسية في ظل التكامل بين خطط الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومبادرة (حزام واحد.. طريق واحد) الصينية، كما أن الحوار بين روسيا وبلدان (آسيان) يتطور بشكل إيجابي، كما تمثل القمم الروسية الأفريقية إنجازاً كبيراً، وتؤكد دول القارة الأفريقية بشكل متزايد على مصالحها وحقها في السيادة، ونحن ندعم بإخلاص كل هذه التطلعات، وتتمتع روسيا بعلاقات جيدة طويلة الأمد مع الدول العربية”.

وأشار بوتين إلى مكامن القوة الاقتصادية لمجموعة (بريكس)، حيث سيتجاوز الناتج الإجمالي لدول المجموعة اقتصادات مجموعة السبع، وقال: “حتى عام 2028 ستبلغ حصة دول بريكس في الاقتصاد العالمي نحو 37 بالمئة، بينما ستخفض حصة مجموعة السبع إلى 26 بالمئة”.

وأعرب الرئيس الروسي عن ثقته بأن الاقتصاد الروسي سيكون ضمن أكبر أربعة اقتصادات عالمياً في المستقبل القريب، مذكّراً بأن الاقتصاد الروسي أصبح الأول أوروبيا والخامس عالمياً، حيث نما العام 2023 بوتيرة أعلى من نمو الاقتصاد العالمي ودول مجموعة السبع الكبار.

كما أعلن الرئيس الروسي في خطابه إطلاق مشروع (الأسرة) الوطني في روسيا، مشدداً على ضرورة تحقيق النمو المستدام في معدل المواليد في الاتحاد الروسي خلال السنوات الست المقبلة.

ووجه بوتين بإيلاء اهتمام خاص للبلدات والمناطق الريفية في روسيا من ناحية تطوير الرياضة وبناء ما لا يقل عن 350 موقعاً رياضياً في روسيا سنوياً، مضيفاً: “سنخصص 65 مليار روبل من الميزانية الفيدرالية لهذه الأغراض على مدار 6 سنوات”.

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency