مليون نازح فلسطيني في رفح يفترشون الأرض ويلتحفون السماء

القدس المحتلة-سانا

جاهداً يحاول إياد المصري النازح من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة أن يجد له مكاناً بجانب الطريق في حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب القطاع لنصب خيمة من البلاستيك تقيه وأطفاله من البرد القارس بعد ثلاث محطات من النزوح بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومجازره المستمرة بحق أهالي القطاع لليوم الـ 84، والذي أدى إلى تدمير مدينته بيت حانون.

يقول المصري الذي بدا عليه الإرهاق والتعب والجوع والعطش لمراسل سانا: هذه المرة هي الثالثة التي أنزح فيها وأنصب هذه الخيمة منذ بدء العدوان.. فالمرة الأولى كانت بعد نزوحي من منزلي في بيت حانون إلى مخيم جباليا شمال القطاع بعد أن نجوت من مجزرة مدرسة الفالوجا التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى بعد تساقط القنابل والصواريخ على المدرسة.

ويضيف المصري: النزوح الثاني كان من مخيم جباليا إلى مخيم البريج وسط القطاع الذي يتعرض لقصف متواصل ونجوت مرة أخرى بأعجوبة، وقررت النزوح للمرة الثالثة أملاً بالنجاة بأطفالي الأربعة واستقريت في هذه الخيمة على قارعة الطريق في رفح.. الوضع صعب جداً هنا.. لا غذاء ولا ماء ولا فرش لهؤلاء الأطفال .. الموت والقهر يحاصرنا في كل مكان في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل الذي ينفذه الاحتلال.

ويتابع المصري: استشهد من عائلتي 67 شخصاً معظمهم ارتقوا داخل مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، والبقية جراء القصف على مدينة بيت حانون التي دمرها الاحتلال بشكل كامل.

مئات آلاف الفلسطينيين نزحوا إلى رفح مع اشتداد قصف الاحتلال الغاشم على مخيمات وسط القطاع وعلى خان يونس جنوبه، أملاً بالنجاة والاحتماء من القصف لكنه لاحقهم حتى في رفح، فلا مكان آمناً كما يؤكد الفلسطينيون في القطاع الذي يحاول الاحتلال كسر إرادة وصمود أهله من خلال سياسة التجويع والقتل.

ويؤكد محمود ناصر الذي نزح إلى رفح أيضاً أن المدينة اكتظت بمئات آلاف النازحين، ومراكز الإيواء توقفت منذ أكثر من شهر عن استقبال النازحين من شمال القطاع ووسطه، ما اضطر آلاف العائلات إلى نصب خيام في الأماكن العامة، وعلى أرصفة الطرقات.

ولفت ناصر إلى أن الوضع كارثي لنحو مليون نازح في رفح.. لا طعام ولا مياه ولا أمان.. فالمدينة تتعرض منذ بدء العدوان لقصف جوي ومدفعي أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف الفلسطينيين، ودمار هائل في البنية التحتية.

ويشير ناصر إلى أن رفح تحولت إلى كتلة من البشر لا يجد الإنسان المار بشوارعها موطئ قدم من شدة الازدحام بعد أن تدفق إليها مؤخراً نحو 300 ألف نازح من مدينة خان يونس ومخيمات وسط القطاع.

محمد النباهين من مخيم البريج وسط القطاع أوضح أن الاحتلال قصف مربعات سكنية بأكملها داخل المخيم، وأن القذائف تتساقط بشكل مستمر حتى على مدارس اللجوء التي نزح إليها الآلاف للاحتماء فيها من القصف الإسرائيلي ما دفعه للنزوح إلى رفح.

دلال عواد تروي جانباً من المجازر المروعة التي يرتكبها الاحتلال في مخيم البريج قائلة: طيران الاحتلال ودباباته يطلقون القذائف في كل مكان.. شاهدت جثامين العديد من الشهداء بين أزقة المخيم وقرب دوار الشهداء.. لا أحد يستطيع الاقتراب منهم حتى سيارات الإسعاف، مبينة أن مئات الأسر لازالت محاصرة داخل المخيم ولا تستطيع الخروج منه بسبب كثافة القصف وتدمير الاحتلال للطريق الواصل بين مخيم البريج والنصيرات.

وتشير مؤسسات حقوقية ودولية إلى أن 1.8 مليون فلسطيني باتوا نازحين بلا مأوى يفتقدون الغذاء ويعانون من انتشار الأوبئة والأمراض، محذرة من مخاطر سياسة التطهير العرقي والتهجير التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي.

محمد أبو شباب

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc